مسؤول يمني: إيران نجحت إعلامياً وفشلت عسكرياً في ردها على إسرائيل

المدنية أونلاين/أشرف خليفة/إرم:

يرى مندوب اليمن الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، الدكتور محمد جُميح، أن إيران نجحت في تحقيق هدفها من العملية العسكرية التي شنّتها على إسرائيل على المستوى الإعلامي والدعائي فقط، أما على الصعيد العسكري، فقد فشلت في تحقيق أي شيء يذكر، ولم تُلحق أي ضرر بخصمها على الإطلاق.

وقال، في حديث مع "إرم نيوز": "أعتقد أن إيران إذا تصورنا أن هدفها إعلامي وترويجي، فهي حققت هذا الهدف، الذي تشعر معه أنها ردت اعتبارها أو حفظت ماء وجهها بهذا الرد، الذي لا يخرج عن كونه رداً إعلامياً دعائياً سياسياً، أكثر من كونه رداً عسكرياً يؤدي إلى إلحاق الضرر بالخصم، حتى لا يكرر الضربة مرة أخرى".

وأشار جُميح إلى أنه "من هذه الناحية إذا فهمنا أن الهدف هو هدف دعاية، فإن إيران حققت الهدف ولو جزئياً بهذه الدعاية الكبيرة، التي صاحبت إطلاق هذا الرد على إسرائيل، لكن إذا اعتقدنا أن الرد يهدف إلى إحداث ضربة موجعة داخل إسرائيل تمنعها من تكرار ما قامت به، فإن هذا الهدف لم يتحقق".

ولفت إلى أنه "بعد قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، وجدت إيران نفسها في وضع يضطرها أن ترد بأي شكل من الأشكال، وفي المقابل وجدت أنها لو ردت بالشكل الذي يُعيد لها هيبتها، فإنها ستدخل في معركة قد تخسر ويخسر نظامها بسببها الكثير".

وبيّن جُميح أنه "لذلك السبب لجأت إيران إلى هذا الرد الصوري، وهو الرد الذي في الظاهر كان مصحوباً بضجيج إعلامي غطّى على ضربات الصواريخ والطائرات المسيّرة، من أجل إيصال رسالة".

ومضى قائلًا: "لكن في الواقع أن هذه الصواريخ وهذه الطائرات المسيّرة لم تخدش جندياً إسرائيلياً واحداً، و99% منها سقط ولم يصل إلى إسرائيل، وفوق ذلك فإن 50% من هذه الصواريخ سقطت من ذات نفسها".

وأضاف أنه "بطبيعة الحال الضجيج الإعلامي الذي أحدثته إيران بسبب هذا الرد، أُريد منه أن يؤكد أن إيران حتى ولو لم تُضر إسرائيل، لكنها في الأخير قامت برد، وهذا الرد الهدف الأساس منه ليس إيذاء إسرائيل، ولا الانتقام لتسوية قنصلية طهران بالأرض، ولكن حفظ ماء الوجه".

ونوه جُميح إلى أن ذلك "يذكرنا بتصريحات سابقة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عندما قال إن الإيرانيين يبلغوننا إذا ما أرادوا أن يضربوا حول قواعدنا العسكرية، ويؤكدون أنهم سيضربون في المكان الفلاني، وإن القواعد لن تُصاب بأذى".

وأكد أن ذلك "ما حدث خلال هذه العملية، فقد تطابقت كثير من الأخبار حول حقيقة أن إيران أبلغت الولايات المتحدة، عن طريق تركيا وسويسرا، بالهجوم، وأن إسرائيل كانت على علم بتوقيته".

وأوضح جُميح أنه "عندما تقول إيران سأهاجم في اللحظة المعينة، وأطلق طائرات مسيّرة كدفعة أولى، ولا تستخدم الصواريخ التي تقول إنها تمتلكها وهي صواريخ فرط صوتية، تصل خلال دقائق معدودة إلى إسرائيل، ثم تستخدم طائرات مسيّرة يستغرق وصولها ساعات طويلة، فهذا يعني أن إيران تريد أن تقول لإسرائيل وأمريكا استعدوا وأسقطوا هذه الصواريخ، لأننا نهدف من خلالها حفظ ماء الوجه، وهذا ما كان، وفي تصوري أن هدف الرد الإيراني هو محاولة رد اعتبار لا أقل ولا أكثر".

ويرى المسؤول اليمني أن "الصراع بين إسرائيل وإيران منضبط، كما قالت إيران ذاتها عن ردها بأنه سيكون رداً محدداً ومنضبطاً، وهذا ما كان، وبالتالي هذا الصراع ليس صراعاً لأجل الإسلام ولا لأجل فلسطين وتحريرها، إنما صراع مصالح وتوسيع نفوذ على حساب العرب للأسف الشديد، وبما أن الصراع هو صراع مصالح وصراع توسيع للنفوذ، فإنه سيظل منضبطاً بقواعد اللعبة الدولية والإقليمية".

وختم جُميح: "لا أعتقد أن الدول الكبرى، والولايات المتحدة تحديداً، ستسمح بتوسعة هذا الصراع؛ لأنها تُريد أن تُقلّل صراعات الشرق الأوسط قدر المستطاع؛ حتى تتفرغ لصراعات أخرى حالية ومستقبلية، سواءً في أوكرانيا، أو في بحر الصين الجنوبي وتايوان، وغيرها من الصراعات في المناطق الأخرى الملتهبة من العالم".