قحطان الشعبي.. الزعيم الجنوبي الوحيد الذي سلم السلطة دون دماء

المدنية أونلاين/عدن:

خط الزعيم والمناضل قحطان محمد الشعبي أول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبي عقب الاستقلال من بريطانيا عام 1967م، قصة نضال يمنية عروبية متفردة، ضد الاستعمار، حيث لم تثنيه السجون ولا المنافي عن التمسك بالقضية التحررية حتى فارق الحياة في سجون الرفاق.

وهنا جزء يسير عن مسيرة حياة قحطان وكفاحه والتي فيها الكثير مما يستحق التأمل والبحث عن ما بين السطور والعناوين لنكتشف عظمة نضال ابناء الجنوب ضد الاستعمار والمشاريع التفتيتية.

- المولد والنشأة والتكوين :

الرئيس الأسبق قحطان محمد الشعبي (1923م- 1981م)،أول رئيس للشطر الجنوبي لليمن عقب ثورة 14 أكتوبر في الفترة من 1967م إلى 1969م جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
ولد في وادي شعب، بمنطقة طور الباحة في الصبيحة ولم يرَ أباه الذي توفي والده قبل أشهر من ولادته.
كفله بالرعاية قريبه الشيخ عبد اللطيف عبد القوي الشعبي شيخ "وادي شعب" وهو والد الشهيد المناضل فيصل عبداللطيف الشعبي .
نقله الشيخ عبد اللطيف الشعبي إلى عدن للدراسة في "مدرسة جبل حديد".
في أوائل الاربعينات توجه قحطان في بعثة دراسية إلى السودان، ليتخرج مهندساً زراعياً من جامعة جوردون، ليكون أول مهندس زراعي في الجزيرة العربية .
بعد تخرجه عاد إلى عدن ومارس العمل في مجاله كمهندس زراعي، ولتفوقه منحه البريطانيون درجة وظيفية رفيعة لم يكن حينها يحملها من أبناء الجنوب سوى 3 فقط قحطان اصغرهم سناً.

النشاط السياسي

في مطلع الخمسينات من القرن العشرين اصبح قحطان الشعبي واحداً من مؤسسي "رابطة أبناء الجنوب" ومع ازدياد نشاطه السياسي حاولت القوات البريطانية في عام 1958م اعتقاله ومن ثم غادر إلى تعـز ليتجه للقاهرة طالباً اللجوء السياسي.

عندما أسس المناضل فيصل عبد اللطيف الشعبي فرع حركة القوميين العرب في اليمن عام 1956م بينما كان طالباً بالمرحلة الثانوية في مصر، انضم قحطان وآخرون إلى الحركة بشكل سري.. وفي عام 1960م استقال قحطان وزملاؤه من الرابطة وبينهم سيف الضالعي، علي أحمد السلامي, طه مقبل, سالم زين محمد, علي محمد الشعبي, أحمد عبده جبلي, وعبد الكريم سروري وغيرهم، وأوضح بيان استقالتهم الأسباب التي كان من أهمها ان الرابطة انحرفت عن المبادئ والأهداف القومية وذلك لإحيائها الدعوة الانفصالية القديمة التي كانت تهدف لإقامة دولة مستقلة بعدن والإمارات ليست يمنية الهوية.

تأليف الكتب :

في أكتوبر 1959 وضع قحطان وفيصل كتيباً باسم حركة القوميين العرب بعنوان "اتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على الوحدة العربية" يعتبر أهم وثيقة سياسية وطنية خلال مرحلة الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن, وفي هذا الكتيب ظهرت أول دعوة لانتهاج الكفاح المسلح وسيلة لتحرير الجنوب.

في مايو 1962م صدر لقحطان كتابه الشهير "الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن" (وهو أهم مرجع للباحثين عن حقيقة أوضاع جنوب اليمن في زمن الاحتلال البريطاني) وكرر فيه دعوتة القديمة لاقامة الجبهة القومية على مستوى جنوب اليمن وشمالة لتعمل على إقامة نظام جمهوري في الشمال اليمني ومن ثم الانطلاق لتحرير الجنوب اليمني من الاستعمار البريطاني وهذا الكتاب نشر قبل 26 سبتمبر 1962م بنحو أربعة أشهر .

- تأسيس الجبهة القومية :

عقب 26 سبتمبر 1962م انتقل قحطان من القاهرة إلى صنعاء, وبضغط من قادة حركة القوميين العرب باليمن عُين مستشاراً للرئيس عبد الله السلال لشؤون الجنوب المحتل, ثم بضغط من أبناء الجنوب المتواجدين بالشمال لدعم النظام الجمهوري الوليد عُين قحطان رئيساً لمصلحة الجنوب بصنعاء (أو ما كان يعرف بمكتب الجنوب بصنعاء) حتى تكون له سلطات تنفيذية فيما يتصل بقضايا أبناء الجنوب.

وفي فبراير 1963م ترأس اجتماعاً لعدد كبير من أبناء الجنوب الأحرار المتواجدين في الشمال، واعقب ذلك بيان بقيام جبهة لتحرير جنوب اليمن المحتل وهي التي أصبح اسمها لاحقاً الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل والتي أصبح قحطان أميناً عاماً لها وظل في هذا الموقع حتى تحقق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م وظل فيه وهو رئيس لدولة الاستقلال (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وحتى استقالته في 22 يونيو 1969.

وقام أثناء حرب التحرير بتمثيل الجبهة القومية في كثير من المؤتمرات والزيارات لدول عربية وغير عربية من المؤيدة لحركات التحرر الوطني، وكانت الجبهة قد تشكلت من عدد من المنظمات السرية في الجنوب أهمها فرع حركة القوميين العرب بقيادة فيصل عبد اللطيف الشعبي .

أول بيانات الجبهة القومية :

في 13 أكتوبر 1963هاجمت قوات لحكومة الإتحاد الفدرالي للجنوب مجموعة من مشيخة القطيبي بردفان (عادت من الشمال بعد مشاركتها في القتال بالصف الجمهوري) وجاء هذا الهجوم كرد فعل في اليوم التالي لمحاولة بعض من آل لبوزة (وينتمون للقطيبي) اغتيال الشيخ محمود حسن علي لخرم نائب أمير الضالع في مشيخة القطيبي, وقتل في الهجوم الإتحادي اثنان من أهل ردفان (أحدهما الشيخ راجح غالب لبوزة العائد من الشمال) وأصيب أربعة فيما انسحبت القوات الإتحادية سالمة بعد أن عاقبت من حاولوا اغتيال لخرم, وفي مساء اليوم التالي 14 أكتوبر وصلت أنباء المعركة إلى قيادة الجبهة القومية المتواجدة بشمال اليمن (قحطان الشعبي ونائبه بمكتب الجنوب ناصر السقاف) فكتب الشعبي من فوره بياناً باسم الجبهة يعلن ثورة تحرير الجنوب ابتداءً من 14 أكتوبر 1963 وأوصل السقاف البيان إلى إذاعات مصر واليمن فلم تبثه فقد انزعجت القيادة اليمنية والقيادة المصرية باليمن (الحاكم الفعلي باليمن حينئذ وحتى انسحاب القوات المصرية من اليمن في أكتوبر1967) من تحديد موعد للثورة فليستا على استعداد لاستعداء بريطانيا التي تحتل الجنوب.

وفي 17أكتوبر صدر بيان عن حكومة الإتحاد حول أحداث ردفان في 12 و 13 أكتوبر فكتب الشعبي في 18 أكتوبر بياناً آخر باسم الجبهة يحمس أبناء الجنوب وبخاصة أبناء ردفان لمقاومة الاحتلال البريطاني وحكومة الإتحاد ولم يحدد فيه يوم بدء الثورة ولكنه بشر بقرب حدوثها, وبعد مماطلات وافقت السلطات المصرية على مضض على بثه من إذاعات مصر واليمن فبث في 26 أكتوبر! وكان الهدؤ قد ساد ردفان فأشعل بيان الجبهة الفتيل فاندلعت انتفاضة قبلية في ردفان ضد القوات البريطانية والإتحادية ووفر قحطان الدعم بكافة اشكاله للمقاتلين هناك وجعل من ردفان أول جبهة قتال في ثورة التحرير, وعين لها قائداً من دثينة هو عبد الله المجعلي (لاحقاً ترك الجبهة القومية إلى جبهة التحرير التي أنشأها جهاز الاستخبارات المصري في يناير 1966 بهدف أن تكون بديلا للجبهة القومية لأن قيادتها لم تكن ترضخ لرغبات القاهرة. وفي 1967م توفي المجعلي بالشمال اليمني في حادث مروري).

- إيصال أول دعم من الشعبي لجبهة ردفان :

قدم قحطان الشعبي أول دعم "شخصي" للمقاتلين بردفان وكان عبارة عن 25000 (خمسة وعشرين ألف) طلقة رصاص من أصل 30000 (ثلاثين ألف) طلقة كان قد سلمها للملازم ثابت علي مكسر الصبيحي لاستخدامها في الصبيحة, حيث كان مخططاً أن تنطلق حرب التحرير من هناك وفجاءت أحداث ردفان , ولم يفوتها الشعبي وقام بتحويلها من مجرد انتفاضة قبلية إلى ثورة مسلحة لتحرير الجنوب كله, فأمر الملازم ثابت بنقل 25000 طلقة إلى ردفان لدعم المقاتلين, ونفذ ثابت المهمة بسرعة ونجاح .

- في يناير 1964 أوصل قحطان الشعبي بنفسه إلى جبهة القتال بردفان (عبر قعطبة) أول قافلة دعم عسكري وإنساني مقدم باسم الجبهة القومية وحملت الدعم قافلة من الدواب وكان هو يسير على قدميه.

ــ شارك قحطان في عدد من معارك جبهتي ردفان والضالع. ودخل متخفياً إلى مستعمرة عدن عشرات المرات خلال حرب التحرير, وكان في حي المنصورة بعدن عندما وقع الاقتتال الأهلي الأول في سبتمبر 1967 بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وكاد أن يقتل فيها عندما سقطت قذيفة على المنزل الذي كان يقيم فيه مع بعض مناضلي الجبهة القومية فغادروا إلى حي الشيخ عثمان, وقد انتابت عبد الفتاح إسماعيل حالة من القشعريرة مع حُمى عقب سقوط القذيفة وعندما غادروا إلى الشيخ عثمان بسيارة فإن الدوريات البريطانية أوقفتها أكثر من مرة للتفتيش فكان قحطان يشير إلى عبد الفتاح ويقول بأنهم ذاهبون لإسعافه فكان الأنجليز يرثون لمنظر عبد الفتاح المتهالك فيتركون السيارة تمر سريعا بدون تفتيش وكان قحطان يضحك ويقول "والله نفعتنا يا عبد الفتاح بحالتك هذه".

- المخابرات المصرية تشكل تنظيم موازي للجبهة القومية وتحتجز قحطان وفيصل :

في 13 يناير 1966 وبترتيب من المخابرات العامة المصرية بقيادة صلاح نصر تم الإعلان عن قيام تنظيم سياسي جديد هو "جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل" التي ضمت عدداً من السلاطين والأمراء السابقين وبعض الشخصيات السياسية التي عارضت أسلوب الكفاح المسلح عندما بدأت ثورة14 أكتوبر, وبموافقة وتوقيع عضو واحد من قيادة الجبهة القومية (علي السلامي) تم ضم الجبهة القومية إلى جبهة التحرير, فأعلن قحطان الشعبي من القاهرة عدم شرعية ضم الجبهة القومية إلى جبهة التحرير وقال "إن اندماج الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل مع أي تنظيم آخـر ـ إذا ما وجد هذا التنظيم ـ لن يقرره حسب ما ينص عليه الميثاق الوطني للجبهة القومية والنظام الداخلي لها عضو قيادي أو عضو عادي من أعضائها أو مجموعة منها، ولا يقرره حتى مجلسها التنفيذي أو مجلسها الوطني، بل يقرر المؤتمر الوطني للجبهة القومية الذي يضم المجلس التنفيذي والمجلس الوطني وممثلين لكل قواعد الجبهة العسكرية والشعبية", وأعتبر الشعبي أن تلك مؤامرة للقضاء على الجبهة القومية بعد أن أخذت الثورة المسلحة في الجنوب تحقق المزيد من الانتصارات’ وعلى إثر ذلك أحتجزته السلطات المصرية (منعته من مغادرة مصر) كما أحتجزت رفيق دربه فيصل عبد اللطيف الشعبي .

- فيصل يضلل المخابرات المصرية ويغادر القاهرة لعقد مؤتمر للجبهة القومية :

بعد نحو 9 أشهر من احتجازه هو وقحطان, تمكن فيصل الشعبي من تضليل الأجهزة المصرية وغادر إلى بيروت ومنها إلى الجنوب عبر تعز وعقد بأواخر نوفمبر 1966 المؤتمر الثالث للجبهة القومية في منطقة "حُمر" باليمن الشمالي والقريبة من "قعطبة" وأقر المؤتمر فصل الجبهة القومية عن جبهة التحرير, وظل قحطان محتجزاً بمصر حتى وقعت الهزيمة المصرية السورية الأردنية أمام إسرائيل في حرب 5 يونيو 1967 فأعادت القاهرة النظر في سياساتها الداخلية والخارجية واستقبل الرئيس المصري جمال عبد الناصر المناضل قحطان الشعبي واعتذر له عن احتجازه بمصر وعن الموقف المصري من الجبهة القومية محملا المسئولية لمدير جهاز المخابرات العامة المصرية "صلاح نصر" لأنه كان يضلله بمعلومات خاطئة عن الجبهة القومية وعن ما يحدث في الجنوب, ومن ثم سمح عبد الناصر للشعبي بمغادرة مصر فغادرها في أغسطس 1967 إلى الجنوب عبر تعز ومصطحباً معه العضو القيادي بالجبهة القومية عبد الفتاح إسماعيل الذي كان قد إنضم إلى جبهة التحرير وهجر اليمن جنوبا وشمالا منذ شهر مايو 1966 واستقر في العاصمة المصرية رافضاً حتى العودة لليمن للمشاركة في أعمال المؤتمر الثاني للجبهة القومية المنعقد في "جبلة" باليمن الشمالي في يوليو 1966 والمؤتمر الثالث المنعقد في "حُمر" في نوفمبر 1966!

- الجبهة القومية تتولى السلطة في سلطنات الجنوب :

منذ يونيو 1967 أخذت الجبهة القومية في الاستيلاء على السلطة في السلطنات والإمارات والمشيخات فيما لم تنجح جبهة التحرير في الاستيلاء على السلطة في أي منطقة فقام مقاتليها في عدن بمهاجمة رجال الجبهة القومية في 3 نوفمبر 1967 واستمر الاقتتال الأهلي بين الجبهتين في عدن إلى 6 نوفمبر عندما شارك الجيش والأمن العربيين في القتال في صف الجبهة القومية التي كان لها تنظيم واسع داخلهما وهو ما كانت تفتقده جبهة التحرير، ولقيت جبهة التحرير هزيمة فادحة في الاقتتال الأهلي وهربت فلول مقاتليها إلى اليمن الشمالي, وهكذا سيطرت الجبهة القومية في 6 نوفمبر 1967على كامل أرجاء عدن (باستثناء الأماكن التي تجمع فيها البريطانيون) ولأنها كانت قد أستولت أيضاً على السلطة في السلطنات والإمارات والمشيخات لذا أضطر البريطانيون للاعتراف بأن "الجبهة القومية صارت هي الحكومة الفعلية في الجنوب العربي", وترأس قحطان الشعبي وفد من الجبهة القومية إلى مباحثات الاستقلال بجنيف امام الوفد البريطاني برئاسة اللورد شاكلتون .

- مباحثات الاستقلال الناجز :

بدأت مباحثات الاستقلال في 21 نوفمبر 1967، وفي صباح 28 نوفمبر عقدت الجلسة الأخيرة واستمرت طوال النهار والليل إلى اليوم التالي, وعند ظهيرة يوم 29 نوفمبر 1967 دُعي الصحفيون ومراسلو وكالات الأنباء للدخول إلى القاعة التي عقدت فيها مباحثات الاستقلال ليشهدوا اللحظة التاريخية لحظة توقيع قحطان الشعبي ولورد شاكلتون على اتفاقية استقلال جنوب اليمن وذلك بعد احتلال بريطاني لجنوب اليمن دام نحو 129 عاماً بدأ باحتلال عدن في 19 يناير 1839 وانتهى بخروج آخر قوات للاحتلال في 29 نوفمبر 1967م من عدن بهزيمة لم تشهد بريطانيا مثيلاً لها في أية مستعمرة لها في العالم.

في صباح يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967 إزدحمت ساحات وشرفات مطار عدن وماجاوره من طرقات بعشرات الألوف من الرجال والنساء الذين قدموا من مختلف مناطق الجنوب لإستقبال قحطان الشعبي والوفد العائد من جنيف بعد أن انتزع من الوفد البريطاني استقلالا كاملا على مستوى السيادتين الداخلية والخارجية, وقالت وكالات الأنباء بأن الشعب استقبل في عدن الزعيم قحطان الشعبي كبطل تاريخي، وعلى طول الطريق من مطار عدن بحي خورمكسر إلى مقر الحكم بحي التواهي (مقر المندوب السامي البريطاني سابقاً) اكتظ جانبي الطريق بالجماهير التي أخذت تهتف بحياة الشعبي والجبهة القومية.
ــ في يوم الاستقلال انتخبت القيادة العامة للجبهة القومية المناضل قحطان الشعبي رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة عامين وكلفته بتشكيل الحكومة واعلان الاستقلال رسمياً.

في مساء يوم الاستقلال أقيم حفل جماهيري ضخم في مدينة ألإتحاد (مدينة الشعب لاحقاً) ألقى فيه الرئيس قحطان الشعبي بيان إعلان الاستقلال، وفي نفس اليوم شكل حكومة صغيرة من 13 وزارة برئاسته.

- وثائق استقلال جنوب اليمن :

نص اتفاقية جنيف الموقعة في ظهيرة 29نوفمبر1967 تضمنت الموضوعات التي اتفق عليها كلاً من وفد المملكة المتحدة ووفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل, فيما يلي نصوصها :

1 ) يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30نوفمبر1967 ويُشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال.

2 ) تنشأ في يوم الاستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تـعرف بجمهورية اليمن الجنوبية وذلك بإرادة رسمية من قبل الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن بصفتها ممثلة لشعب منطقة الجمهورية وتـقام حكومة للجمهورية.

3 ) تقوم حكومة صاحبة الجلالة بالخطوات اللازمة لإنهاء سيادة أو حماية أو سلطات حكومة صاحبة الجلالة وحقها في الحكم والتشريع ـ أياً كان الحال ـ في مناطق جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.

4 ) سوف تعترف حكومة صاحبة الجلالة بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال، وسيقوم بين حكومة صاحبة الجلالة وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تبادل دبلوماسي كامل ابتداءً من يوم الاستقلال وتقوم الحكومتان بتعيين سفراء بأسرع ما يمكن بينما تعيِّن بعثات دبلوماسية ابتداءٍ من يوم الاستقلال حتى يتم تعيين السفراء وحتى تنضم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إلى ميثاق جنيف عام 1961، وتخضع العَلاقات الدبلوماسية بين البلدين للقانون الدولي التقليدي وتطبيقاته العملية وبعد ذلك تخضع العلاقات الدبلوماسية للميثاق رهناً بأية احتياجات أو تحفظات يتفق عليها الطرفان.

5 ) تترك لحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حرية طلب الانضمام لعضوية الأمم المتحدة, وسوف يسر حكومة صاحبة الجلالة أن تتبنى أي طلب للعضوية يُقدَّم إلى الأمم المتحدة إذا رغبت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في ذلك.

6 ) لن تتحمل المملكة ابتداءً من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومنطقتها, وسوف تكون الجمهورية مسؤولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها.

7 ) كل المعاهدات والوثائق التي تتضمن التزامات دولية سوف تشتمل في إعلان تصدره حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، كما سيلزمها توجيه خطاب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة يوضح آراءها حيال تسلمها الالتزامات الدولية.

8 ) سوف ينتهي مفعول أية معاهدات واتفاقيات وامتيازات ممنوحة (كامتيازات ملاحة أو تنقيب ... الخ) وأية ترتيبات أخرى قائمة حتى يوم الاستقلال بين التاج أو ممثليه من جهة وبين حكومات أخرى أو حكام أو سلطات أخرى في مختلف أجزاء منطقة جمهورية اليمن لجنوبية الشعبية من جهة أخرى وذلك بدءا من يوم الاستقلال.

9 ) تحصل جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال على كافة الحقوق الإقليمية المسندة إلى التاج أو ممثليه أو التي يدّعيها التاج أو ممثليه أو يدّعيها حكام أو حكومات أو أية سلطات أخرى في مختلف أنحاء منطقة الجمهورية قبل يوم الاستقلال وحيال كافة أجزاء منطقة الجمهورية.

10 ) كل النصوص القانونية السارية المفعول في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أو في أي جزء من تلك المنطقة قبل يوم الاستقلال مباشرة تظل سارية المفعول ما لم تتناقض مع قيام الجمهورية أو أي تصرف تقوم به سلطة مؤهلة من سلطات الجمهورية في يوم الاستقلال أو فيما بعد ذلك اليوم حيال منطقة الجمهورية.

11 ) ستقوم حكومة صاحبة الجلالة باتخاذ اللازم قبل يوم الاستقلال بإلغاء الأوامر الصادرة عن المجلس الملكي التي تكون لها صبغة دستورية والتي تكون سارية المفعول في منطقة الجمهورية أو أي جزءٍ منها وذلك بفعل أمر صادر عن المجلس الملكي مع الاحتياطات اللازمة لضمان صيانة القانون العام.

12 ) كل حقوق ومطلوبات والتزامات التاج أو ممثليه أو أية حكومة أخرى في المنطقة ظلت قائمة في منطقة الجمهورية حتى يوم الاستقلال تصبح في يوم الاستقلال حقوقاً ومطلوبات والتزامات تخص الجمهورية وذلك دون المساس بحق حكومة الجمهورية ــ الذي لا سبيل إلى إنكاره ــ في إعادة النظر في المستقبل في تلك الأمور واتخاذ ما تراه مناسباً إزاءها.

13 ) كل المصالح المتعلقة بالأراضي والممتلكات والموجودات الأخرى في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تكون في حوزة التاج أو من ينوب عنه قبل يوم الاستقلال مباشرة لأغراض حكومة المناطق التي ستكون جزءاً من الجمهورية، أو كما يكون الحال لأغراض مباشرة سلطة صاحبة الجلالة في المناطق المذكورة، وأي مصالح تتعلق بالأراضي في تلك المناطق تكون في حوزة التاج قبل يوم الاستقلال مباشرة، أو في حوزة من ينوب عنه لأغراض خاصة بالقوات المسلحة للمملكة المتحدة ، كل تلك المصالح آنفة الذكر يجب ابتداءً من يوم الاستقلال أن تؤول إلى الجمهورية كما تؤول إليها كل الحقوق والالتزامات والمطلوبات المتعلقة بتلك المصالح، وذلك دون المساس بإعادة النظر فيها وما يترتب على ذلك من تصرفات تقوم بها حكومة الجمهورية حيال أية ترتيبات سبقت يوم الاستقلال, مع احترام مدة حيازة الأراضي المستخدمة لأغراض دبلوماسية أو قنصلية أو أغراض أخرى.

14 ) ستتشاور كل من حكومة صاحبة الجلالة وحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية معاً بصدد مسائل الجنسية الناشئة عن استقلال الجمهورية قبل أن تتخذ حكومة صاحبة الجلالة خطوة لتجريد المواطنين في المملكة المتحدة أو المستعمرات من مواطنة المملكة المتحدة أو المستعمرات بحكم صلتهم بمنطقة الجمهورية.

15 ) ستسلم حكومة صاحبة الجلالة إلى حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أية وثائق وتقارير ودراسات وخرائط تتصل بمنطقة الجمهورية تستطيع حكومة صاحبة الجلالة تسليمها, وسوف تجرى المشاورات التي من شأنها أن تؤدي إلى أنسب الوسائل لإنجاز هذه المهمة بين الحكومتين، وسوف تزود حكومة صاحبة الجلالة حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بكل ما يتوافر لديها ولم يسبق حوزته لدى حكومة الجمهورية مما يتعلق بالبت في الحقائق المتصلة بحدود الجمهورية.

16 ) نظراً لضيق الوقت تجري المباحثات الخاصة بالخدمة العامة والمعاشات في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.

17 ) نظراً لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.

التوقيع عن حكومة المملكة المتحدة :
اللورد شاكلتون ـ الوزير بدون وزارة وهارولد بيلي
التوقيع عن التنظيم السياسي للجبهة القومية :
قحطان محمد الشعبي .

** المذكرة المالية:

تم الاتفاق ايضاً بين الوفدين على المسائل التالية:
تم الاتفاق على استمرار المحادثات بما يتعلق وتقديم المساعدات لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بعد الاستقلال .. هذا وقد وافق الوفد البريطاني على أنه في خلال فترة المداولة هذه بين الحكومتين تستمر المساعدات المالية لكل من القوات المسلحة والاغراض المدنية ..
وهذه المساعدات ستكون في حدود 12 مليوناً تقدم في فترة ستة أشهر من أول شهر ديسمبر 1967م، هذا وقد طلب وفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل أن يتم دفع هذا المبلغ كدفعة واحدة بأسرع وقت ممكن، وقد وضح إلى أن المبلغ هذا سيغطي أموراً ريئسية وجوهرية في كل من الخدمة العامة والقوات المسلحة والتي قد تمتصها فقط عملية دفع الماهيات.

لقد اخذ الوفد البريطاني الموضوع بعين الاعتبار والبحث في السبل والوسائل الممكنة لاستمرار الماهيات .. وذلك بتقديم قرض كدفعة واحدة ولفترة طويلة المدى، ولكن نظراً إلى الوضعية المالية وازمتها التي تمر بها الحكومة البريطانية حالياً كذا قدوم السنة المالية فهذه العوائق والعراقيل هي من أهم الاسباب التي تعيق تحقيق ذلك.

2) لقد وافق وفد الجبهة القومية لتحرير اليمن المحتل على استمرار تقديم هذه المساعدات إلا إذا وجد أنه من خلال التجارب والفحص في الأمور المالية أن السير بها غير ممكن، فالطلب مازال قائماً وتتمسك الجبهة به.

3) ابدى الوفد البريطاني تفهمه للافتراض المطروح اعلاه، وعلى جمهورية اليمن الجنوبية الاستمرار في طرح الأمور المالية وعدم اغلاق السبيل في ذلك من خلال المداولات.

التوقيع عن الوفد البريطاني :
اللورد شاكلتن
هارولد بيلي
التوقيع عن الجبهة القومية :
قحطان محمد الشعبي
29 نوفمبر 1967م.

* بلاغ ختامي مشترك صادر بتاريخ 29 نوفمبر 1967م :

اجتمع في جنيف كل من وفدي المملكة المتحدة برئاسة اللورد شاكلتون، أوبي، أي الوزير بلا وزارة، والجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل برئاسة السيد قحطان الشعبي في الفترة من 21 إلى 29 نوفمبر 1967م.

2) ناقش الوفدان انتقال السلطة وإنهاء حماية حكومة صاحبة الجلالة الملكة على المنطقة التي ستعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية واتفقا على أن كافة السلطات والحقوق، التي كان يتمتع بها التاج، قبيل الاستقلال، ستقلد للدولة الجديدة اعتباراً من ثلاثين نوفمبر 1967م تاريخ استقلالها.
3) اتفق الوفدان على إقامة علاقات دبلوماسية بين بلديهما وتبادل السفراء.

4) احيط الوفد البريطاني علماً بالتصريحات العامة الصادرة عن الجبهة القومية من أن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، ستضمن سلامة أفراد الجاليات الأجنبية التي تعيش في المنطقة.

5) بحث الوفدان بعض المواضيع الهامة للجانبين بما فيها موضوع المساعدات وقد أكد وفد الجبهة القومية على ضرورة استمرار المساعدة المالية البريطانية لمواجهة متطلبات المؤسسات المدنية والعسكرية وتطوير البلد وتسليح قوات الدفاع. أن الوفد البريطاني وهو يرى أن الوقت، قبيل الاستقلال قصير جداً، لاستكمال المحادثات حول موضوع المساعدة المالية الحالية للأغراض المدنية والعسكرية، لفترة ستة أشهر اعتباراً من ديسمبر 1967م.

قام اللورد شاكلتون بإبلاغ وفد الجبهة القومية تمنيات الحكومة البريطانية والشعب من اجل مستقبل أفضل لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وأكد رغبتهم في المساعدة من اجل ازدهارها وأمنها على أسس من الاحترام المتبادل والمساواة.


(35) اليمن الجنوبية جنوب اليمن رقم 1« 1968 »م :
مذكرة تحوي النقاط المتفق عليها لاستقلال الجنوب العربي.

(جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) مع مذكرة خاصة بالأمور المالية وآخر ما اتفق عليه) جنيف 26 نوفمبر 1967م.

قدمت للبرلمان البريطاني بواسطة الوزير للشؤون الخارجية باسم صاحبة الجلالة في يناير 1968م.

المقدمة:
اخذت المحادثات مكانها في جنيف ـ من 21 إلى 29 نوفمبر 1967م وذلك بين وفد المملكة المتحدة ووفد الجبهة القومية “التنظيم السياسي للجبهة القومية” لجنوب اليمن ـ وقد ترأس هذه الاجتماعات عن الجانب البريطاني اللورد شاكلتون الوزير بدون وزارة للشؤون الخارجية لما وراء البحار ووفد يرأسه قحطان الشعبي ممثلاً للجبهة القومية.

هذا وقد تم التوقيع على الاتفاقية المتعلقة بالنقاط المتفق عليها في 29نوفمبر 1967م، من قبل اللورد شاكلتون والسيد هارولد بيلي ممثلين عن المملكة المتحدة وكذا من قبل قحطان الشعبي ممثلاً للجبهة القومية.

2) ان فحوى هذه المذكرة موضوع في كل من مكاتب دور البرلمان .. في تاريخ 6 ديسمبر 1967م، وقد اعدت في هذه السطور لتشمل كل ما اتفق عليه في تاريخ 29 نوفمبر 1967م، جنيف.
3) النقطة الثالثة من هذه المذكرة تشمل أن حكومة صاحبة الجلالة المملكة المتحدة ستقوم بالخطوات اللازمة بإنهاء احتلالها وحمايتها لجميع اراضي وحدود الجمهورية الجديدة طبقاً للوسائل الدستورية أدناه.
قانون عدن وجزر بريم وكوريا موريا “1967 ـ 71”
قانون عدن وجزر بريم كوريا موريا “اليوم المحدد” قانون 1967م ـ رقم 1761.
الجنوب العربي “المشروع في قانون الجنسية” قانون 1967 ـ “1967 رقم 1762”.
الجنوب العربي “نقض القانون” 1967 “1967 رقم 1763”
طلب إنهاء حكومة صاحبة الجلالة حمايتها للجنوب العربي ـ لندن ـ الجريدة الرسمية 30 نوفمبر 1967م حق الحكم ومن اختصاصاتها على كمران ـ لندن الجريدة الرسمية 30 نوفمبر 1967م.

كل هذه المراجع تتعلق ايضاً بجزر كوريا موريا والتي تنازل عنها سلطان مسقط وعمان بناء على الاتفاقية المبرمة بين حكومة صاحبة الجلالة وبين السلطان في 15 نوفمبر 1967م، “ممكن العودة إلى الاتفاقية ومراجعها رقم ـ 8 “ 1968م”.

- أعضاء وفدي الجبهة القومية ـ والحكومة البريطانية في مفاوضات جنيف :-

وفد الجنوب العربي :

رئيس الوفد:
السيد قحطان الشعبي.

الأعضاء:
السيد سيف أحمد ضالعي.
السيد خالد محمد عبدالعزيز.
السيد عبدالفتاح اسماعيل الجوفي.
السيد العقيد عبدالله صالح عولقي.
السيد فيصل عبداللطيف الشعبي.
السيد محمد أحمد البيشي.

- المستشارون:
السيد أحمد علي مسعد “سكرتير”
السيد عبدالله علي عقبة “مترجم”
المقدم محمد أحمد السياري
المقدم حسين بن مسلم المنهلي
الدكتور محمد عمر الحبشي
السيد محمد أحمد عقبه
السيد أبوبكر سالم قطي
السيد محمد سعيد مدحي
السيد عادل خليفة
الآنسة ملكة عبداللاه أحمد

- الوفد البريطاني :

رئيس الوفد:
المحترم اللورد شاكلتون، أو، بي، أي
الأعضاء:
المستر آر، دبليو جه، هوير: سي، ام، جي، دي، دي، اس، او، دي، اف.
المستر دي، جه مكارثي.
الزعيم، ان، اس، جه، جريبون
المستر، أي، جه، ولتن، سي، ام، جي، ام اس.
المستر، أي، جه، ولتن، سي، ام، جي، ام،اس.
المستر، أي، آر، رشفود، سي، ام، جي.
المستر، أي، كامبيل.
المستر ب ب هال، ام، سي، تي، دي.
المستر، آر، او، مايلز.
المستر ار، جرامز.
المستر جي، سي، لورانس.
الأنسة، جه، دي، كولينجز “موظفة إعلامية”.
المستر ب، ال، كروو، “سكرتير خاص للرود شاكلتون”
المترجمون:
المستر تي، سي، في، تود
المستر أنش، في، فورستر.

- مؤامرات تعصف بدولة الاستقلال :

نتيجة للضغوط اليسارية، قدم الرئيس قحطان الشعبي إلى القيادة العامة للجبهة القومية استقالته من كافة مناصبه في 22 يونيو 1969 وكذلك استقال فيصل عبد اللطيف الشعبي الذي كان قد تولى رئاسة الحكومة في أبريل 1969 .

وسبق ذلك قامت القيادة العامة للجبهة القومية بعقد سلسلة من الاجتماعات في أجوء مشحونه بالتوتر ,تهدف للإطاحة بالرئيس قحطان الشعبي ,وكان التيار اليساري يشكل اغلبية في القيادة العامة ,وعند التصويت على عدد من القرارات الهامة جاء التصويت لصالح اليسار باغلبية كبيرة وضد توجهات الرئيس قحطان ,الامر الذي جعل الرئيس ينسحب ومعه 9 من اعضاء القيادة من مجموع 41 عضو .

تم التخطيط لجعل يوم 22 يونيو موعد عزل التيار اليميني بقيادة الرئيس "قحطان الشعبي" وتشكلت لجنة لاقناعه بالاستقالة,وبالفعل سارت الأمور كما خطط لها تيار اليسار في الجبهة القومية .

وامام ضغوطات التيار اليساري في الجبهة القومية وخوفًا من ادخال البلاد في آتون حرب أهلية أعلن الرئيس قحطان الشعبي إستقالته من جميع مناصبة لتجنيب البلاد اية صراعات أهلية وعقب الإستقالة وضع الرئيس قحطان الشعبي ورئيس الحكومة فيصل عبداللطيف تحت الإقامة الجبرية في منزليهما لفترة بسيطة، حتى تم نقلهما الى المعتقل وظل قحطان معتقلا داخل كوخ صغير بمنطقة دار الرئاسة بالفتح لمدة اكثر من عشر سنوات حتى وفاته في المعتقل عام 1981م، فيما عجل التيار اليساري بتصفية الشهيد في عبداللطيف الشعبي في زنزانته مطلع ابريل عام 1970م .

أحتجز قحطان وفيصل في منزليهما لفترة قصيرة ثم نقلا إلى "معتقل الفتح" بحي التواهي بعدن في أواخر مارس 1970 حيث جرى في مطلع أبريل 1970إغتيال المناضل فيصل في زنزانته فيما نقل المناضل قحطان إلى معتقل دار الرئاسة حتى أعلنت السلطة في عدن عن وفاته في 7/7/1981 (عن 57 عاماً) وكانت أسرته قد تعرضت للمزيد من المضايقات في 1976م فأخذت منذ هذا العام في الهروب من الجنوب واحداً بعد الآخر.

- رفض إراقة الدم :

إتسم عهد الرئيس قحطان الشعبي بالاعتدال وكان اشتراكياً معتدلا على طريقة ألإشتراكية العربية في مصر والجزائر, وكان عهده أبيضاً فلم ترق فيه السلطة قطرة دم غيلة, ورفض الرئيس قحطان تنفيذ حكم الإعدام بحق عدد من سلاطين وحكام العهد الاستعماري حوكموا بعد الاستقلال حضورياً أمام محكمة أمن الدولة بعدن (برئاسة عبد الله الخامري عضو القيادة العامة للجبهة القومية) فقضت بإعدامهم وأصر اليساريون في القيادة العامة للجبهة القومية على تنفيذ ألإعدام لكن الرئيس رفض التنفيذ ولجأ لاختصاصاته كرئيس للجمهورية فخفف الحكم إلى السجن لمدة 10 أعوام.

رئيس تُرك في المعتقل حتى الموت
وهكذا فإنه بوفاة قحطان أثناء احتجازه من قبل السلطة في بلاده يكون قحطان الشعبي هو الرئيس العربي الوحيد الذي يموت وهو تحت الاحتجاز بل كان الرئيس العربي الوحيد الذي تعتقله السلطة في بلاده فهناك رؤساء كمحمد نجيب بمصر, نور الدين الأتاسي بسوريا, وأحمد بن بلا بالجزائر, تم الانقلاب عليهم عسكرياً لكن السلطة الجديدة لم تودعهم المعتقلات فقد وضع كل منهم تحت الإقامة الجبرية لبضع سنين ثم أطلق سراحه (والإقامة الجبرية هي وضع أهون كثيراً من الاعتقال فهي تسمح للمحتجز بالعيش بين أسرته ويحق له استقبال بعض الزوار أو الخروج لزيارة الأقارب والأصدقاء وذلك بالتنسيق مع الجهة الرسمية المختصة برعايتة) أما قحطان الشعبي فظل حتى وفاته رهن الاعتقال بل الاعتقال الانفرادي ولم يسمح له حتى بحضور حفل زفاف أبنه نجيب الذي أقيم بعدن في 1976م وهو ابنه الوحيد الذي تزوج وقحطان على قيد الحياة, فكان اعتقال الرئيس قحطان بعد مغادرته السلطة والطرق القذرة التي عومل بها (حتى أنه منع عنه السكين والشوكة اللتان تستخدما لتناول الطعام كما حرم عليه حيازة الأقلام !).

-جنازته
رفض بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني (الذي تأسس في 1978 كبديل للجبهة القومية) إخراج جنازة لقحطان الشعبي لكن الشهيد علي عنتر نائب الرئيس علي ناصر محمد أصر على إخراجها وفرض ذلك, وشاركت جماهير غفيرة في السير تشييع جثمان الشعبي بينهم مئأت من مناضلي حرب التحرير الذين كانوا قد تواروا في زمن الحكم الماركسي فقدموا من مختلف المحافظات ليودعوا الرجل الذي قادهم في مرحلة حرب التحرير, وجرى دفن جثمان الشهيد قحطان في مقبرة الشهداء بحي "كريتر".

بحث وإعداد/ ماهر الشعبي
------------------------------
المصادر : موسوعة ويكيبيديا (الموسوعة الحرة ) ووسائل إعلام يمنية عدة ابرزها :
-صحيفة 14 اكتوبر
-صحيفة صدى عدن 2009
-عدن الحدث