البحسني: مجلس القيادة أقرّ أسماء وفده المفاوض والسعودية تبذل جهوداً كبيرة لدعم السلام (حوار)
أكد اللواء فرج البحسني، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أن جهود تحقيق السلام التي تقودها السعودية وسلطنة عمان مستمرة على قدم وساق، مبيناً أن خريطة الطريق التي تتم مناقشتها حالياً تحظى بدعم إقليمي ودولي كبيرين.
وأوضح البحسني، في حوار موسع مع صحيفة «الشرق الأوسط»، أن أبرز ملامح خريطة الطريق وقف إطلاق النار، وتطبيع الأوضاع، وفتح الطرقات لتيسير أمور المواطنين، وفتح المطارات والموانئ.
وكشف اللواء فرج عن أن مجلس القيادة الرئاسي اليمني أقر أسماء وفده المفاوض الذي سيجتمع مع الحوثيين في أي محادثات قادمة، معبراً عن تفاؤله بتحقيق تقدم في عملية السلام الذي انتهجته الشرعية خدمة للشعب اليمني وليس ضعفاً، على حد تعبيره.
وشدد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي على أن السعودية تبذل جهوداً غير عادية في سبيل الوصول إلى خريطة طريق لإحداث تقدم في عملية السلام في اليمن، مبيناً أن هنالك تنسيقاً عالياً مع الجانب السعودي في جميع الخطوات التي تدفع باتجاه تحقيق السلام في البلاد.
وتحدث اللواء فرج البحسني كذلك عن مكافحة التنظيمات الإرهابية في اليمن، والانتقادات الموجهة للحكومة، بالإضافة إلى القضية الجنوبية وسبل حلها، وغيرها من الملفات المهمة، فإلى تفاصيل الحوار.
تطورات السلام في اليمن
في رده على سؤال حول جهود السلام في اليمن وأين وصلت، أجاب البحسني بقوله: «مجلس القيادة الرئاسي اليمني منذ إنشائه أعلن أنه سيسعى إلى السلام، لكن السلام العادل والمبني على قرارات الأمم المتحدة، والقرارات الخليجية ذات الصلة، اليوم نرى القيادة السعودية تبذل جهوداً غير عادية في سبيل أن نسلك هذا الخط، وأن ينصاع الحوثي إلى كلمة السلام، لذلك المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تبذل جهوداً مضنية في سبيل الوصول إلى خريطة طريق لإحداث تقدم في عملية السلام».
ولفت نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى أن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر «أظهر مرونة كبيرة وبادر وخاطر وزار حتى الحوثيين في صنعاء، كل ذلك في سبيل أن تتقارب وجهات النظر». وتابع بقوله: «الآن المملكة قطعت شوطاً وأيضاً عُمان ساعدت في الكثير من الأمور».
وأفاد البحسني بأن «مجلس القيادة الرئاسي يواكب كل هذه التطورات بشأن السلام، معلناً عن إنشاء الوفد التفاوضي وتسمية أعضائه، كما سيتم من وقت لآخر تطعيمه بكوادر مهنية مختصة، ونحن جاهزون»، على حد تعبيره.
السلام ليس ضعفاً
في الوقت الذي عبر فيه عن تفاؤله بعملية السلام الحالية، حذر اللواء البحسني الحوثيين من أن انتهاج السلام ليس ضعفاً، وقال: «نحن متفائلون من إيماننا بأن عملية السلام لا بد منها، ومهما تعقدت المشاكل في الأخير المفاوضات تفضي إلى سلام، طالت الحرب لكن الخاسر الأكبر هو الشعب اليمني، ويجب أن يعي الحوثيون أن انتهاجنا لعملية السلام ليس ضعفاً، إنما خدمة للشعب ومعاناته الكبيرة على مختلف المستويات، ولذلك المملكة والعالم سيساعدان في إنجاح هذه العملية».
وفي رده على سؤال حول رفض الحوثيين لقاء الشرعية بشكل مباشر، أجاب البحسني بقوله: «يرفضون إلى متى؟ نحن أصحاب القضية. رفضوا اليوم وغداً وفي النهاية عليهم الجلوس معنا، هذا أمر لا مفر منه، والجهود السعودية ستجعل ذلك ممكناً في القريب العاجل».
خريطة طريق تحظى بدعم إقليمي ودولي
أشار نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني بأن جماعة الحوثيين تتخذ سياسة ونهجاً غريباً، وهذا ما يتطلب أن «نكون حذرين في التعامل معهم في كل المراحل»، لافتاً إلى أن هناك «خريطة طريق الآن ندرسها والمملكة تدعمها، وأميركا وأوروبا والعالم كله يدعمها، وعندما نتفق عليها ستمضي الأمور إلى الأمام».
ومن أبرز ملامح خريطة الطريق، بحسب البحسني: وقف إطلاق النار، وتطبيع الأوضاع، وفتح الطرقات لتيسير أمور المواطنين بكل سهولة، وفتح المطارات والموانئ.
ولفت اللواء فرج إلى أن «خريطة الطريق تتيح للمواطنين والشخصيات السياسية والقبلية والاجتماعية بأن يقولوا كلمتهم، وأن ينبذوا الحوثي وسياساته».
تنسيق عال مع السعودية
وأكد نائب رئيس مجلس القيادة وجود تنسيق عال مع الجانب السعودي في جميع الجهود المتعلقة بالسلام في اليمن، مبيناً أن قيادة المملكة تبلغ مجلس القيادة الرئاسي اليمني بأي خطوات تتعلق بالدفع بعملية السلام في اليمن. وقال: «التنسيق السعودي على قدم وساق وعلى مستوى رائع جداً وحثيث، ويعد حافزاً أساسياً بالنسبة لدفعنا نحو عملية السلام».
وحدة مجلس القيادة الرئاسي
وعبّر اللواء فرج البحسني عن استغرابه للأنباء التي تتداول بشكل متكرر عن خلافات كبيرة بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، مبيناً أنها غير واقعية، وأن هنالك إجماعاً واتفاقاً كبيرين بين أعضاء المجلس في مختلف القضايا.
وفي الوقت الذي شدد فيه البحسني على «ألا مجال أبداً لضعف وحدة مجلس القيادة الرئاسي»، أكد أن «التباين في وجهات النظر لبعض القضايا أمر طبيعي».
وأضاف: «كل قرارات المجلس أخذت بصورة جماعية. صحيح هناك تباين في بعض القضايا وهذا أمر طبيعي، لكن في الأخير نجمع ونصوت على القرارات، يحدث نقاش كبير لكن في الأخير الحكمة بقيادة الرئيس (رشاد) العليمي تجعل من المجلس نموذجاً للقيادة في هذه المرحلة».
أداء الحكومة اليمنية
في رده على سؤال حول الانتقادات التي تعرضت لها الحكومة اليمنية خلال الفترة الماضية، قال نائب رئيس مجلس القيادة إن «الحكومة تعمل في ظروف جداً صعبة ومعقدة واستثنائية، وتخوض حرباً اقتصادية، وجهدها ينصب على توفير الإمكانيات والخدمات؛ من كهرباء ومياه وتعليم وصحة، وتوفير مرتبات الموظفين».
وتابع: «هذا جهد يحسب لها، لكن هناك هفوات، والشعب يريد أداء أفضل، لذلك نقيّم عمل الحكومة، وتَرِدنا تقارير لأدائها، وكان لدينا اجتماع قبل أيام، ناقشنا الأمر وأعطينا توجيهات لتلافي بعض الثغرات الموجودة في بعض الوزارات».
وفيما يتعلق بالمرتبات، أوضح البحسني أن «جماعة الحوثي تضع طروحات غير معقولة أو مقبولة في هذا الجانب»، لكن الجهود مستمرة للوصول إلى حلول لهذه المسألة، على حد وصفه.
حضرموت نموذج أمن واستقرار
وصف اللواء فرج البحسني الذي يتحدر من محافظة حضرموت وكان محافظها السابق، المحافظة بأنها نموذج للاستقرار والأمن، وقال: «حضرموت نموذج منذ عملية تحريرها في 2017 من تنظيمي (القاعدة) و(داعش)، للاستقرار والأمن، وهذه التجربة نجحت في حضرموت ومستمرة، ولذلك يجب أن نطمئن على حضرموت جميعاً، ورئيس مجلس القيادة يثمن جهد السلطة المحلية في المحافظة الحالية والسابقة».
القضية الجنوبية
أكد اللواء فرج البحسني أن مجلس القيادة الرئاسي اتخذ قراراً بأن يدخل عملية السلام بموقف قوي وموحد إزاء العديد من القضايا الجوهرية، ومنها القضية الجنوبية، وقال: «مجلس القيادة اتخذ قراراً أن يدخل عملية السلام ولديه اتفاق مبادئ أساسية، نتفق ماذا نريد بالنسبة لحل القضية الجنوبية، وقضايا جوهرية أخرى».
وأضاف: «نبحث وحدة رأي ومخرجاً لحل القضية الجنوبية، كل ذلك من أجل أن نسير متماسكين، ولئلا يأتي يوم ونختلف، ونتجنب هذا المنزلق، من جانب آخر على الحوثي أن يعلم أنه من دون حل القضية الجنوبية لن تنجح عملية السلام، والجميع يعرف ذلك».