العاصمة عدن.. العودة إلى زمن الحمير (تقرير)

المدنية أونلاين/ليلى السيد/عدن:

تتراجع العاصمة المؤقتة عدن عقوداً إلى الوراء، ففي زمن القرن الواحد والعشرين يعود المواطن العدني لعهد الحمير لجلب الماء في هذه المحافظة، كانت مدينة عدن الوحيدة التي تنعم بوفرة الماء من بين المحافظات اليمنية، لكنها أصبحت اليوم أشبه بقرية صغيرة نائية في أطراف الخريطة اليمنية.

وشهدت خدمة المياه في العاصمة المؤقتة عدن خلال الأسابيع الأخيرة تدهورا في أجزاء واسعة من المدينة، وطالت مشكلة المياه مناطق عديدة في مديريات عدن الثمانية، حيث باتت المياه تصل وفق مواقيت محددة وتنقطع لثلاثة أيام مقابل توفرها ليوم واحد فقط في حين تظل مقطوعة لأسابيع في بعض المناطق الأخرى.

وتحدث المواطنين المتضررين من انقطاع الماء في مديرية دار سعد، وتقول "فايزة سعيد" إن الانقطاع الماء المتكرر والمستمر لعدة أسابيع أضطر اسرتها لشراء بوز الماء لتوفر حاجتها من المياه إلى جانب قيامهم بشراء "ماطور" وشفاط "دينما" وخزان في محاولة لتعبئته بالماء والاحتفاظ به للاستهلاك المنزلي".

وأضافت: "الأسر الفقيرة تتجه الي المساجد أو الخزانات في الشوارع لجلب الماء بالدبب وحملها على الظهور أو بالحمير وفي بعض الاسر تضطر لشراء بوز الماء، الذي بلغ سعرها في الآونة الأخيرة أكثر من تسعة الف ريال".

وفي ذات السياق، تؤكد المواطنة "ملاك باصالح" وهي من سكان مديرية كريتر أن أسرتها تستعين بالمسجد لمواجهة أزمة انقطاع الماء المتكرر، وقالت:" بالنسبة لنا اولادي يحضروه من المسجد ويحملوه على اكتافهم بالدبب لأننا في حي الزعفران وهناك جيران لنا يشتروا بوز ماء بصورة دورية".

وتوجه بضرورة التزام المسؤولين بما عليهم تجاه المواطنين بقولها: "أمي من الملتزمات بتسديد فواتير الماء والكهرباء شهريا، وهي حرمة كبيرة في السن وعلى المعاش ورغم ده ملتزمة بما عليها، فمتى يلتزم كل مسؤول بما عليه؟

وقد شهدت عدن خلال الأيام الفائتة غضب شعبي وخروج المواطنين في مظاهرات سلمية تعبر عن رفضهم لجرعات العقاب الجماعي التي يتعرض لها المواطن العدني، وطالبوا بسرعة حل أزمة انقطاع المياه التي باتت من أكبر المشاكل والأزمات في مدينة عدن.