من الصفر إلى الاحتراف.. التحول الاستراتيجي في بناء قدرات القوات المسلحة

المدنية أونلاين/توفيق الحاج:

حققت القوات المسلحة، تحولا نوعيا في التدريب والتأهيل والبناء, حيث حرصت خلال السنوات الماضية على تكثيف التأهيل والتدريب النوعي حتى بلغت أعلى مراتب الكفاءة والجاهزية العسكرية والاحتراف القتالي، وأصبحت تمتلك كل مقومات النصر, وما يشاهد على مدى الأعوام الماضية من عروض تخرج لدورات ودفع في مختلف الوحدات، يختصر حكاية بناء متين لجيش وطني، أعيد تأسيسه وفق أسس حديثة، وروح قتالية عالية وعقيدة صلبة، ليكون الحارس الأمين للوطن، والسيف القاطع لكل من تسوّل له نفسه العبث بالجمهورية والمكتسبات الوطنية.

يحمل منتسبو القوات المسلحة على عاتقهم مسؤولية حماية الجمهورية واستعادة مؤسسات الدولة وهزيمة مليشيا الحوثي الارهابية ومشروعها التدميري، ومن أجل تحقيق ذلك كان لزاما التركيز على التدريب والتأهيل المكثف، لإعداد مقاتلين أشداء وقادة شجعان متسلحين بالخبرات والمهارات العسكرية يتقنون أساليب القتال والتخطيط العسكري والتكتيكي والعملياتي ويستطيعون بأحدث الأساليب القتالية تحقيق النصر لشعبهم وأمتهم.

معركة بناء وتطوير

وإدراكا من القيادة العسكرية العليا بأن الأبطال في الميدان هم أصحاب القول الفصل ومن بيدهم فرض المعادلات، وأنهم حملة راية الحرية ومشروع السلام والبناء خاض قادة المؤسسة العسكرية خلال السنوات الماضية معركة البناء والتطوير والتأهيل العسكري استعدادا لخوض معركة الخلاص من مليشيا الحوثي الإرهابية بكل بسالة واقتدار، على أساس الولاء والانتماء الوطني.

المتتبع للجهود التي بذلتها القيادات العسكرية في مجال التدريب والتأهيل وما وصلت إليه القوات المسلحة من كفاءة وقدرات ومهارات عسكرية احترافية يجد أن أبطال الجيش تلقوا تدريبات مكثفة جعلتهم في جاهزية قتالية عالية تمكنهم من اجتثاث مليشيا الحوثي الإيرانية الارهابية واستكمال تحرير ما تبقى من النطاق الجغرافي واستعادة كامل مؤسسات الدولة في معركة خاطفة.

وفي هذا الصدد أكد الخبير العسكري العميد الركن/ محمد الكميم بقوله: اليوم، نرى أمامنا قوات مسلحة أكثر انضباطاً وكفاءة واحترافاً، جاهزة ومستعدة لتنفيذ المهام العملياتية الحاسمة في معركة استعادة الدولة واستئصال المشروع الحوثي الإيراني بكل كفاءة.

خبرات متراكمة

وأضاف لقد أسهمت المعارك الميدانية مع مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران طوال السنوات الماضية في صقل المهارات القتالية لأبطال القوات المسلحة وكانت عاملا مهما في تراكم الخبرات القتالية والتدريب والتأهيل في الميدان مباشرة، إذ تمكن منتسبو القوات المسلحة وخريجو الدورات التدريبية المختلفة من التطبيق العملي المباشر وجها لوجه مع العدو في مختلف الجبهات، وهذه الدروس العملية المباشرة ذات أهمية بالغة، وتفتقر إليها أكبر الجيوش في العالم لذلك تضطر لخوض مناورات أحادية ومناورات مشتركة من أجل صقل مهاراتها وتطبيق ما تعلمته.

وأكد العميد الكميم أن كفاءة القوات المسلحة وجاهزيتها مبنية على تخطيط علمي، وبنية تنظيمية متماسكة، وتكامل بين مختلف التشكيلات القتالية والإسنادية، وهو ما يجعلها قوة وطنية قادرة على حماية الجمهورية، واستعادة مؤسسات الدولة، وتحقيق النصر في المعركة المصيرية بأقل تكلفة.

وأشار إلى أن عملية التطوير النوعي في بنية القوات المسلحة اليمنية لم تكن عشوائية أو آنية، بل جاءت نتيجة استراتيجية واضحة قادتها وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، عبر هيئة التدريب والتأهيل التي قامت بدور محوري في إعادة بناء المؤسسة العسكرية على أسس علمية حديثة من الصفر حتى الاحتراف.

تدريب نوعي

وأضاف: نحن اليوم أمام تجربة وطنية ناجحة في تأهيل وتدريب الفرد والصف والضابط، والقائد، حيث تم خلال السنوات الماضية إعداد دفعات متتالية خضعت لدورات شاملة في مختلف المهارات العسكرية، من التدريب على الأسلحة الحديثة، إلى التخطيط والقيادة الميدانية والتكتيكات العملياتية المتقدمة، وهو ما أوجد ضباطاً وقادة ميدانيين يمتلكون رؤية استراتيجية، ومقاتلين مدرّبين تدريباً نوعياً على مختلف المهام، وقوات ميدانية قادرة على العمل بتنسيق وانضباط عاليين.

واعتبر الكميم أن هذه الإنجازات لا تمثل فقط استثماراً في القوة البشرية، بل تُعد ركيزة أساسية في معركة تحرير الوطن واجتثاث المليشيا الحوثية الإرهابية، وحماية الجمهورية والمكتسبات الوطنية، وتأمين المستقبل اليمني المنشود..، وما كان لذلك أن يتحقق لولا الجهود الحثيثة التي قادتها وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، بدعم وتوجيه القيادة السياسية والعسكرية العليا.

كفاءة وجاهزية

أما العميد الركن/ عبدالرحمن الربيعي فاعتبر الثلاث السنوات الماضية من اخصب سنوات القوات المسلحة حيث كانت حافلة بالبناء والتطوير والدورات التخصصية النوعية، سواء على مستوى الدورات الحتمية أو المتقدمة، على مستوى الأفراد أو الضباط قادة الكتائب أو قادة الالوية أو الدراسات الأكاديمية العسكرية.

وأضاف: لقد شهدت القوات المسلحة نقلة نوعية كبيرة في مجالات التدريب القتالي، والعملياتي والإعداد المعنوي، وهو ما جعلها اليوم في أعلى درجات الجاهزية والكفاءة والاحتراف والقدرة على تنفيذ المهام وخوض المعركة الوطنية بكفاءة عالية, حيث تحقق تكامل في الهيكل التدريبي بين الأداء القتالي الميداني العملياتي من خلال التطبيق في جبهات القتال أو من خلال مشاريع المناورات، وبين التدريب النظري في قاعات الدرس وميادين التدريب.

وأشار العميد الربيعي إلى أن التحول الاستراتيجي في بناء القوات المسلحة كان نتيجة استثمار حكيم للهدنة الهشة التي فرضت على أبطال الجيش، حيث استغلت القيادة العسكرية الوقت لبناء القدرات وصقل المهارات وإعادة بناء وتأهيل الكتائب والوحدات, وتدريب الأفراد على مهارات قتالية وتخصصية نوعية وحديثة، والتدريب على مختلف الاسلحة والآليات (كالطيران المسير، والدبابات، والمدفعية، والمركبات الخاصة)، إلى جانب تدريب قوات خاصة، وفرق قناصة، ووحدات الاستطلاع، والاتصالات..، وهذا يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة العسكرية ابتداءً من رئاسة هيئة الاركان، وهيئة التدريب، ودائرة التدريب، وصولاً إلى قادة المناطق والوحدات الفرعية.

قوة احترافية

وأكد أن الكفاءة والقدرة والجاهزية التي وصلت إليها القوات المسلحة لم تكن وليدة اللحظة، بل ثمرة دورات مكثفة ومتخصصة في مختلف أنواع القتال والأسلحة والتكتيكات الحديثة، بدءًا من المعارك الكلاسيكية، ومرورًا بأساليب المواجهة مع المليشيات والجماعات الارهابية غير النظامية..، إضافة إلى تدريبات دقيقة تلقاها أبطال الجيش على الرماية، القنص، الاستطلاع، تفكيك الألغام، والطيران المسير، والحرب في المناطق المفتوحة، والمناطق المأهولة بالسكان، والتحصينات الدفاعية، ما جعلهم اليوم نخبة قتالية ذات قدرة عالية على التحرك، والمبادرة، والهجوم المنظّم.

لقد باتت اليمن اليوم تمتلك قوة عسكرية احترافية يمكنها خوض أصعب التحديات بأقل الخسائر، وأؤكد بأن المعركة مع مليشيا الحوثي الارهابية محسومة سلفاً في ميزان الكفاءة والقدرة والمعنويات.

خطط استراتيجية

من جهته تحدث العميد الركن/ محمد الحاضري بقوله: لقد عملت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة على تدريب وتأهيل أبطال القوات المسلحة انطلاقا من قاعدة(قطرة عرق في الميدان توفر الدم في المعركة)، لذلك تم وضع برامج تدريبية وخطط استراتيجية مزمنة لبلوغ القوات المسلحة درجة الكفاءة والاحتراف، وقد تحقق الهدف بعد جهود مضاعفة خلال السنوات الماضية.

وأكد، أصبح اليوم لدينا قوات مسلحة حديثة، متسلحة بعوامل القوة للوفاء بمهامها دفاعاً عن الوطن واستعدادا لحسم المعركة الوطنية مع مليشيا الحوثي الارهابية، أصبحنا نمتلك مقاتلين احترافيين في كل التخصصات الميدانية، لدينا قوة بشرية قادرة على حماية الوطن واستعادة مؤسسات الدولة.

وأضاف: هناك يقين لدى قيادة المؤسسة العسكرية ومنتسبيها بأن إنجاز المهامّ بكفاءة يعتمد على تكثيف التدريب، سواء فيما يتعلق بالتخصص، أو التعامل مع الأسلحة المشتركة، حيث أن كفاءة المقاتل في التعامل مع المعدات العسكرية تعني سرعة الحسم، بينما التأهيل الشامل يحافظ على الأروح والمعدات، ويقلل من التكلفة، وهذا ما تم العمل عليه بقوة في تأهيل الأفراد وصف الضباط والضباط.

تاريخ من البطولات

وقال العميد الحاضري: لست أنا من يشهد بكفاءة وقدرة قوات الجيش لقد شهد العالم ببسالته في حومة القتال وما يمتلكه منتسبوه من شجاعة وإقدام انطلاقا من إيمانهم العميق بعدالة قضيتهم وحق الوطن عليهم، وقد تراكمت هذه الشجاعة وهذه الخبرات مع مرور السنوات، ولدى حماة الوطن تاريخ حافل من البطولات، ولديهم الاستعداد والجاهزية لخوض ضراوة القتال وتحقيق النصر، ولديهم من القدرات القتالية ما يسبب الارباك والانهيار لمليشيا الحوثي ولكل معتدٍ.

وأشار إلى أن أبطال القوات المسلحة متحفزون ومتأهبون وفي أعلى درجات الجاهزية لاجتثاث مليشيا الحوثي الارهابية، ودحرها، واستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء معاناة اليمنيين، وستكون هزيمة المليشيا مدوية وكبيرة بشكل لا يمكن أن يتصوره العالم أو تتوقعه المليشيا.

يتبين من حديث الخبراء العسكريين أن أبطال الجيش منذ لحظة التأسيس وهم في تأهيل وتطوير مستمر وفق خطط مرسومة وأن المهمة الأساسية المتمثلة في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية وهزيمتها في مختلف الجبهات لم تشغلهم عن التدريب والتأهيل وتحديث خططهم واسلحتهم القتالية، حتى أصبحت القوات المسلحة ذات كفاءة وجاهزية عالية.

*سبتمبرنت