اليمن.. تدهور اقتصادي مستمر وحرب متواصلة

المدنية أونلاين/فؤاد مسعد/عدن:

تنهار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في اليمن في الشهور الأخيرة بشكل مخيف، ويبعث على القلق- القلق الحقيقي وليس قلق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي لا يقلقها سوى نقص التمويل، فموظفوها يتقاضون ملايين الدولارات مقابل تعبيرهم عن القلق.

أدت الحرب التي شنتها جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا على اليمن أواخر العام 2014، وإضافة إلى ما كانت تعيشه اليمن من أزمات مستمرة قبل الحرب فإن الحرب ضاعفت المعاناة وجعلت الانهيار يسير نحو الهاوية بشكل أسرع مما كان يتوقعه أكثر المتشائمين.

في الآونة الأخيرة شهدت المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً انهيارا متسارعا بسبب انخفاض قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية فالدولار الأمريكي الذي وصل سعره إلى 1300 ريال يمني للدولار الواحد، أما الريال السعودي فبلغ صرفه 360 ريال يمني.

وتبع انخفاض سعر العملة ارتفاع كبير ومتسارع في أسعار المواد الغذائية بشكل جعل غالبية المواطنين غير قادرين على تلبية احتياجات أسرهم وأطفالهم، في ظل الانقطاع المستمر لدفع رواتب الموظفين في كثير من القطاعات والمرافق الحكومية، وتوقف كثير من شركات القطاع الخاص بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات.

فارق سعر الصرف

ومع أن الانهيار الاقتصادي والمعيشي وتراجع الخدمات يضرب كافة المناطق اليمنية سواء الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً أو في مناطق سيطرة المتمردين الحوثيين الذين يمارسون أبشع صور النهب والسطو على الممتلكات العامة والخاصة تارة باسم مواجهة الحرب وتارة أخرى باسم (الخمس) وهي أموال يدفعها الناس للحوثيين لكونهم من آل بيت النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

ومع ذلك يوجد فارق متعلق بسعر صرف العملة بين مناطق سيطرة الحكومة (الدولار= 1300 ريال)، ومناطق سيطرة الحوثيين (الدولار= 600 ريال)، والسبب في ذلك ان سلطات الحوثي لا تسمح للمواطنين بتداول ورقة النقد فئة الألف ريال الجديدة التي تمت طباعتها قبل حوالي اربع سنوات من قبل الحكومة الشرعية.

وهذا يجعل المواطنين يواجهون صعوبات كثيرة أثناء تحويل أموالهم من مناطق سيطرة الحكومة إلى مناطق سيطرة الحوثيين، حتى وصت قيمة عمولة التحويل أكثر من 100 بالمائة، فإذا كنت تود تحويل مبلغ مائة ألف ريال يتعين عليك أن تدفع نحو هذا المبلغ كرسوم تحويل، بمعني أنه صار للعملة المحلية قيمتان مختلفتان.

حاليا تشهد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية تدهورا سريعاً دفع آلاف المواطنين في عدن ولحج وحضرموت وتعز للاحتجاج على تردي الوضع في ظل عجز الحكومة عن القيام بأي إجراء من شأنه الحد من تدهور الوضع أو إيقاف تدهور سعر العملة الوطنية، مع استمرار الحرب وتوسع رقعتها بسبب التصعيد الحوثي الذي بات يستهدف المدنيين بالصواريخ البالسيتية والطائرات المسيرة والقصف العشوائي.