في حوار منعت الدموع إكماله.. السائق الخاص للرئيس سالمين: كان رجلاً بسيطاً نزيهاً عاش فقيراً ومات فقيراً

المدنية أونلاين_حاوره_رشاد منصر بامرحول

قال السائق الشخصي للرئيس سالمين عبدالله محمد القميشي  "إن الرئيس الراحل اهتم بجانب الثروة السمكية أكثر من غيرها لما لها من مردود مثمر على البلد، وكان يشرف على العمل بنفسه، ودائما ما يزور مناطق الاصطياد كخور عميرة وشقرة  وخلف بالمكلا.

 

وأضاف السائق الخاص بالرئيس سالمين "إن الرئيس  سالمين كان يقضي الكثير من وقته برفقة الصيادين ويقدم لهم الدعم ويثمن إعمالهم".

 

وجاء حديث القميشي في حوار نشرته "عدن الغد" تكلم فيه عن بعض تفاصيل حياة الرئيس الراحل في قادم السطور تجدونها..

 

عرفنا بنفسك ؟

 

- اسمي عبدالله محمد سالم القميشي من منطقة الخبر في مديرية حبان بمحافظة شبوة.

 

متى التحقت بالسلك العسكري؟

 

- ألتحقت بالسلك العسكري عام 1965 أيام حرب التحرير من الاستعمار البريطاني، وكنا حينها نناضل ونحن في الجيش إلى جانب الثوار بكل ما نستطع من قوة حتى وصل بنا الأمر بأن ندفع اشتراك شهري من مرتباتنا دعما منا لتحرير وطننا الذي كان مستعمر آنذاك، وعملنا حتى استقلينا عام 1967م وبعد الحرب ظليت اتنقل من وحدة لأخرى إلى أن استقريت في الشرطة العسكرية، وبعد ذلك كان لي الطلب من الرئاسة سائق خاص (شخصي) للشهيد سالم ربيع في عام 1974م حيث ظليت معه وبرفقته إلى عام 1978م.

 

ماهي الأسباب التي جعلتك تبتعد عن الخدمة؟ وما هي الرتبة التي حصلت عليها في ذلك الوقت؟

 

- خروجي من الخدمة  بعد الأحداث التي حصلت لنا من ظلم وتهميش، وأنا كنت واحد من ضمن هؤلاء الذين همشت أسماؤهم.. أما بخصوص الرتبة  العسكرية  حصلت على مساعد أول بينما بعض من زملائي أصبحوا الآن عمداء يستلمون مرتباتهم الشهرية ضف إلى ذلك السكن والأراضي وأنا لي الله هو حسبنا ونعم الوكيل.

 

ماهي أكثر الصعوبات التي واجهتها أثناء عملك بصفتك سائق شخصي للرئيس؟

 

- الحمد لله لم أواجه أي صعوبات أثناء عملي بحكم توفر الأمن والاستقرار سابقا ولكن واجهتني مشكلة بسيطة في السيارة التابعة للرئاسة  نوع مرسيدس أزرق قديم حتى كان (الجير في المقود) ذات يوم كلمت الرئيس وقلت له هذه سيارة قديمة؟ رد علي وقال إيش فيها؟ قلت له أكلها (الذحل) قال لي مشي بها، وبعد ذلك وصلت سيارات جديدة تابعة للرئاسة وكان الرئيس سالمين حريص على كل شيء رحمة الله عليه.

 

أبرز المواقف التي حصلت للرئيس سالمين أثناء تواجدك معه؟

 

- الموقف الذي حصل مع الرئيس عندما كنا في محافظة شبوة وبالتحديد مديرية ميفعة وكنا في طريقنا إلى المكلا عندما تقدم إلينا شايب يريد أن  يكلم الرئيس وقام أحد العسكر مسك بيد الشايب وشاهدة الرئيس واستدعى الشايب وقال له: "أيش طلبك؟" قاله الشايب "عندي أرض وبئر وابقي مضخة فقط ؟" فما كان من الرئيس إلا أن لبى الطلب، واستدعى المأمور فورا كان اسمه (البريكي) لم أعرف أسمه كاملا وحينها أمر له بصرف مضخة جديدة.

 

دعنا نتعمق أكثر أخي عبدالله عن أهم الثروات التي حققها الرئيس في ذلك الوقت بحكم أنك المقرب الوحيد له أينما رحل وحل؟

 

- نعم..  هي الثروة السمكية  هو من قرها وأنشأها حتى أصبحت تنافس البترول، فقد كان مع الصيادين ويشرب معهم الشاي، وكان هو من يشرف على الإنتاج بنفسه حيث عمل ثلاجات تبريد في بريسلي في التواهي وعلى هذا الحال ومن شدة حرصه يوم في خور العميرة ويوم في شقرة ويوم في خلف في المكلا لن يهدأ له بال حتى حقق الثروة في شقرة حيث إنه يفترش (السلقة) (الخوص) وكان يتعشى خبز مع السمسم من (الميفى)، والخصار سمك من (الميفى)، هذه هي كانت حياته اللطيفة .. ساكتفي بهذا ولن أزيد المواجع .. ليسكت بعدها آخذ منديلا ليكفف دموعه التي حاول جاهد حجبها .. ليتنهد ويقول "والله العظيم أنه رجل بسيط وعاش فقيرا ومات فقيرا".

 

دموعك غالية علينا اخي عبدالله.. ولن أطيل هل لديك كلمة أخيرة تود قولها؟

 

- أولا أشكر صحيفة "عدن الغد" والقائمين عليها على هذا اللقاء والذي أحب من خلاله أن أوصل رسالتي هذه إلى من يهمه الأمر جراء الظلم والتهميش والإقصاء الذي تعرضت له عندما تم فصلي من  الوظيفة العسكرية والشكر موصول لك أخي رشاد بامرحول وجميع المتابعين.