عقوبات أوروبية على أكثر من 30 شخصاً وكياناً إيرانياً

المدنية أونلاين/الشرق الأوسط:

فرض «مجلس الاتحاد الأوروبي»، أمس (الاثنين)، عقوبات على 32 شخصاً؛ بينهم وزيران، وكيانين اثنين في إيران، لمسؤوليتهم عمّا عدّها «انتهاكات خطيرة» لحقوق الإنسان في البلاد، وفق «وكالة أنباء العالم العربي».

وقال «المجلس»، في بيان، إن قائمة المدرجين في العقوبات تضم وزيري الثقافة والتعليم والمتحدث باسم «الحرس الثوري» الإيراني، إضافة لأفراد في الشرطة والقضاء ونواب في البرلمان، بسبب «دعمهم قمع» الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي. ودعا «الاتحاد الأوروبي»، في البيان، السلطات الإيرانية إلى وقف «القمع العنيف ضد الاحتجاجات السلمية والكف عن الاعتقالات التعسفية، بوصفهما وسيلةً لإسكات المنتقدين، وإلى الإفراج عن جميع المعتقلين». كما طالب البيان إيران بإنهاء فرض وتنفيذ أحكام الإعدام ضد المتظاهرين، وإلغاء أحكام الإعدام الصادرة، مع توفير الإجراءات القانونية اللازمة للتعامل العادل مع جميع المعتقلين.

ووفق وكالة الأنباء الإيرانية، فإن العقوبات الجديدة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان شملت وزير الثقافة محمد مهدي إسماعيلي، ووزير التعليم يوسف نوري، ضمن 32 شخصاً جرى استهدافهم بعقوبات حظر السفر وتجميد الأصول. كما أضيف كثير من النواب والقضاة وممثلي الادعاء والمسؤولين بالسجون لدورهم في أعمال القمع التي يقوم بها نظام طهران ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة.

ووفقاً للعقوبات الأوروبية؛ فقد جرى إدراج مدير سجن للنساء «بالتعذيب والاعتداء الجنسي والقتل خارج نطاق القضاء» حيث جرى احتجاز كثير من المتظاهرين خلال الاحتجاجات.

وكان وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسلبورن، قال إن الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات على عشرات الإيرانيين؛ ومن بينهم قضاة، لدورهم في إصدار عقوبات الإعدام على محتجين. وأضاف: «القضاة والعاملون في السجون ومن يحكمون على الآخرين بالإعدام... العشرات منهم ستُدرج أسماؤهم في القائمة».

- مظاهرات أوروبا

وتزامنت العقوبات الأوروبية مع مظاهرات نفذها أمس (الاثنين) مئات الإيرانيين في بروكسل؛ «احتجاجاً على النظام الإيراني، وأيضاً لمطالبة الاتحاد الأوروبي بإعلان (الحرس الثوري) منظمة إرهابية»، وفق موقع «إيران إنترناشيونال».

وكذلك طالب المتظاهرون؛ الذين جاءوا من مدن أوروبية عدة إلى بروكسل حيث تجمعوا أمام البرلمان الأوروبي، بإغلاق سفارات إيران في أوروبا، وراحوا يهتفون بالإنجليزية: «الحرس الثوري إرهابي» و:«الموت للجمهورية الإسلامية» و:«الموت للديكتاتور» و:«المرأة... الحياة... الحرية».

- مظاهرات ليلية

وشهدت مناطق عدة في طهران هتافات مناهضة للنظام من قبل مجموعة من المتظاهرين. وفي مدينتي رشت وبندر عباس؛ قام المتظاهرون بكتابة شعارات على نطاق واسع، وفي ياسوج أضرموا النار في الإعلانات الحكومية؛ بما في ذلك لافتة كبيرة تحمل صورة للمرشد، وقائد «الحرس» بمحافظة كوهكيلويه وبوير أحمد.

وطبقاً لـ«إيران إنترناشيونال»؛ بدأت مجموعة من المتظاهرين، مساء الأحد 19 فبراير (شباط) الحالي، ترديد شعارات مناهضة للنظام من داخل منازلهم ومجمعاتهم السكنية في منطقة جنت آباد، شمال غربي طهران. وردد المتظاهرون هتافات، مثل: «الموت للديكتاتور» و:«الحرية... الحرية... الحرية».

وكانت بلدة باقري في «المنطقة 22» بطهران أيضاً مسرحاً لترديد الشعارات المناهضة للنظام تلك الليلة. وأمست شعارات: «الموت لخامنئي» و:«هذا العام عام الدم... سيسقط فيه خامنئي» و:«الموت للحرس»، من بين الشعارات الليلية التي أطلقها المحتجون في هذه البلدة.

كما بدأ المتظاهرون في بلدة إكباتان ترديد الشعارات المناهضة للنظام من أبراج هذه المدينة. وكانت شعارات: «الموت للديكتاتور» و:«الموت لخامنئي» من بين الشعارات الليلية التي أطلقها المحتجون في بلدة إكباتان.

في غضون ذلك؛ أقامت القوات الأمنية حواجز على مداخل بلدة إكباتان ابتداءً من مساء الأحد. ورغم الاعتقالات المكثفة لسكانها والضغط المستمر من قبل قوات الأمن، فإن إكباتان كانت واحدة من مراكز الاحتجاجات الرئيسية في العاصمة منذ بداية الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني في 17 سبتمبر الماضي. وشهدت منطقة نارمك، شرق طهران، مساء الأحد، شعارات ليلية لمجموعة من المحتجين ضد النظام الإيراني. وكانت شعارات: «الموت للديكتاتور» و:«الموت للنظام قاتل الأطفال» و:«الموت لخامنئي... اللعنة على الخميني»، من بين شعارات المحتجين في نارمك.

وفي مدينة ياسوج؛ أضرم محتجون النار في إعلانات حكومية، مساء الأحد. وفي وسط ياسوج، أضرم المتظاهرون النار في لافتة تحتوي صورة علي خامنئي، وجهانجير أنصاري قائد «الحرس» في محافظة كوهكيلويه وبوير أحمد.

وشهدت مناطق عدة في مدينة رشت، مساء الأحد، شعارات مناهضة للنظام؛ من بينها شعارات: «نكره دينكم... نلعن دينكم» و:«أقسم بدماء رفاقنا سنقف حتى النهاية».

وفي مدينة بندر عباس، مركز محافظة هرمزجان، كتب المحتجون شعارات مناهضة للنظام في مناطق متفرقة من المدينة، مساء الأحد، ومنها شعار: «الموت لخامنئي».

- مقاطعة إيرانية

إلى ذلك، قال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس (الاثنين)، إن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، لن يحضر «حوار رايسينا» في الهند، منتقداً مقطعاً مصوراً نشره منظمو المؤتمر يُظهر احتجاجات في الجمهورية الإسلامية.

ويشارك في هذا التجمع الجيوسياسي السنوي، الذي تستضيفه وزارة الخارجية الهندية ومؤسسة «أوبزرفر» للأبحاث الشهر المقبل، صانعو سياسيات بارزون في العالم؛ بينهم وزراء وممثلون للقطاع الخاص وأكاديميون وإعلاميون.

وقال كنعاني؛ في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون: «حضور وزير الخارجية كان على جدول الأعمال... لكننا شهدنا عملاً غير مهني من المنظمين على شكل مقطع مصور».

وتضمن المقطع الذي انتقدته إيران، والمنشور على موقع مؤسسة «أوبزرفر» للأبحاث، لقطات لإيرانيات يقمن بقص شعرهن بأنفسهن تعبيراً عن الاحتجاج على قواعد الحجاب الصارمة في الجمهورية الإسلامية في أعقاب الاضطرابات بسبب وفاة شابة إيرانية بينما كانت الشرطة تحتجزها في سبتمبر الماضي، وفق «رويترز».

وقال كنعاني: «إيران والهند ملتزمتان بعدم تدخل كل منهما في الشؤون الداخلية للأخرى».

وأضرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة بسبب وفاة مهسا أميني، التي كانت قد اعتقلت لانتهاكها قواعد الحجاب، بشرعية المؤسسة الدينية في الداخل والخارج. وفرض كثير من الدول الغربية عقوبات على طهران في أعقاب حملة حكومية قاسية لقمع الاحتجاجات.

وخلال مؤتمر «ميونيخ للأمن»؛ الذي عُقد في ألمانيا خلال الفترة من 17 إلى 19 فبراير الحالي، جرى تهميش إيران بعدم دعوة أي مسؤول فيها، مما ترك المجال لحديث أعضاء بارزين في المعارضة؛ منهم نجل شاه إيران الراحل.