
الإرياني: مليشيا الحوثي لا تقبل أي شريك سياسي وتخشى الجماهير أكثر من أي شيء
قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، إن إعلان المؤتمر الشعبي العام في العاصمة المختطفة صنعاء إلغاء أي فعاليات سياسية أو إعلامية بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسه، يفضح حجم الضغوط والتهديدات التي مورست على قياداته من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، والتي وصلت إلى حد التخوين والاتهام بالعمالة والتلويح بالاعتقالات والتصفيات الجسدية.
وأضاف الوزير الإرياني، في تصريح صحفي، أن هذا المشهد يذكر بأجواء انتفاضة ديسمبر 2017، حين أصر المؤتمر الشعبي العام على إحياء ذكرى تأسيسه في ميدان السبعين، فواجه تهديدات علنية من الحوثيين بقصف الميدان واغتيال الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ونشر القناصة في التباب المحيطة بالميدان، واليوم، وبعد ثماني سنوات، يتكرر السيناريو ذاته بصورة أكثر فجاجة، في تأكيد أن الحوثي لم ولن يتغير.
وتساءل الإرياني: "لماذا يخاف عبدالملك الحوثي من المؤتمر الشعبي العام؟ هل يخشى انكشاف الحجم الجماهيري الحقيقي للمؤتمر في الداخل والخارج؟ وهل يعتقد أن منع الحزب من إظهار شعبيته سيضعف مكانته، أم أن هذا القمع سيدفع المؤتمريين إلى مزيد من الالتفاف حول مشروعهم الوطني الجمهوري؟".
وأشار الوزير إلى أن ما يثير السخرية أن الحوثي، الذي يزعم أن إلغاء احتفالات المؤتمر مرتبط بما يجري في غزة، يواصل في المقابل إحياء احتفالات طائفية دخيلة ويسخر لها الأموال المنهوبة من خزينة الدولة والتي بلغت منذ انقلابه 103 مليار دولار، غير آبه بمعاناة اليمنيين ولا بمأساة غزة، بل وصلت به الحال إلى إحياء ذكرى الثورة الإيرانية ومناسبات مستوردة من طهران، بينما يمنع اليمنيين من إحياء مناسباتهم الوطنية والسياسية بذريعة كاذبة عن التضامن مع غزة.
وأكد الإرياني أن هذه الحادثة تعري ازدواجية الحوثي الذي لا يقبل بوجود أي شريك سياسي، ولا يعترف بالتعددية، ويخشى الجماهير أكثر من خوفه من أي شيء آخر، موضحاً أن التجارب الماضية أثبتت أن الحوثي يغدر بحلفائه واحدا تلو الآخر، بدءا بالمؤتمر الشعبي العام، مرورا بالمشائخ والقبائل، وصولا إلى إذلال ما تبقى من قيادات المؤتمر والشخصيات السياسية والاجتماعية في صنعاء.
وشدد الوزير على أن الرسالة باتت واضحة للمؤتمريين في مناطق سيطرة المليشيا، بأن الحوثي لا يريد لهم حزبا ولا هوية سياسية، بل مجرد تابع ذليل يردد خطاباته، أما الرسالة الأوضح للمجتمع الدولي فهي أن الحديث عن "عملية سياسية" مع الحوثيين مجرد وهم، فالمليشيا مشروع أحادي كهنوتي إرهابي لا يعرف إلا الإقصاء والاستبداد، والقمع والتنكيل بخصومه.
واختتم الإرياني تصريحه بالتأكيد على أن الحقيقة الجلية هي أن الحوثي لا يقبل الشراكة مع أحد، ولا يترك أمام اليمنيين أي خيار سوى التوحد خلف مشروع استعادة الدولة والجمهورية تحت قيادة مجلس القيادة الرئاسي برئاسة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، وصون النهج الديمقراطي التعددي الذي يحفظ اليمن من الاستبداد والإقصاء والكهنوت.