
أكدت اختطاف 12 شخصاً بينهم أطفال..
أسرة الشيخ حنتوس: استهداف الحوثيين له بدأ قبل 10 سنوات ولم ينتهِ بوفاته (بيان)
قالت أسرة الشيخ صالح حنتوس، إن ميليشيا الحوثي استهدفته منذ أكثر من عشر سنوات، وإن جريمة قتله مطلع الشهر الجاري في منزله بمحافظة ريمة، لم تكن سوى حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات المستمرة بحقه.
وأكدت الأسرة، في بيان أصدرته الأحد، أن الاعتداء على الشيخ بدأ حين رفض الانصياع لتوجيهات الحوثيين بإغلاق حلقات تحفيظ القرآن واستبدالها بملازم الجماعة، كما رفض تحويل منبر المسجد إلى منبر طائفي يخدم أجندة الميليشيا.
وأشار البيان إلى أن الحوثيين اقتحموا في عام 2022 دار القرآن الكريم التابعة للشيخ، وأغلقوها بالقوة، وأحرقوا أجزاء منها، وصادروا وثائق الطلاب، وحوّلوها إلى مركز تعبئة وتجنيد، ومع ذلك واصل حنتوس التعليم في مسجد القرية حتى عام 2024.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، تعرّض الشيخ لأربع حملات عسكرية، وأُجبر على تقليص نشاطه إلى نطاق ضيّق داخل منزله، حتى قررت الميليشيا تصفيته مطلع الشهر الجاري.
وأضافت الأسرة أن الشيخ استُهدف في فجر يوم مقتله أثناء خروجه من المسجد، ثم لجأ إلى منزله، حيث شن الحوثيون قصفا عنيفا عليه استمر لساعات، أسفر عن مقتله على سطح المنزل، وإصابة زوجته بجروح خطيرة.
وتابع البيان أن الجريمة لم تتوقف عند ذلك، بل منعت الميليشيا إسعاف الجرحى، ودفنت جثة الشيخ سراً بعد منتصف الليل، واختطفت 12 من أقاربه، بينهم خمسة أطفال، ولا يزال مصيرهم مجهولًا.
كما رفضت الأسرة اتهامات الحوثيين للشيخ بعرقلة دعم غزة، وأكدت أنه من أوائل من ناصروا القضية الفلسطينية منذ أكثر من أربعة عقود. وطالبت الأسرة بمحاسبة الجناة، ودعت المنظمات الحقوقية إلى توثيق الجريمة باعتبارها "امتدادا لحرب شاملة ضد التعليم والقرآن".
نص البيان:
بيان صادر عن أسرة شهيد القرآن الشيخ صالح حنتوس رحمه الله
الحمد لله القائل:
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إن مليشيات الحوثي الكهنوتية لم تبدأ اعتداءها الغاشم على الشيخ الشهيد صالح حنتوس يوم استشهاده، بل بدأت حربها الظالمة ضده منذ أكثر من عشر سنوات، حين رفض وقف تعليم القرآن الكريم واللغة العربية، ورفض تدريس "ملازم الخرافة" وتحويل منبر الجمعة إلى منبر طائفي معادٍ لبلادنا، دخيلٍ على عقيدتنا وهويتنا.
ففي عام ٢٠٢٢، اقتحمت المليشيات دار القرآن في القرية، وصادرته، وأحرقت جانبًا منه، وأتلفت جميع وثائق وشهادات الطلاب، وحولته إلى مركز للتعبئة والتحشيد العسكري لحروبها، وغسل أدمغة الأطفال والمراهقين بالأفكار الحوثية.
ورغم كل ذلك، واصل الشيخ صالح التعليم في مسجد القرية حتى عام ٢٠٢٤، وتعرض خلالها لأشكال متعددة من الاعتداءات والمضايقات والتهديدات. كما أطلقت المليشيات أكثر من أربع حملات عسكرية خلال السنوات الثلاث الماضية، ومنعته من مواصلة رسالته، فاقتصر على حلقة من أبناء قريته، وأخرى من الطالبات تدرسها زوجته. ومع ذلك، ظلت المليشيات الحوثية ترفض أن يقوم حتى بتعليم طالب واحد لكتاب الله.
وحين رفض الشيخ التوقف عن تعليم القرآن، صعّدت المليشيات جرائمها واعتداءاتها بحقه وبحق طلابه وأولياء أمورهم، ولم تكتفِ بمحاصرة منزله بعشرات الآليات والمدرعات، وقصفه بمختلف أنواع الأسلحة، وقتله، وإصابة زوجته وحفيدة أخيه، بل أمعنت في جرائمها بعد تصفيته. ونضع بين أيديكم الحقائق التالية:
أولًا: الجريمة الميدانية
حشدت المليشيات أكثر من ١٠٠ آلية وطقم عسكري، وطوقت القرية منذ الليلة السابقة، وفرضت حصارًا مطبقًا، وحاولت اغتيال الشيخ صالح أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر، إذ باشرت العناصر الحوثية إطلاق النار عليه وهي تهتف "الموت لأمريكا"، ونجا الشيخ بأعجوبة، وأسرع إلى منزله ولاحقته العناصر الحوثية.
بدأت المليشيا بقصف المنزل بأسلحة (آر بي جي) ورشاشات ثقيلة ومتوسطة، رغم علمها بوجود زوجته ووالدتها المسنة (٨٦ عامًا). واستمر القصف من الصباح حتى وقت متأخر من الليل، حيث ارتقى الشيخ شهيدًا في سطح منزله، وأصيبت زوجته فاطمة غالب المسوري، كما قُصف خزان الماء في سطح المنزل، ومُنع دخول الطعام والمياه.
استمر القصف لساعات بعد استشهاد الشيخ، مما حال دون وصول زوجته إلى جثمانه للتأكد من استشهاده، وهو ما يفتح احتمال أنه ظل ينزف حيًا لساعات.
ثانيًا: الجريمة بعد الاستشهاد
أجبرت المليشيات بعض الأهالي على دفن جثمان الشيخ سرًا، بعد منتصف الليل، ومنعت حتى أبناء القرية من المشاركة في تشييعه، وهددت بإيذاء كل من يُخرج هاتفه للتصوير.
انتهكت حرمة المنزل، واقتحمته، وصعدت إلى السطح حيث جثمان الشهيد، ونهبت بعض محتوياته، وأتلفت البعض الآخر، في صورة همجية تجسّد منهجها الإجرامي.
ثالثًا: الجريمة ضد أقاربه
اختطفت المليشيات ١٢ شخصًا من أقارب الشيخ، بينهم خمسة أطفال، فيما يلي أسماء بعضهم:
1- عبدالرحمن سعد احمد حنتوس
2- اسامه عبدالرحمن سعد حنتوس
3- سليمان عبدالرحمن سعد حنتوس
4- حمزه سعد احمد عبدالله حنتوس
5 -عبده صالح الحاج سعدون
6 -ملاطف محمد غالب المسوري
7 -حميد منصور باقش
وقد تم إخفاؤهم قسرًا، ومنع التواصل بهم أو معرفة أوضاعهم، ما يجعلهم عرضة للتصفية أو التعذيب، وهي ممارسات اعتادتها المليشيات الحوثية في حربها الطويلة ضد اليمنيين.
وعليه، فإننا نؤكد الآتي:
١. نحمّل مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن الجريمة البشعة بحق الشيخ صالح حنتوس، وقتله في منزله وأمام زوجته، وعن إصابة زوجته فاطمة غالب المسوري، واعتداءاتها المتكررة على منزلهم منذ عام ٢٠١٥.
٢. نحمّل المليشيا المسؤولية الكاملة عن اختطاف وإخفاء أقارب الشيخ، ونطالب بالإفراج الفوري عنهم، ونحمّلها كامل المسؤولية عن سلامتهم، خصوصًا الأطفال منهم.
٣. نتقدم بالشكر والامتنان لأبناء شعبنا اليمني وكل الأحرار في العالم العربي والإسلامي الذين عبّروا عن اهتمامهم وتضامنهم، وندعو الجميع للاستمرار في الوقوف إلى جانب عائلة الشيخ صالح، التي تتعرض لهذه الوحشية فقط لأنها تمسكت بحقها في تعليم القرآن واللغة العربية، ورفضت الخضوع للمشروع الحوثي.
٤. نرفض ما ورد في بيان الحوثيين من أكاذيب ومبررات واهية، ومنها ادعاؤهم أن الشيخ الشهيد كان يعرقل دعم الشعب الفلسطيني. والحقيقة أن الشيخ صالح كان من أوائل الداعمين للقضية الفلسطينية منذ أكثر من أربعين عامًا، قبل أن تبدأ المليشيا الحوثية تمردها في صعدة، وتشهد بذلك المنابر والمساجد وطلبة القرآن الكريم، والفعاليات التي نظمها وأكد فيها دائمًا دعمه للشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي.
٥. تحتفظ أسرة الشيخ صالح حنتوس بحقها القانوني والشرعي في ملاحقة المجرمين الحوثيين، وكل من شارك أو حرّض أو برّر هذه الجرائم الوحشية.
*صادر عن أسرة شهيد القرآن الشيخ صالح حنتوس