سلطعون سقطرى: أغرب سرطانات البحر

المدنية أونلاين ـ كتابعات :

في العام 2002، كان البروفيسور فولفجانج ورانيك، أستاذ التنوع الحيوي والبيئي في جامعة روستن في ألمانيا الاتحادية، يقوم باجراء دراسة ميدانية في جزيرة سقطرى اليمنية، وكانت دراسته تتمثل في تقييم الأحياء البرية التي لم تحظى بدراسة مسبقة. وبينما كان يسير في أحد جبال سقطرى الشاهقة، شاهد بشكل مفاجئ، حيوان يسير بشكل سريع داخل احدى الكهوف. قام بتعقب ذلك الحيوان، ووصل الى اكتشاف مذهل.

وبعد استقصاء ودراسة، تحدث البروفيسور ورانيك، عن اكتشاف جديد ومهم في سقطرى. يتمثل ذلك الاكتشاف في وجود نوع كبير الحجم من السرطانات النادرة او التي تدعى السلطعون، وهي تعيش في مناطق الجبال، ولا تعيش في المياه العذبة. وينام هذا النوع من سرطانات سقطرى في المناطق الجبلية الكلسية في داخل الكهوف تحديداً، ويخرج في المساء ليمارس نشاطه. وهو أمر مغاير لبيئة السرطان في مناطق العالم.

ونشر ورانيك بعدها دراسة، تفيد عن وجود أنواع مميزة لسرطانات سقطرى التي يعيش في المرتفعات الجبلية شبه القاحلة في جزيرة سقطرى، وتتواجد بين صخور الحجر الجيري. يقضي هذا النوع من سرطان البحر معظم وقته في ملاجئ داخل الكهوف، والشقوق الموجودة في الصخور التي تبقى باردة ورطبة على مدار السنة. وتظهر هذه السرطانات فقط على السطح لفترة وجيزة لتتغذى خلال موسم الأمطار قرب برك المياه الدائمة.

ان بيئة سقطرى تضم وجود 3 أنواع من السرطانات في الجزيرة، وهي سرطان بحري يعيش في البحر والشاطئ، وسرطان بري يعيش في المياه العذبة والأنهار، وسرطان الكهوف والجبال. ويصنف سرطان الجبال في سقطرى، بانه من عائلة سرطانات العالم القديم الذي انقرضت انواعها بعد انفصال القارات قبل ملايين السنين. وما هو مدهش عليماً ان السلطعون أو السرطان في سقطرى ما يزال يسكن كل من العالمين القديم والجديد.

سقطرى قصة ساحرة

أن سقطرى «قصة جزيرة ساحرة»، هي عنوان كتاب مصور عنها صدر عام 2014 بالإنجليزية، وفيه يذكر مؤلفه «منير بن وبر» أن أكثر من ثلث نباتاتها متوطنة لا مثيل لها في العالم، ويعيش فيها 221 نوعاً من الطيور النادرة عالمياً، و27 منها لا توجد في أي مكان من العالم، و6 أنواع من الأفاعي غير السامة، وثلاثة أنواع من سرطانات البحر، وعناكب كبيرة بحجم قبضة اليد، و14 نوعاً من اللبائن، بينها الجمال، والحُمُر الوحشية، والقطط البرية، والماعز، والأغنام.

المصدر: حلم أخضر :