فلسطين عضو في الأمم المتحدة..مشعل:توجه عباس إستراتيجية وطنية
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خالد مشعل إنه ينبغي النظر إلى الاعتراف بفلسطين كدولة مراقب غير عضو الذي حققه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة إلى جانب العدوان الإسرائيلي على غزة، كإستراتيجية واحدة جريئة قد تؤدي إلى تمكين كل الفلسطينيين.
وقال خالد مشعل إن الحرب الأخيرة على غزة -والتي خلفت 162 شهيدا فلسطينيا وخمسة قتلى إسرائيليين- انتهت بشروط وضعتها حماس وأنهت عزلتها وخلقت حالة جديدة قد تؤدي إلى المصالحة مع حركة فتح.
وفي مقابلة مع رويترز في الدوحة، قارن مشعل حال الانكسار الإسرائيلية بابتهاج الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة وأصر على أنه لأول مرة يطلبون وقف إطلاق النار بشروط المقاومة بشكل واضح وبحضور الأميركيين.
ودعم مشعل بقوة المبادرة الدبلوماسية التي قادها عباس لترقية مكانة فلسطين، وقال إن هذا يضع الفلسطينيين دبلوماسيا على قدم المساواة مع الفاتيكان ولكن من الناحية السياسية قد يساعد على توحيد الجهود الوطنية الفلسطينية كجزء من عملية المصالحة.
وأوضح أنه عبر لعباس عن أمله في أن تكون هذه الخطوة الأممية جزءا من إستراتيجية وطنية تشمل المقاومة التي "أبدعت في غزة وأعطت رسالة عن قدرة الشعب الفلسطيني على المقاومة والصمود في مواجهة المحتل".
وأدى وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر التي لعبت دورا رئيسيا في التوسط لوقف إطلاق النار الأخير، وهزيمة الاحتلال في غزة؛ إلى بيئة جديدة قد تسمح للفلسطينيين بتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأكد مشعل أنه "عندما نتوحد ونتصالح وننهي الانقسام وتكون لنا مرجعية واحدة ونضال سياسي واحد، عند ذلك نصبح قوة أكبر ونستطيع أن ننجز أكثر، وقدرتنا على الصمود أمام العدوان الإسرائيلي تكون أكثر".
زيارة وفد الجامعة العربية إلى غزة خلال العدوان الإسرائيلي (الجزيرة)
خروج من العزلة
وبدأت غزة -التي تعرضت لحصار إسرائيلي طويل عسكريا واقتصاديا- تخرج من عزلتها بزيارات رفيعة المستوى في الآونة الأخيرة من قطر وتركيا ومصر وجامعة الدول العربية.
وعن هذا يقول مشعل (56 عاما) إن هناك حضورا عربيا مختلفا، ودعما عربيا متجددا لغزة التي لم تعد معزولة في هذه الحرب، كما كانت في الحرب السابقة في عامي 2008-2009. وأضاف أنه سيزورها الأسبوع المقبل.
وعن مستقبله السياسي، كشف مشعل أنه ليس لديه نية للاستمرار في زعامة حماس "رغم دعوات داخلية وخارجية للاستمرار". وتعقد الحركة انتخابات لاختيار رئيس جديد لمكتبها السياسي منذ عدة أشهر لتقرر من سيخلف مشعل.
ورغم رفض الحركة التنازل عن الأراضي الفلسطينية ما قبل عام 1948 لكنها أعلنت استعدادها لقبول الأمر الواقع لدولة على حدود 67. وقال مشعل إن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون على كل الأرض الفلسطينية لكن هناك رغبة لتوحيد الموقف الفلسطيني والعربي على برنامج مشترك.
وأضاف أن حماس قبلت إقامة دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين، وقال إنهم قبلوا ذلك لكن ليس على حساب الاعتراف بإسرائيل أو التخلي عن الحقوق الفلسطينية. مؤكدا أن إسرائيل لا تُعطي شيئا على طاولة المفاوضة إلا اذا كان خصمها قويا على الأرض.
دمشق وطهران
وتابع أن كل فلسطيني وكل عربي يريد دولة فلسطين حتى في حدود 67 عليه معرفة أن الطريق إلى ذلك هو المقاومة وتوفير كل أوراق القوة وكل أشكال الضغط الفلسطيني والعربي، لأنه لا يوجد حل غير ذلك، "هذه هي القاعدة".
وحظي مشعل أيضا بتأييد كبير بموقفه المناهض لمحاولة الرئيس السوري بشار الأسد سحق الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من عشرين شهرا على حكمه.
وقال مشعل إن إيران دعمتهم بشكل كبير ولمدة طويلة، لكنه أقر بالخلاف معها في الأزمة السورية "التي ألقت بظلالها على علاقة الحركة بطهران"، مشيرا إلى أن حماس تقدر كل من يدعمها "لكن لا يمكن أن تكون على حساب قناعتنا ومبادئنا".
وأعرب مشعل عن شكره لإيران وسوريا لاستضافته سنوات عديدة عندما نبذت الولايات المتحدة وإسرائيل الحركة على أنها "إرهابية"، لكنه قال إن الحركة لا يمكنها التنازل عن مبادئها.