أنقرة تستدعي سفير موسكو وتؤكد أن الطائرة السورية تحمل "أجزاء صواريخ"..مئة قتيل في سوريا في معارك بين الحر والأسد
أفادت المعارضة السورية، بمقتل 100 شخص، الخميس، واستمرار معارك كر وفر بين الجيشين الحكومي والحر، لليوم الثاني على التوالي، للسيطرة على طريق إستراتيجي يؤدي إلى مدينة حلب، فيما تصاعدت الأزمة بين تركيا وسورية على خلفية إرغام الأولى طائرة مدنية سورية آتية من موسكو على الهبوط في مطار أنقرة
، مؤكدة أنها "تحمل أجزاء من صواريخ"، في حين استدعت الخارجية التركية السفير الروسي بشأن الموضوع.
وقالت شبكة "شام" الإخبارية، إن القوات الحكومية قصفت بالمدفعية مزارع رنكوس وتلفيتا في ريف دمشق، وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة عرطوز، وفي حمص تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على حي الخالدية وبقية أحياء المحافظة المحاصرة، وفي ريفها قصف الطيران المروحي مدينة الرستن وكذلك مدن القصير وقلعة الحصن، وذلك بالتزامن مع حملة دهم واعتقالات شنتها قوات الأمن في ساحة باب مصلى في حي الميدان في دمشق كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحكومي والحر على طريق أوتوستراد دمشق درعا الدولي في حي القدم، وفي ريف حماة جرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على قرى سهل الغاب الشمالي، وفي حلب تجدد القصف على أحياء الشعار والصاخور، وفي ريف درعا وقعت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات الأسد في مدينة الشيخ مسكين، كما تم العثور على أربعة شهداء من عائلة واحدة أعدموا في بلدة الغارية الشرقية، وكذلك في ريف ادلب جرت اشتباكات عنيفة في بلدة صهيان في ريف خان شيحون وسط قصف مدفعي على مدينة خان شيحون وريفها، كما تجدد القصف بالمدفعية والدبابات على بلدات حيش وكفرسجنة وموقة وكفرمزدة وقصف من الطيران المروحي على بلدة تلمنس، أما في دير الزور فجرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدة الخريطة في الريف .
وقال ناشطون إن عبد المنعم العبود شقيق عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود، قُتل على يد عدد من المسلّحين الذين اقتحموا منزله في درعا، الخميس.
وقالت وكالة "سانا" إن "مجموعة إرهابية مسلّحة اقتحمت ظهر الخميس منزل المواطن عبد المنعم موسى العبود، شقيق عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود، وأطلقت النار عليه مما أدّى إلى استشهاده"، في حين أفاد مصدر في محافظة درعا بأن "7 إرهابيين اقتحموا منزل العبود وأطلقوا النار عليه نقل على إثرها إلى مستشفى درعا الوطني، لكنه استشهد متأثرًا بإصاباته".
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، إن "القوات المسلحة السورية تدمر عشرات السيارات المزودة برشاشات (دوشكا)، وتقضي على عدد كبير من (الإرهابيين) مع متزعميهم في عدد من المناطق، وقد تابعوا الأربعاء تنفيذ واجباتهم الوطنية بملاحقة (الإرهابيين المرتزقة)، وتخليص الوطن والمواطنين من جرائمهم، واستهدفوا في هذا الإطار تجمعاتهم في حلب وريفها بسلسلة عمليات نوعية، أدت إلى تدمير عشرات السيارات المزودة برشاشات (دوشكا)، والقضاء على عدد كبير منهم مع متزعميهم".
وذكر مصدر في المحافظة لمراسلة "سانا"، أن "وحدة من القوات المسلحة السورية نفذت عمليتين نوعيتين في الأتارب في ريف حلب، استهدفت الأولى تجمعًا لـ(الإرهابيين) قرب معمل السجاد، والثانية مقرًا لهم بجانب رابطة الشبيبة، مما أسفر عن مقتل العشرات منهم، عرف من بينهم (الإرهابي) خلف سيف الدين السوات، سعودي الجنسية، ومحمود طلال الفهد عراقي الجنسية، إضافة إلى محمد سمير بركات من جبل الزاوية وتمام مشير مصري من جسر الشغور وعبد الله محمد عيد من دارة عزة، كما دمر الجيش السوري 11 سيارة مزودة برشاشات (دوشكا) بمن فيها من (الإرهابيين) على طريق تل رفعت أختارين، وفي مدينة حلب تم تدمير سيارتين مزودتين برشاشي (دوشكا) وثلاث سيارات إسعاف مسروقة محملة بالأسلحة والذخيرة في تجمع للمسلحين عند دوار أغيور، وأسفرت العملية أيضًا عن القضاء على متزعم إحدى المجموعات الإرهابية المسلحة الملقب بـ(أحمد أبوالليل) وثلاثة رماة رشاش (بي كي سي) وراميي قاذف(ار بي جي)، وكذلك تم تدمير شاحنتين محملتين بالأسلحة قرب جامع خياطة في منطقة الفردوس وقتل عدد من المسلحين".
وأضافت وكالة الأنباء الرسمية، "استهدفت وحدة من القوات المسلحة تجمعات للإرهابيين في دوار باب الحديد، ودمرت سيارة شحن مع هاون محمول ورشاش مزدوج م/ط وسيارتي جيب بمن فيها وقضت على عدد من الإرهابيين، وأصابت آخرين بينهم الإرهابي أحمد لولك متزعم إحدى المجموعات الإرهابية في المنطقة، ونفذت وحدة أخرى عملية نوعية ضد مجموعة إرهابية قرب فرن الدرة في المرجة أسفرت عن مقتل جميع أفرادها وإصابة (الإرهابي) سلمان محمود الحنتوش الملقب بشامو، وحاولت مجموعة مسلحة الدخول إلى الجامع الأموي الكبير في حلب وتدنيسه فتصدت لها وحدة من الجيش السوري وأوقعت في صفوفها قتلى وإصابات فيما لاذ بقية (الإرهابيين) بالفرار".
وأكد مصدر مسؤول في حلب، إنه "لا صحة إطلاقا لما تبثه بعض القنوات الشريكة في سفك الدم السوري عن وجود (الإرهابيين) في الجامع، وأن هذه الأخبار عارية من الصحة ومحاولة يائسة لرفع معنويات (الإرهابيين)، وفي عملية نوعية أخرى دمرت وحدة من الجيش تسع سيارات مزودة برشاشات (دوشكا) ورشاش ثنائي مضاد للطيران، وخمس سيارات إسعاف مسروقة مليئة بالأسلحة والذخيرة، وأسفرت العملية عن مقتل عشرات (الإرهابيين) عند دوار قاضي عسكر ومدرسة كفاح الغادري في المدينة".
من جهة أخرى، قالت "سانا" إن الطائرة المدنية السورية التي أرغمتها السلطات التركية على الهبوط في مطار أنقرة وصلت إلى دمشق، موضحة "وصلت طائرة الركاب السورية (إير باص 320) الآتية من موسكو إلى دمشق عند الساعة 10ر5 فجر الخميس، والتي كانت السلطات التركية قد أرغمتها على الهبوط في مطار أنقرة الأربعاء.
وأوضحت مدير مؤسسة الطيران العربية السورية غيداء عبد اللطيف، في تصريح لـ"سانا"، أن "السلطات التركية اعتدت على طاقم الطائرة قبيل السماح للطائرة بالإقلاع من مطار أنقرة، وذلك بعد رفضه التوقيع على أن الطائرة هبطت اضطراريًا"، مضيفة أن "طائرات حربية تركية من نوع (إف 16) هي من أجبرت الطائرة على الهبوط، من دون إعلام مسبق لكابتن الطائرة بقصد التفتيش ولم تطبق الإجراءات الدولية وإعلام خط الطيران المدني التركي بذلك مسبقًا، مما كاد أن يتسبب في حادثة طيران نتيجة اقتراب الطائرات الحربية على مسافة غير مدروسة".
وأضافت عبد اللطيف أن "الطائرة لا تحمل أي مواد غير قانونية، والشحنة متوافقة مع القوانين والأنظمة العالمية مع بوليصة شحن نظامية"، م مشيرة إلى أن "حالة الركاب الصحية جيدة، إلا أن حالتهم النفسية سيئة جدًا"، معتبرة أن "ما حصل عمل غير إنساني، ويدل على خلل في طريقة التعامل مع الأنظمة والقوانين التي ينص عليها اتفاق شيكاغو للطيران المدني، وبقاء الركاب لساعات طويلة من دون تقديم أي خدمات إليهم، وإعلامهم بما يجري حيث دب الذعر وتأثرت الحالة النفسية لديهم، وأن مؤسسة الطيران السورية ستقدم احتجاجًا لدى اتحاد الطيران الدولي واتحاد الطيران العربي وجميع المنظمات الدولية والإنسانية، على هذا التعامل اللإنساني مع طاقم الطائرة والركاب، لأن أي تفتيش يكون محضرًا له مسبقا" داعية إلى "فصل الجانب السياسي من كل دول العالم عن الطيران المدني، الذي هو صلة تواصل بين الشعوب".
وقد وصفت سورية، الخميس، إجبار السلطات التركية الطائرة المدنية السورية على الهبوط في مطار أنقرة وتفتيشها، بأنه "تصرّف معادٍ ومستهجن"، مؤكدة أن "الطائرة المستهدفة لم تكن لم تحمل أية البضائع محرّمة"، مطالبة باستعادة محتويات الطائرة كاملة.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان لها، إن "هذا التصرّف التركي المعادي والمستهجن، هو مؤشر إضافي على السياسة العدائية التي تنتهجها حكومة رجب طيب أردوغان، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما تقوم به من تدريب وإيواء وتسهيل تسلل وقصف مدفعي للأراضي السورية، وأن كامل محتويات الطائرة المدنية السورية مدرجة أصولاً على بوليصة الشحن النظامية ومدرجة بكامل تفاصيلها على بيان حمولة الطائرة، وأن الطائرة لم تحمل أي نوع من أنواع الأسلحة أو أية بضائع محرمة، ونطالب السلطات التركية بإعادة باقي محتويات الطائرة كاملة وبصورة سليمة، وأن طائرة مدنية سورية أقلعت من مطار موسكو، الأربعاء، وعلى متنها عدد من الركاب السوريين والروس، وبعد دخولها الأجواء التركية، وخاطبت السلطات التركية الطيار وطلبت منه تعديل إحداثيات طيرانه ومنحته إحداثيات غير منطقية تختلف عن مسار رحلته المعدة مسبقاً، ولاحظ الطيار فورًا ومن بدون سابق إنذار مرافقة طائرات عسكرية له وأجبرته على الهبوط في مطار أنقرة، وبعد هبوط الطائرة تمت إساءة معاملة طاقم الطائرة، بالإضافة إلى احتجاز الركاب لساعات طويلة وتم التحفظ على بعض محتويات الطائرة بغرض الفحص والتدقيق".
واستغربت دمشق "الخرق الفاضح" للحكومة التركية للنصوص العامة لقوانين واتفاقات دولية تتيح للدولة تفتيش الطائرات العابرة لأجوائها، عبر "إجبار الطائرة عسكريًا على الهبوط رغم عدم رفض الطيار لتعديل مسار الرحلة، مما عرض سلامة الطائرة والركاب للتهديد عبر هذا الظهور المفاجئ للطائرات العسكرية من دون أي مبرر أو سابق إنذار".
وفي المقابل، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إن "الطائرة السورية التي أرغمت على الهبوط في أنقرة كانت تحمل ذخائر روسية الصنع تخص وزارة الدفاع السورية".
وكانت تركيا قد استدعت السفير الروسي في أنقرة، على خلفية قضية طائرة الركاب السورية الآتية من موسكو التي أجبرت على الهبوط في أنقرة، بعد الاشتباه في حملها أسلحة إلى سورية، ورفضت أنقرت اتهامات دمشق بـ"القرصنة" بهذا الخصوص.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن مصادر دبلوماسية، قولها إن "السفير الروسي فلاديمير إيفانوفسكي، وصل إلى مقر وزارة الخارجية للتباحث في عدد من القضايا، عقب حادثة تفتيش الطائرة.
وردًا على اتهامات موسكو، شددت وزارة الخارجية، في بيان لها، على أنه "بعد هبوط الطائرة في مطار في أنقرة، تم اتخاذ التدابير كافة لضمان سلامة الركاب وتلبية حاجاتهم المحتملة، وأن السلطات التركية أنذرت قائد الطائرة أثناء تحليقه فوق البحر الأسود، وقبل دخوله المجال الجوي التركي، مخيرةً إياه بين العودة أو الهبوط في مطار إيسن بوغا في أنقرة".
وقد استدعت وزارة الخارجية التركية، الخميس، السفير الروسي في أنقرة فلاديمير إيفانوفسكي، لبحث عدد من القضايا معه، وذلك على خلفية تفتيش الطائرة السورية، مساء الأربعاء، في مطار إسن بوغا في العاصمة أنقرة.
ونقلت "الأناضول" عن مصادر دبلوماسية، قولها إن إيفانوفسكي وصل إلى مقر وزارة الخارجية للبحث في عدد من القضايا، عقب حادثة تفتيش الطائرة السورية الآتية من موسكو، في وقت طلبت فيه الحكومة السورية من أنقرة، إعادة محتويات طائرتها التي احتجزتها.
وطلبت موسكو الخميس، توضيحات من السلطات التركية حول حادثة اعتراض طائرة ركاب سورية آتية من موسكو وتفتيشها، معربة عن قلقها من تعريض أمن الركاب وبينهم مواطنون روس للخطر نتيجة ذلك.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية الأربعاء، أن "مقاتلات عسكرية تركية رافقت طائرة مدنية سورية، كانت تحلق في الأجواء التركية إلى مطار أسن بوغا في أنقرة، وأن لديهم معلومات تفيد بأن حمولة الطائرة لا تتلائم مع قواعد الطيران المدني وقد أجبرت للنزول لتفتيشها، وعادت الطائرة السورية إلى العاصمة السورية دمشق بعدما أجرت السلطات الأمنية في المطار التركي، تفتيشًا دقيقًا على الطائرة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وصادرت بعض المواد والمستلزمات التي يُعتقد بأنها "أجزاء صواريخ"، وتم التحفظ على المستلزمات التي تمت مصادرتها لإجراء فحوص عليها.
من جهتها، اتهمت موسكو أنقرة بتعريض أرواح مواطنين روس للخطر، حين أجبرت طائرات نفاثة حربية تركية طائرة ركاب سورية مسافرة من العاصمة الروسية إلى دمشق على الهبوط في أنقرة، فيما نفى مصدر في وكالة تصدير السلاح الروسية ما أعلنته السلطات التركية عن "وجود شحنة مشبوهة في الطائرة"، فيما أرجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارته التي كانت مقررة إلى تركيا.
وكذلك اتهمت دمشق أنقرة بـ"تصرف معاد" في حادث الطائرة وطالبتها بإعادة محتويات الطائرة التي قامت بمصادرتها، مؤكدة أن الطائرة كانت تحمل "بضائع قانونية"، فيما صادرت السلطات التركية بعض المواد والمستلزمات على متن الطائرة، يُعتقد بأنها "أجزاء صواريخ"، قبل أن تسمح لها بمغادرة المطار.
ويأتي هذا الحادث في ظل تصاعد التوتر العسكري بين البلدين، حيث عززت القوات المسلحة التركية وجودها على الحدود التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر، وترد بالمثل على إطلاق النار والقصف عبر الحدود من شمال سورية، في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إن بلاده ستواصل تفتيش الطائرات المدنية السورية التي تستخدم المجال الجوي التركي.، في حين قررت الخطوط الجوية التركية بعد الحادث التوقف عن استخدام المجال الجوي السوري في رحلاتها.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن رئيس مجلس إدارة المجلس التنفيذي للخطوط التركية، حمدي توبجو، قوله إن "طائرات الخطوط التركية توقفت عن استخدام المجال الجوي السوري منذ 4 أيام، وستستمر الطائرات التركية في تجنب الأجواء السورية، وستعتمد طرقًا بديلة حتى العثور على خط ثان آمن".
على الصعيد الدولي، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بشدة سلسلة التفجيرات "الإرهابية" المنسقة الأخيرة التي وقعت في دمشق وأسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.
وأعرب بان في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، عن القلق حول مصير المعتقلين الذين كانوا في المرفق حيث وقعت التفجيرات، وكذلك استمرار دوامة العنف في سورية التي تولد أرضية خصبة "للإرهاب والأعمال الإجرامية" بجميع أنواعها، قائلاً إن "جميع أعمال العنف يجب أن تتوقف"، مجددًا التأكيد على أن ما من سبب يمكن أن يبرر الهجمات "الإرهابية"، في أي مكان، في أي زمان وأياً كان مرتكبوها.
وكرر الأمين العام قناعته الراسخة بأن "اللجوء إلى العنف والوسائل العسكرية لن يؤدي إلاّ إلى المزيد من المعاناة والدمار، وأن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو الحل السياسي، وحث في هذا الإطار جميع الأطراف على السير قدمًا نحو التحول السياسي والحوار في سورية والعمل عن كثب مع الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي".
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين في سورية، الدكتور جهاد مقدسي، أن تصريح الأمين العام للأمم المتحدة الذي صدر في باريس حول إثارة موضوع "تطبيق وقف إطلاق النار من جانب واحد مع الجانب السوري" خلال مباحثاته في نيويورك، وأن الجانب السوري قد طلب منه معرفة ماذا سيحصل لاحقًا، مجتزأ ويتضمن نصف الحقيقة فقط لما دار في الاجتماع المذكور، والحقيقة الكاملة هي كما يلي طرح الأمين العام فكرة تطبيق وقف إطلاق نار من جانب واحد فأبلغناه في جلسة المباحثات ذاتها أن الجمهورية العربية السورية سبق وأن طبقت فعليًا هذا المقترح وجربته في السابق مرتين، الأولى كانت خلال عمل بعثة المراقبين العرب برئاسة الفريق الدابي، والمرة الثانية كانت سارية بتاريخ 12 نيسان/أبريل الماضي خلال بعثة مراقبي الأمم المتحدة، وتنفيذًا لخطة السيد كوفي أنان ذات النقاط الست، وفي المرتين قامت المجموعات المسلحة باستغلال التزام الحكومة السورية فوسعت من انتشارها المسلح في بعض المناطق، وتضاعفت الخسائر البشرية بين مدنيين وعسكريين جراء العمليات (الإرهابية) التي نفذتها هذه المجموعات خرقًا للتهدئة".
وأضاف مقدسي "وفي ضوء ذلك اتفقنا مع الأمين العام على مبدأ أن التهدئة هدفها ترتيب الأجواء للحوار السياسي المنشود، وليس لضرب استقرار سورية واستغلال التزام الدولة، وبالتالي طلبنا من بان كي مون في الجلسة ذاتها أن يوفد مبعوثين من قبله إلى الدول المعنية، وأخص بالذكر السعودية وقطر وتركيا وهي الدول التي تمول وتؤوي وتدرب وتسلح هذه المجموعات المسلحة، لكي تبدي هذه الدول التزامًا بوقف هذه الأعمال، باعتبار أن هذه الدول هي دول مؤثرة على الجماعات المسلحة لكي تستخدم وتوظف نفوذها من أجل وقف العنف من الجانب الآخر، وبعد ذلك يتم إعلام الجانب السوري بنتائج مساعي الأمين العام للأمم المتحدة ليعرض الأمر على القيادة لاتخاذ وبحث الترتيبات اللازمة".
من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، ورئيس مجلس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الخميس، الأوضاع في سورية، حيث ذكرت وكالة الأنباء القطرية، أن صالحي الذي يجري زيارة إلى قطر حاليًا، التقى والوفد المرافق لرئيس مجلس الوزراء القطري، مشيرة إلى أن الجانبين استعرضا الأوضاع في سورية.
وأوضحت الوكالة أن الطرفين بحثا، خلال لقائهما، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، مشيرة إلى أنهما استعرضا عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما التقى وزير الخارجية الإيراني والوفد المرافق، أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في قصر الوجبة، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تم بحث تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.