أوكرانيا تستعد "للضربة الكبرى" وتتقدم لاستعادة القرية الثامنة

المدنية أونلاين/متابعات:

أقرت أوكرانيا بشن هجمات على مناطق مختلفة من خط المواجهة الذي يبلغ طوله 1000 كيلومتر في هجومها المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة 18 بالمائة من أراضيها التي تحتلها روسيا، لكنها تحرص على السيطرة على المعلومات لأسباب أمنية. ويقول محللون إن المرحلة الرئيسية للهجوم المضاد لم تبدأ بعد. ويبدو أن كلا الجانبين تكبد خسائر فادحة في القتال في الآونة الأخيرة، ويقول كلاهما إن الجانب الآخر أكبر. وأعدت أوكرانيا مجموعة من الوحدات العسكرية الجديدة للهجوم المضاد، في حين أن ألويتها صمدت أمام هجوم الشتاء الروسي في الشرق.

أظهر مقطعان مصوران نشرهما الجيش الأوكراني على «تلغرام» ما قال إنه تقدم لقواته لاستعادة قرية بياتيخاتكي في منطقة زابوريجيا، وتضمنا عدة هجمات على مواقع روسية وأحد الأرتال العسكرية. وأظهر مقطع دخاناً كثيفاً يتصاعد من المنطقة، بينما تتقدم مجموعات من المركبات المدرعة الأوكرانية على طريق ريفي.

وظهر في نهاية المقطع المصور جنود واقفون أمام مبنى مزين بأعلام أوكرانيا، يقولون إنهم حرروا القرية. وأضافوا: «حررت قوات (الكتيبة 128) اليوم (18 يونيو) قرية بياتيخاتكي... فرّ الروس تاركين وراءهم عتاداً وأسلحة وذخائر». وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن روسيا قصفت أكثر من 12 مدينة وقرية في منطقة زابوريجيا، ومنها بياتيخاتكي.

وتعكس تقارير استعادة السيطرة على القرى مكاسب أوكرانيا المتزايدة حتى الآن في قطاعات أمضت موسكو شهوراً في تعزيزها. غير أن قرية بياتيخاتكي تكتسب أهمية خاصة، إذ إنها تقع على بعد نحو 90 كيلومتراً من الساحل. وفي المقابل، قالت روسيا إنها صدت كثيراً من الهجمات، ونشرت مقطعاً مصوراً يظهر ما تقول قواتها إنه عتاد غربي جرت مصادرته. وظهر في المقطع ما قالت إنها دبابة فرنسية الصنع صودرت في منطقة دونيتسك، بشرق البلاد، دون الإشارة إلى قرية بياتيخاتكي.

وقالت أوكرانيا، الاثنين، إنها طردت القوات الروسية من ثامن قرية في هجومها المضاد المستمر منذ أسبوعين، وتعهدت مسؤولة كبيرة بوزارة الدفاع «بضربة كبرى» في الأيام المقبلة رغم المقاومة الشديدة التي تبديها موسكو. وقالت نائبة وزير الدفاع، هانا ماليار، إن القوات الأوكرانية استعادت قرية بياتيخاتكي، الواقعة في قطاع شديد التحصين من خط المواجهة بالقرب من أقرب الطرق المباشرة إلى ساحل بحر آزوف في البلاد.

جاء ذلك ضمن تقدم كييف لما يصل إلى 7 كيلومترات داخل الخطوط الروسية خلال أسبوعين، سيطرت خلاله على 113 كيلومتراً مربعاً من الأراضي. وأضافت ماليار عبر «تلغرام»: «لن يتخلى العدو بسهولة عن مواقعه، وعلينا أن نعد أنفسنا لمواجهة صعبة... الجيش يتحرك وفق المخطط، والضربة الكبرى لم تأتِ بعد». وقالت إن أشرس القتال يدور في شرق وجنوب أوكرانيا. وبشكل منفصل، قالت إن الجيش الأوكراني منع تقدماً روسياً في الشرق، حيث يركز وحداته، بما في ذلك قوات سلاح الجو. في غضون ذلك، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في خطابه الليلي المصور، إن جيش كييف يتقدم في بعض القطاعات، ويسعى لصد هجمات مكثفة في مناطق أخرى. لكنه قال إن النتيجة النهائية في صالح أوكرانيا. وأضاف: «لم نفقد مواقع، وإنما حررنا بعضها. وهم فقط يتكبدون الخسائر».

وقبل أسبوعين، أعلن زيلينسكي عن شنّ الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً، ووفقاً للمعلومات الصادرة عن الجيش الأوكراني، فقد تم تحرير 8 قرى، ونحو 113 كيلومتراً مربعاً من الأراضي منذ ذلك الحين. وقال زيلينسكي إن جيش بلاده لم يخسر أي أراضٍ خلال الهجوم الجاري «ضد المحتلين الروس». وجاء في خطاب زيلينسكي المسائي، الإثنين: «في بعض المناطق يتقدم مقاتلونا للأمام، وفي بعض المناطق يدافعون عن مواقعهم ويقاومون اعتداءات المحتلين وهجماتهم المكثفة. لم نخسر أي مواقع».

ووعد مرة أخرى مواطنيه بأن العلم الأوكراني سيرفرف في النهاية مرة أخرى فوق جميع المناطق المحتلة حالياً في الجنوب والشرق، لكن في الوقت نفسه، هناك في كييف حديث بشأن وجود مقاومة شرسة من الروس وعن «وضع صعب» على الجبهة.

وشنّت روسيا موجة من الهجمات بطائرات الدرون على أوكرانيا، استهدف معظمها كييف، وذلك في وقت مبكر، الثلاثاء. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن الدفاعات الجوية دمرت 28 من بين 30 طائرة درون من طراز شاهد إيرانية الصنع، أطلقتها روسيا. وقال سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف إنه تم إسقاط 20 طائرة درون حول العاصمة فقط، وفقاً للمعلومات الأولية. وكتب بوبكو في تطبيق تلغرام: «هجوم جوي كبير آخر على العاصمة». وأضاف: «هذا ثاني هجوم بطائرات الدرون الإيرانية على كييف منذ بداية الشهر، والأول خلال الـ18 يوماً الماضية».

وقال مكتب زيلينسكي إن الطائرات المسيرة هاجمت منطقة كييف على عدة موجات واستمرت حالة التحذير من هجمات جوية لأكثر من 4 ساعات. وأوضح أن عدة مبانٍ تجارية وإدارية وبعض العقارات الخاصة تضررت. وقالت وزارة الطاقة إن الحطام الناجم عن إسقاط الطائرات المسيرة دمر خطوط الكهرباء في منطقة كييف، وكذلك في منطقة ميكولايف في الجنوب، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مئات السكان.

كما تعرضت مدينة لفيف، غرب أوكرانيا، التي لم تتعرض لهجمات بصورة كبيرة خلال الحرب المستمرة منذ نحو 16 شهراً، لهجمات جوية. وقال عمدة المدينة، أندري سادوفي، إن عدة انفجارات وقعت خلال الليل.

وقالت القوات الجوية، على تطبيق تلغرام، إن أنظمة الدفاع الجوي كانت تعمل في معظم المناطق بأوكرانيا. وصرح المتحدث باسم سلاح الجو، يوري إهنات، في مقابلة إذاعية، أنه ببساطة لا يمكن لأنظمة الدفاع الجوي تغطية جميع أنحاء بلد بحجم أوكرانيا. وذكرت القوات الجوية أن روسيا قصفت أيضاً مدينة زابوريجيا الصناعية، جنوب شرقي البلاد، بصواريخ «إسكندر» و«إس 300». وقال يوري مالاشكو، رئيس الإدارة العسكرية للمنطقة، إن روسيا استهدفت البنية التحتية للاتصالات والزراعة. وقال الجيش الأوكراني إن روسيا أطلقت 7 صواريخ في الهجوم على زابوريجيا، وفق تقارير أولية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن قواتها استهدفت 8 مخازن ذخيرة ودمرتها في أنحاء أوكرانيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وصدت هجمات أوكرانية في 3 اتجاهات مختلفة. ونقلت وسائل إعلام روسية عن الوزارة قولها، في بيانها اليومي، إن القوات الأوكرانية حاولت شنّ هجمات باتجاه منطقة دونيتسك وجنوبها وعلى منطقة زابوريجيا جنوب البلاد. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن سلطات بالمنطقة، عيّنتها موسكو، أن القوات الأوكرانية قصفت أمس (الثلاثاء) بلدة نوفا كاخوفكا، التي تسيطر عليها روسيا في منطقة خيرسون، جنوب أوكرانيا، بطائرات مسيرة، ما أسفر عن إصابة 3 مدنيين. وأفادت وكالة الأنباء بأن الهجوم وقع في الصباح.

واتّهمت موسكو القوات الأوكرانية بالتخطيط لاستخدام صواريخ، زوّدتها بها قوى غربية، لضرب أهداف داخل روسيا وشبه جزيرة القرم، متوعّدة بـ«ردّ فوري» إذا حصل هذا الأمر. وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين، إنّ «قيادة القوات المسلّحة الأوكرانية تخطط لضرب الأراضي الروسية، بما في ذلك القرم، باستخدام (هيمارس) وصواريخ (ستورم شادو)». وتوعّد شويغو كييف بردّ سريع في حال استُخدمت الأسلحة لضرب أهداف داخل روسيا أو شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود، التي ضمّتها روسيا إليها في 2014.

وأكّد الوزير الروسي أنّ «استخدام هذه الصواريخ خارج منطقة العملية العسكرية الخاصة سيعني تورّطاً كاملاً للولايات المتحدة وبريطانيا في النزاع، وسيوجب ضربات فورية على مراكز صنع القرار في أوكرانيا».

وقادت الولايات المتحدة التحرّك من أجل دعم أوكرانيا عسكرياً، فسارعت إلى تشكيل ائتلاف دولي لدعم كييف بعدما أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ولتنسيق إيصال المساعدات من عشرات الدول. واتّهمت موسكو البلدان الغربية بشنّ حرب مباشرة ضد روسيا عبر تسليح أوكرانيا. واستهدفت ضربات شنّتها مسيّرات في الأسابيع الأخيرة مدناً في روسيا وأهدافاً في القرم، لكنّ كييف لم تعلن مسؤوليتها عنها.