مدير مطار عدن الدولي: لازلنا تحت الإعلان السابق بأن المطار جاهز لاستقبال رحلات الإغاثة والعالقين والجرحى فقط

المدنية أونلاين_حاوره_سامح جواس

يعد مطار عدن الدولي نافذة اليمن حاليا إلى العالم ، وتم إعادة العمل فيه بعد التحرير بمدة بسيطة ، ثم أعيد تأهيله من قبل التحالف ولكن هناك عدة معوقات ومظاهر سلبية أثرت على مطار عدن وسمعته.

 

وهنالك حملة تشن على المطار لكي يعجل بإغلاق المطار وحرمان أبناء عدن والمحافظات المجاورة من خدماته.. ولكي نعرف ما يدور في المطار وما سبب بروز بعض المظاهر السلبية وماهي الحلول قمنا بزيارة إلى المطار والتقينا بالمدير العام للمطار المهندس "طارق عبده" ودار بيننا الحوار التالي..

 

ماهي إنجازات مطار عدن الدولي منذ استئناف العمل فيه؟ وكيف استطاع الصمود في مواجهة الحملات الإعلامية والحوادث الأمنية التي تؤثر سلبا على عمل المطار؟

الإنجاز الأول والأهم : والذي لا تقل أهميته عن تحرير المطار هو : إعادة تشغيل المطار رغم الدمار الكامل الذي لحق بالمطار ، وهذا تم بفضل الله ثم بفضل إصرار وجهود إدارة المطار والموظفين الذي عاودوا العمل بعد التحرير مباشرة ، وأيضًا جهود الجهات الأمنية.. فنحن عملنا يداً بيد وبدعم من الإخوة في التحالف ، والحقيقة ما قدمناه من عمل ومجهود يعد خرافي رغم الاستهدافات المتكررة للمطار.

 

والإنجاز الثاني: هو قيام الإخوة في التحالف وبشكل خاص الإمارات بإعادة تأهيل المطار .

 

والإنجاز الثالث: متابعة إدارة المطار مع المحافظة وتنفيذ مشاريع البنية التحتية للمطار "كهرباء_ماء_مجاري_طرقات_تشجير".

 

وأما بخصوص استطاعتنا الصمود بوجه الحملات التي تواجهنا فإننا بإدارة المطار نعلم علم اليقين بأنه لن يضرنا ولا ينفعنا أحد ولو اجتمعوا جميعاً كما في الحديث الشريف.

 

فنحن نعمل بأقصى جهدنا ونريد الدفع بالمطار قدماً والاستمرار بالعمل فيه وتقديم الخدمات للمواطنين وتخفيف عناء السفر عنهم في حالة تم إغلاقه سيعاني الجميع ، ونحن لا نمتلك العصا السحرية ، ونتمنى من الجميع التوقف عن الإساءة للمطار ، ونحن نعمل بأقصى طاقتنا ووفق الإمكانيات المتاحة والمتواضعة.

 

هل صحيح أن كل الرحلات الواصلة والمغادرة من مطار عدن لا تتم إلا بالتنسيق مع السنتر المتواجد بصنعاء بما فيها طيران التحالف التي تحلق فوق سماء عدن؟

إن الإقليم الجوي الذي تشرف عليه اليمن يمتد من حدود اليمن على البحر الأحمر حتى حدود قريب الهند ، وهذا إقليم فعال وحيوي تعبر فيه الكثير من الطائرات كونه يربط قارة أفريقيا بقارة آسيا ، وهذا الإقليم كان مركز الملاحة الجوية في عدن هو المسؤول عليه إلى عام 1994م ثم تم سحبه من عدن إلى صنعاء ومنذ ذلك الوقت ومركز الملاحة الجوية تشرف عليه صنعاء..

 

ودور المركز هو أي طائرة تدخل الإقليم عابرةً في الأجواء أو في حالة الهبوط أو الإقلاع في جميع مطارات الجمهورية اليمنية يتم التواصل مع المركز في صنعاء لإبلاغهم بذلك لأن المركز مشرف على الملاحة الجوية ككل.

 

وبعد الحرب ودخول التحالف أصبحت الأجواء اليمنية تحت سيطرة التحالف أي تصاريح الهبوط والإقلاع والعبور في حدود الجمهورية اليمنية هي تحت مسؤولية قوات التحالف...وماعدا ذلك يعتبر مسؤولية مركز الملاحة الجوية في صنعاء أي من بعد حدود اليمن بناحية عمان إلى قريب الهند يتم التواصل به عبر مركز صنعاء.

 

لماذا لا يوجد سنتر بمطار عدن مع العلم أنه كان يوجد سابقا سنتر بمطار عدن ؟

كما أوضحت لك سابقا ..كان يوجد مركز الملاحة الجوية في عدن سابقا حتى 1994م ومن ثم تم نقله إلى صنعاء حتى يومنا هذا..

فوجود مركز ملاحة جوية في عدن يتطلب عدة من الأمور..

 

أولا: تجهيزات معينة وضرورية يتطلب تواجدها لإنشاء مركز ملاحة جوية في عدن وهذه غير متواجدة لدينا حالياً.. كما تم سحب كل الأجهزة الموجودة والمتوفرة في مركز عدن إلى صنعاء بداعي أن المطار لا يحتاجها..

 

وعند إعادة تأهيل مطار عدن في عام 2000م تم إعادة تأهيله كمطار دولي عادي ولم يتم تجهيزه بأجهزة مركز ملاحة جوي رغم مطالبتنا لهم بتجهيز المطار وتزويده بأجهزة مركز ملاحة حتى يكون مطار احتياطي لمطار صنعاء ، إلا أن ذلك لم يؤخذ بعين الاعتبار حتى أنه عند إعادة تأهيل المطار في 2000م كان توجد أجهزة اتصالات بعيدة المدى والتي من خلالها يمكن التواصل مع الطائرات العابرة إلا أنهم رفضوا تركيبها في عدن وتم سحبها كاملة إلى مطار صنعاء.

 

ثانيا : تدريب كادر على التعامل مع الطيران العابر في دورات خاصة للمراقبين الجويين العاملين في مركز الملاحة الجوية لكن للأسف منذ عام 1999م لم يتلقَ مطار عدن أي دورات بهذا المجال ولم يحضَ مطار عدن بأي دورات أخرى في أي مجال ودوره.

 

لماذا تأخر تأثيث مطار عدن؟ ومن هي الجهة التي ستقوم بالتأثيث ؟

التأخير في عملية التأثيث يعود لعدم توفر ميزانية لذلك ، وفيما بعد وعند نزول الحكومة إلى عدن في المرة الأولى تم اعتماد مبلغ لذلك ، وقد تم تشكيل لجنة لتقديم متطلبات المطار بالنسبة للتأثيث وتم ذلك أولاً :-

 

تأثيث الصالات، ثانيا : تأثيث المكاتب، وبعد إنزال مزايدة محددة من قبل وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد بعد ذلك تم توقيع بين الهيئة وبين إحدى الشركات المتقدمة.

 

وبالنسبة للصالات المفروض خلال شهر أبريل تقريبا تصل أثاث الصالات ، وبالنسبة للمكاتب انتهاء اللجنة من عملها بخصوص أثاث المكاتب وتم تسليمها للهيئة بعدن ومنتظرين من الهيئة ووزارة النقل بالبت فيها .

 

كما انتهت اللجنة الأخرى بالنسبة لتحديد متطلبات المطار من أجهزة مكتبية (كمبيوترات/فاكسات/طابعات/آلات تصوير) بعد إنزالها مناقصة...والموضوع في الحقيقة لازال يحتاج وقت كون وزارة النقل والهيئة العامة للطيران والإرصاد لم تبت فيها بعد.

 

انقطاع التكييف..انطفاء التيار الكهربائي...انعدام المياه بالحمامات...وغيرها من الظواهر السلبية ..ماهي أسبابها ؟ وهل هناك معالجات لها في القريب العاجل ؟

مشكلة الكهرباء هي أن المطار مرتبط في نظام التحكم بمؤسسة الكهرباء ، أي أننا ندخل في نظام التوزيع (تشغيل_انطفاء) والمعمول به مع المنازل.

 

وهذا يعني أنه في حالة إطفاء التيار الكهربائي نقوم بتشغيل المولدات الاحتياطية ولدينا عدد من المولدات التي تعمل ولكن بحاجة إلى صيانة وتبديل قطع غيار ، ولعدم توفر ميزانية تشغيل قمنا بصيانتهم بشكل مؤقت حتى تؤدي الغرض ولكن ببعض الأحيان تتوقف فجأة وتأخذ بعض الوقت لإصلاحها.

 

وحاليا يقوم فريق من مهندسينا توفير بعض قطع الغيار بالصيانة ونأمل تحسن وضعها لكن هناك بعض قطع الغيار المكلفة أسعارها والضرورية لم نستطع شراءها ولكن يجب توفيرها حتى نحل المشكلة.

 

كما أننا وبسبب عدم توفير ميزانية تشغيلية نعاني من عدم توفر الديزل بسبب الديون التي علينا لشركة النفط توقفت الشركة عن تزويدنا بالديزل حتى نسدد ما علينا.. وحتى إذا وفرنا قيمة الكمية التي نطلبها حاليا تمتنع شركة النفط تأجيل الدفع حتى نستلم المخصص إنما تطالب بالدفع كاش و يسبب عدم توفره حاليا فإننا نضطر من الشراء من السوق و بسعر السوق .

 

وعند عدم توفر الديزل نعمل على تقنين عمل المولدات ونقوم بإغلاق المولدات فور انتهاء الرحلات.

 

وللتوضيح بخصوص انقطاع التكييف فإن منظومة التكييف مصممة على تشغيل بشكل دائم حتى يتم التبريد والتكييف بشكل كامل ومع هذا الوضع وانعدام الميزانية التشغيلية فإننا فقط نشغل المولدات أوقات الرحلات حتى نحافظ على كمية الديزل.

 

وموضوع الماء ، يعاني مطار عدن من ضعف ضخ المياه والمشكلة هذه منذ 4 سنوات وكان يتم معالجة ذلك بشراء بوز ماء لتغطية النقص.. وحاولوا الإخوة في المياه النزول ومعالجة المشكلة إلا أنه لم يتم حل جذري لضعف المياه وانقطاعها عن المطار.. وكذا مشكلة المجاري التي تفيض بين الحين والآخر ويتم شفطها.. أثناء الحرب تأثرت شبكة مجاري ومياه خورمكسر وأثر ذلك على المطار ، فالمياه لا تصل للمطار وحاليا نغذي المطار بالماء عبر شراء بوز ماء بواقع 2_3 بوز ماء في اليوم وبسبب انعدام السيولة وارتفاع سعر الديزل ارتفع سعر البوز لذا ببعض الأيام نعجز عن شراء الماء.

 

وضعنا صعب جدا في الآونة الأخيرة ولكن نحن بصدد حل آني قد يترتب عليه توفر الماء بشكل دائم ولو حتى مؤقتا.

 

وبالنسبة للحلول لمشكلة الكهرباء والماء فقد تم دعم المطار من قبل الحكومة والمحافظة بالنسبة للمشاريع الاستراتيجية والبنية التحتية للمطار وهي الكهرباء والمياه والمجاري والطرقات والتشجير وتم توقيع الاتفاقية بين المطار ومؤسسة الكهرباء بعدن وبإشراف الهيئة والمحافظة وقد تم البدء به والذي يضمن للمطار الكهرباء المباشرة دون انقطاع وفصل المطار عن نظام التحكم والمحاصصة.

 

وبالنسبة لبقية المشاريع الأخرى فهي بطور الدراسة وسيتم التوقيع عليها قريبا إن شاء الله.

 

ماهي التنسيقات المتبعة بينكم وبين الجهات الأمنية في المطار؟ وهل الحوادث الأمنية التي حدثت مؤخرا بالمطار أثرت على سير العمل في المطار ؟

بالنسبة للمطار أي أحداث أمنية أو غيرها تؤثر سلبا على المطار وسمعة المطار كمطار آمن، وتنفيذ لواقع المنظمة الدولية ، أي أمور سلبية قد تؤثر على المطار وتوقف حركة الطيران فيه.

 

نحن في السابق قبل الحرب كانت هناك جهات أمنية مختلفة عاملة في المطار وتم تقسيم المطار إلى مربعات كل جهة تعمل في المربع المخصص لها لهذا عند وجود ثغرات أمنية تعرف من هي الجهة المتسببة بذلك ويتم المعالجة في حينه وكل الجهات الأمنية كانت تخضع للمدير العام للمطار وهذا ما نفتقده الآن.

 

ونحن نطالب الجهات الأمنية العليا بإعادة ترتيب الوضع الأمني في المطار كما كان في السابق.

 

ورغم كل ذلك نحن نعمل جاهدين مع بقية الجهات الأمنية بالعمل وبالحد الأدنى حتى يتم سد كافة الثغرات الأمنية , وبدليل بعد النزول المتكرر للأجهزة الأمنية في الأمم المتحدة لمراجعة تشغيل الرحلات والمراقبة الأمنية قامت بالنزول بطائراتها بعد التأكد من سلامة الإجراءات الأمنية.

 

متى سيتم إزالة الحواجز والمتارس بمدخل المطار ؟

هناك مشروع قيد الدراسة يقوم فريق عمل هندسي من المطار والأشغال العامة وتحت إشراف وزير الأشغال والنقل والمحافظة والهيئة العامة للطيران وبمشاركة بعض الجهات الأمنية ذات العلاقة...فهذا المشروع إذا تم الاتفاق عليه سينهي هذه الحواجز والمتارس إن شاء الله.

 

ما هو سبب عدم تنظيم حركة المطار حيث شوهد عشوائية في إدارة المطار في بعض الأقسام مثل دخول التشريفات بطريقة عشوائية ووصول بعض المستقبلين إلى المدرج وعشوائية استلام وإيصال أمتعة المسافرين وغيرها من الظواهر السلبية ؟

هذا يرد عليه ترتيب عمل الجهات الأمنية كما كانت عليه في السابق قبل الحرب.. لأن مهام الجهات الأمنية ترتيب الوضع الأمني في الصالات والمنافذ وبسبب التداخل في أعمال الجهات الأمنية تحدث مثل هذه الأمور ، ولكن عندما يتم تحديد المهام لكل جهة هناك ستستطيع محاسبة الجهة المسؤولة عن أي خلل يحصل بحكم أن ما حدث من خلل يقع في نطاقها.

 

أما بخصوص توصيل العفش والأمتعة وإيصالها نوضح أن أحزمة العفش لم تدخل في مشروع إعادة تأهيل المطار وهي قديمة وتعمل منذ عام 1986م وتم إنزال مناقصة لشراء حزام عفش جديد وتكفلت الحكومة بشرائه والموضوع مع هيئة الطيران المدني بعدن للبت بالمناقصة.

 

لماذا لازالت رواتب منتسبي مطار عدن الدولي تصل من صنعاء ؟

ذلك بسبب عدم وجود إيرادات تصلنا تغطي رواتب الموظفين.. كما أن الإيرادات التي تأتي مقابل عبور الطائرات في إقليم اليمن تدفع من الشركات العابرة إلى مقدم الخدمة وهو مركز الملاحة الجوي في صنعاء.. ولكن منذ توقف مطار صنعاء وقيام مطار عدن باستيعاب كافة الرحلات التي كانت تعمل في مطار صنعاء أصبح إيراد المطار من رسوم المغادرة لطيران اليمنية يغطي رواتب الموظفين ولكن عند أي توقف للمطار يؤثر ذلك سلبا على الإيرادات وبالتالي عن بعض المبلغ المورد رواتب للموظفين.

 

ولكننا لازلنا مرتبطين بهيئة صنعاء لتغطية احتياجاتنا رغم الصعوبات التي نواجهها جراء ذلك وطبعا كل الأمور تمر بمعرفة وعبر هيئة الطيران المدني بعدن.

 

مرت سنتان على انتهاء الحرب ولازال البعض من موظفي إدارات المطار لا يباشرون عملهم في المطار إلى اليوم؟

كما ذكرت سابقا ، حتى الآن لم يتم تأثيث المبنى الإداري فكيف ندعو الناس ولا يوجد لهم مكاتب أو كراسي أو دواليب؟!.. لكن هذا لا يعني أن الموظفين لا يحضرون فهناك حضور..

 

أولاً المناوبين يداومون حسب جدول النوبات المرفوع من كل إدارة ، كما أن الإدارات التي تعنى بأمر الرواتب والمالية متواجدين ويزاولون عملهم بعضهم منذ الافتتاح بعد الحرب ومنهم من بعد الافتتاح بعد التأهيل واستلام المبنى.

 

متى سنشاهد شركات الطيران العالمية والعربية في مطار عدن الذي لا يصله إلى اليمنية ومؤخرا السعيدة ؟ وماهو سبب عدم عودتها؟

نحن حتى الآن لازلنا في حرب ولم يعلن المطار رسمياً بأنه جاهز لاستقبال الرحلات التجارية..ونحن لازلنا تحت الإعلان السابق أن مطار عدن جاهز لاستقبال رحلات الإغاثة والعالقين والجرحى وكل الرحلات تعمل تحت هذا الإعلان ، حيث لازال السماح للهبوط والإقلاع في مطارات اليمن بشكل عام يحدد لها وقت محدد للهبوط والإقلاع وغير منتظم وعلى الطائرات المصرح لها بالنزول في مطارات اليمن الالتزام بالوقت المحدد وعدم تجاوزه وهذه الفترة الزمنية غير ثابتة وتتغير بشكل يومي.

 

لهذا شركات الطيران الدولية والعربية وغيرها تلتزم بمواقيت وجداول ثابتة لرحلاتها لفصل كامل لأنها ملتزمة بمواعيد تدخل ضمن برامج رحلاتها الفصلية ويتم توزيعه على مكاتب الطيران في العالم ويعتمد عليه بعملية الربط للسند لأكثر من دولة..ولكن يمكن لشركات الطيران التي لا تعتمد على زمن محدد لرحلاتها بالتشغيل في مطار عدن عند أخذ تصاريح الهبوط من هيئة الطيران المدني بعدن.

 

كلمة أخيرة تودون توجيهها؟

أشكر صحيفة "الأمناء" على الاستضافة وأتمنى من الجهات المعنية في الدولة والهيئة بدعمنا لتشغيل المطار في أجواء مناسبة للعمل تعود بالنفع للمواطنين والعاملين في المطار بما يخدم السلامة والأمن. كما نتمنى أن يتم إعادة تأهيل الكادر الوظيفي في المطار الذي حرم من التأهيل لفترة طويلة. ونطالب بدفع مديونية المطار ومستحقات موظفي المطار.