سجادة صلاة بلاستيكة تثير الجدل في السعودية

المدنية أونلاين ـ متابعات :

 أثارت سجادات صلاة مصنوعة من البلاستيك، يتم استخدامها مرة واحدة قبل رميها، جدلا واسعا بين المدونين السعوديين حول جدوى المنتج الجديد الذي أفرزته إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.

وظهرت تلك السجادات، وبدأ الإعلان عنها بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التسوق المتنوعة، مع إعادة فتح مساجد المملكة أمام المصلين يوم الأحد الماضي بعد إغلاق فرضته إجراءات مواجهة كورونا منذ منتصف مارس/آذار الماضي.

ويقول مؤيدو تلك السجادات، إنها توفر حلا سهلا لهم للالتزام بتعليمات الحضور للمساجد، حيث تتضمن بروتوكولات الحضور لأداء الصلوات في المساجد، إحضار سجادة خاصة بجانب إجراءات وقائية عديدة بينها التباعد بين المصلين بدلا من وقوفهم متراصين في صفوف طويلة كما هو معروف.

لكن معارضي ذلك المنتج الجديد، يقولون إن السجادات البلاستيكية تضر بالبيئة، إذ إن رواجها على نطاق واسع، سيعني أن كل مُصلٍ سيحتاج إلى خمسة منها يوميا.

ويرى أصحاب ذلك الرأي أن السجادات الجديدة منتج استهلاكي غير ضروري، ويمكن الاستعاضة عنها بإحضار سجادة قماشية دائمة من المنزل، وغسلها عن الضرورة، وتتباين الدراسات العلمية حول المدة التي يبقى فيها فيروس كورونا حيا على القماش والبلاستيك.

ووفقا لبعض إعلانات بيع تلك السجادات، فإن سعر الواحدة منها يبلغ نحو ربع ريال، لكنها تباع في مجموعات، يبلغ عدد كل حزمة منها نحو 250 سجادة أو أكثر، ويقترح البعض على المقتدرين ماديا شراءها ووضعها عند مداخل المساجد كي يستخدمها المصلون.

ويرد الفريق الآخر على تلك الدعوة، بالقول إن سجادات البلاستيك غير ضرورية، ولا يندرج توفيرها للمصلين ضمن أعمال الصدقة والخير ومساعدة الآخرين، إذ إن هناك فقراء أولى بتلك الأموال.

ويعارض فيصل العبدالكريم، وهو ناشط سعودي معروف في مجال حماية المستهلك، انتشار السجادات البلاستيكية التي تهدد البيئة وتعكس نمطا استهلاكيا لدى الناس.

وكتب في تغريدة عبر تويتر وجدت صدى واسعا، ”الترويج لسجادات من البلاستيك استغلال تجاري جشع واستهلاكي خاطئ وبيئيا مضرّ .. مالحاجة لها؟ كل شخص يضع بسيارته أو يحضر معه من منزله سجادته وانتهى الموضوع، مضحك أن سفرة أكل حولوها لسجادة!! غدا سنرى الشوارع غارقة بهذا البلاستيك .. توجيه الصدقات لسد أفواه جائعة أبرك ..“.

وعلى الرغم من وجود مؤيدين كثر لذلك الرأي، إلا أن له معارضيه أيضا، وقد رد أحدهم قائلا: ”التفكير داخل الصندوق مشكلة، أنا نسيت سجادتي بأخذ سجادة البلاستيك وبصلي عليه. لا تكبرون المواضيع وتخلقونها إنها مؤامرة كونيه. الاعتماد الأول على السجادة الشخصية في حاله النسيان نأخذ سجادة البلاستيك اللي مفروض تكون في كل مسجد. وأيضا يوزع للمستهترين اللي ما يفرق معاهم سبل الوقاية“.

ولم تعلق وزارة التجارة على الجدل الدائر حول المنتج الجديد الذي ظهر في السوق السعودي، وما هي ضوابط إنتاجه أو استيراده وبيعه، كما لم تعلن وزارة الصحة عن دور ذلك النوع من السجادات في الوقاية من المرض الجديد سريع العدوى.

وخففت السعودية منذ يوم الأحد الماضي، من إجراءات الوقاية من كورونا، في إطار خطة حكومية تستهدف العودة للحياة الطبيعية والاعتماد على السكان في وقاية أنفسهم عبر التباعد ولبس الكمامات، وإجراءات الوقاية الشخصية الأخرى