الانتقالي ينفذ الاتفاق على الطريقة الحوثية..

ما مصير اتفاق الرياض بعد شهر من التوقيع؟ (تحليل)

المدنية أونلاين/خاص:

يطرح السؤال هنا عن مصير اتفاق الرياض الذي وقعت عليه الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي في الخامس من نوفمبر الماضي، في ظل التباطؤ الملحوظ في تنفيذ بنوده مع التصعيد السياسي والإعلامي والميداني الذي ينذر باشتعال الفتيل في أي لحظة.

بدأ المجلس الانتقالي احتفالاته بعد التوقيع مباشرة معلنا التزامه باتفاق الرياض الذي اعتبره انتصارا تاريخيا له كطرف يحتكر تمثيل المحافظات الجنوبية ويقدم نفسه وكيلا حصريا باسم الجنوبيين، ثم بدأ تنفيذ الاتفاق على الطريقة الحوثية في تنفيذ اتفاق ستوكهولم، حين ادعوا أنهم قاموا بتسليم ميناء الحديدة للجهات الرسمية التي نصت عليها اتفاقية ستوكهولم، مع أنهم في تلك المسرحية المضحكة لم يفعلوا سوى مناقلة الأفراد الذين يتولون الحراسة الخارجية للميناء، أي أن المسلحين الحوثيين الذين يرتدون ملابس رسمية حلوا محل الحوثيين الذين يرتدون ملابس شعبية، واعتبروه تسليم واستلام.

ومثلهم فعل المجلس الانتقالي خلال الفترة الماضية، حين أجرى مناقلة بين مسلحي الحزام الأمني أنفسهم، مطلقا على مسلحيه الذين صاروا يحرسون بعض المنشئات الحكومية التي أقيمت عليها المسرحية اسم (قوات حماية المنشئات)، وبالطريقة التي فعلها الحوثيون، وزع الانتقالي على عناصره التي باتت تسمى حماية منشئات بدلات جديدة لزوم التمويه وممارسة التضليل، مع أن عددا من المنشئات الحكومية التي تخضع لإدارة الأمن العام (شرطة عدن) لم توافق على المشاركة في المسرحية وفضلت الاحتفاظ بسيطرة عناصرها على تلك المنشئات، وهو ما أدى إلى نشوب مواجهات مسلحة بين جنود الأمن ومسلحي الحزام الأمني الذين ينتحلون صفة (حماية المنشئات)، وهنا وجدوا أنفسهم مجبرين على الانسحاب بأقل الخسائر.

وما كشف الأمر منذ بدايته أن الجهة المعنية في حماية المنشئات التي تتبع القوات الحكومية اصدرت بيانا أفادت فيه أن ما يجري لا علاقة له بتنفيذ اتفاق الرياض ولكنه مجرد عبث يمارسه طرف بعينه.

ومع التباطؤ الملحوظ في تنفيذ بنود الاتفاق بدءا بعودة الحكومة وتعيين المسؤولين وتشكيل الحكومة الجديدة يبرز التساؤل عن مصير الاتفاق، خاصة مع وجود تصعيد مستمر بين الطرفين، وتبادل للاتهامات، بينما لا تزال العاصمة عدن على حالها منذ سيطرة مليشيا الانتقالي، والوجود الطفيف للحكومة لا يزال أيضا تحت سيطرة قوات الحزام الأمني، خصوصا مداخل معاشيق حيث يحيط بها مئات المسلحين الذين ينتمون لمنطقة ردفان ويقودهم مختار النوبي التابع للحزام الأمني.

ويضيف التوتر الحاصل في محافظة أبين تصعيدا عسكريا جديدا يثبت أن الاتفاق لا يزال معلقا في أجواء مسمومة وفي وضع يشبه حقل الألغام وفي أي لحظة يمكن أن تنفجر، اذا لم يتم تدارك الأمر وتوضع بنود الاتفاق موضع التنفيذ بشكل حازم.