صانعو الفارق «بن زيمة وروبن وميسي ورودريجيز».. تفرّدوا بالأفضلية مرتين بفضل تميزهم بعضهم مرشح للثالثة وأفضلية الدور الأول لأحدهم

المدنية/ناصر الحربي:

ثمة نجوم يظلون في الواجهة وفي المقدمة بفضل تميزهم وتفردهم بالمستوى أو بالأهداف الحاسمة، بل حتى بعضهم يظلون في الواجهة وتحت الأضواء المسلطة عليهم وعلى نجوميتهم حتى وهم ليسوا في أفضل حالاتهم، غير انهم بنجوميتهم يصنعون الفارق وتحديدا بأهدافهم فيفرضون أفضليتهم.

 

وفي منافسات كأس العالم الجارية حاليا في البرازيل يبرز العديد من نجوم المنتخبات المونديالية الـ32 التي تخوض منافسات ساخنة وعلى هامشها تدور منافسات أخرى لا تقل أهمية ولا إثارة بين النجوم.

 

وإذا ما تحدثنا عن النجوم الذين تصدروا نجومية المونديال حتى الآن بالدور الأول للبطولة ولذلك ظلوا في الواجهة بفضل تميزهم الذي اقنع الجميع فيكفي ان نذكر منهم المهاجم الفرنسي الهداف كريم بن زيمة والهولنديين ايان روبين وروبن فان بيرسي وهم أكثر النجوم الموندياليين بالدور الأول إقناعا بإبداعهم ومعهم المهاجم الكولومبي الواعد جيمس رودريغوس، فيما يتصدر النجوم الذين قد لا يكونون مقنعين، بيد انهم يصنعون الفارق بمواهبهم الخارقة يتصدرهم الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار وكل منهما حكاية ورواية بحد ذاته وكنا نتمنى ان يكون البرتغالي كريستيانو رونالدو منهم، غير انه خيّب ومنتخبه آمال عشاق الساحرة المستديرة «لعبة الجماهير».

 

وفي تقريرنا هذا نرصد النجوم الموندياليين الأكثر تميزا بحصولهم على جائزة أفضل لاعب لمرتين متتاليتين من خلال الأرقام والاحصائيات التي لا تكذب ولا تتجمل، علاوة على انها تصنيفات معتمدة رسميا من قبل «الفيفا» وحتى «الويفا»، وهي تلك الإحصائيات التي أُطلق عليها «مؤشر كاسترول» والتي يُعتمد عليها في تحديد أفضل اللاعبين في كل مواجهة ثم في كل البطولة، وكذا مؤشرات تحديد الأفضلية بين اللاعبين في مختلف التموضعات – حراسة المرمى والدفاع والوسط والهجوم -، كما انه يُعتمد عليها في تحديد أفضل لاعب في المونديال وفقاً لعدد مرات فوزه بجائزة الأفضل في كل مواجهة.

 

تميز نجوم هولندا وفرنسا وألمانيا بالمناسبة، فإن مؤشر كاسترول المونديالي المُعتمد من الفيفا والويفا كان قد اختار المهاجم المونديالي توماس مولر كأفضل مهاجم ولاعب في الجولة الأولى لدور المجموعات التي مازالت جارية حاليا وقد دخلت جولتها الثالثة بفضل أهدافه الثلاثة التي سجلها في مرمى البرتغال والتي رفع بها رصيده من الأهداف بكأس العالم الى ثمانية أهداف من 7 مواجهات لعبها فقط، فيما كان مؤشر كاسترول المونديالي قد اختار المهاجم الفرنسي كريم بن زيمة كأفضل مهاجم ولاعب بالجولة الثانية بفضل أهدافه الحاسمة الثلاثة في مرمى كل من هندوراس وسويسرا، وتلاه بفارق ضئيل المهاجمان الهولنديان روبين فان بيرسي وآيان روبين وكل منهما قدم مستوى متميزا وسجل ثلاثية لهولندا، بيرسي في مواجهتين فيما كان موقوفا في الثالثة وروبين في ثلاث مواجهات.

 

والمؤشر ذاته كان قد اختار الفرنسي كريم بن زيمة والهولندي آريين روبين والارجنتيني ليونيل ميسي والكولومبي جيمس رودريغيز الذين تفردوا فقط بنيل جائزة أفضل لاعب في مواجهتين حتى الآن – عقب المواجهة 36 بالمونديال موعد دفع المادة للنشر مع دخول المواجهات للجولة الثالثة الأخيرة بدور المجموعات -.

 

  التفرد بالأرقام والإحصائيات وحدهم من تميزوا من بين كل نجوم كأس العالم 2014 في المنافسات الجارية حالياً في البرازيل حتى ما بعد انتهاء الجولة الثانية للبطولة، وبعض من مواجهات الجولة الثالثة، انهم أبرز نجوم منتخبات فرنسا وهولندا والارجنتين وكولومبيا وأعني تحديدا – كما أسلفت بعاليه - الفرنسي كريم بن زيمة والهولندي آريين روبين والارجنتيني ليونيل ميسي والكولومبي جيمس رودريغيز الذين تميزوا وتفردوا وحدهم بنيل جائزة أفضل لاعب في مواجهتين، ليتفوقوا على الكثير من نجوم المنتخبات الأخرى، ناهيك عن نجوم منتخباتهم المبرزين أيضا، والواضح انهم يسيرون قدما في تفردهم بالإضافة بالطبع الى بعض الأسماء الأخرى الذين يتوقع لهم دخول منافسات أفضل لاعب في كل مواجهة بقوة على غرار الهولندي روبين فان بيرسي والبرازيلي نيمار والألماني مولر وعديد نجوم آخرين وبشرط وحيد – اعني النجوم الآخرين - وهو تأهل منتخباتهم الى الدور التالي للمونديال.. علما بأننا نرصد تفرد هؤلاء النجوم تحديدا حتى المواجهة رقم 36 التي أقيمت يوم الإثنين الفائت - موعد كتابة التقرير وتحويله للنشر -.

 

ويجب الإشارة الى ان هنالك نجوم آخرين يمكن لهم ان يصلوا الى الفوز بالجائزة مرتين ليقفوا على قدم المساواة مع الرباعي «بن زيمة وروبن وميسي ورودريغيز»، وهم تحديدا الذين فازوا بجائزة الأفضل لمرة من قبل وفي مقدمتهم الاوروجوياني لويس سواريز أو الإيطالي ماريو بالوتيلي أو الالماني توماس مولر وزميله جوتزي أو الامريكيان المهاجم كلنيت جيمسي والحارس هاوارد، والرباعي الالماني الامريكي «مولر وجوتزي وجيمسي وهاوارد» بالمناسبة من المفترض أيضا انهم سيخوضون مواجهة تأهل وجها لوجه أيضا اليوم الخميس بالجولة الأخيرة بدور المجموعات في انتظار من سيؤكد نجوميته منهم.

 

كما يمكن لآخرين ممن نالوا الجائزة أيضا لمرة واحدة من قبل ان يظفروا بالجائزة لمرتين في المواجهات المتبقية لدور المجموعات يومي أمس الأول وأمس واليوم – الثلاثاء والأربعاء والخميس - وأبرزهم البلجيكي ايدين هازارد ومواطنه كيفين دي بروين والجزائري اسلام سليماني والنيجيريان جان اوبي ميكل ومواطنه بيتر اوديموينجي والكوستاريكي جويل كامبل ومواطنه برايان رويز والإيفواري يايا توريه، وجل هؤلاء الذين كانوا قد أحرزوا الجائزة لمرة واحدة تُعد منتخباتهم مؤهلة لضمان مقعد في الدور التالي – ثمن النهائي – وبالتالي يمكن لهم ان يكونوا الأفضل في المواجهات التي ستخوضها منتخباتهم.

 

ويجب التأكيد ان الفرصة سانحة أيضا للثلاثي «كريم بن زيمة وليونيل ميسي وجيمس رودريغيز» لإحراز الجائزة لثالث مرة على التوالي خصوصا انهم سيخوضون مواجهة ثالثة مع منتخباتهم بالجولة الثالثة الأخيرة لدور المجموعات.. ففرنسا ستواجه الاكوادور والارجنتين ستواجه نيجيريا وكولومبيا ستواجه اليابان.

 

 أربعة نجوم فقط الأفضل لمرتين «القناص الماهر» كريم بن زيمة، تألق بقوة في صفوف منتخب الديكة خلال مواجهتين سابقتين بالدور الأول بعد ان فاح «العطر الفرنسي» تميزا وتفردا في سماء المونديال، مخرسا الألسن التي قالت ان المنتخب الفرنسي لن يقدم الجديد المفيد في ظل غياب نجمه الأول المهاجم «بلال ريبيري» بسبب الإصابة، بيد ان الفرنسيين قالوا كلمتهم بأن لديهم بن زيمة إذا غاب ريبيري، ليفوز بن زيمة نجم ريال مدريد الاسباني المعروف بجائزة الأفضل في مواجهتين أمام هندوراس وسويسرا، كان قد سجل خلالهما 3 أهداف.

 

وقد حصل الهداف الفرنسي في مؤشر كاسترول على الأفضلية المطلقة خلال جولتين بنقاط مجموعها 9.77 من 10 متقدما على كل من الهولنديين بيرسي 9.72 وروبن 9.67.

 

أيضا الأعسر الهولندي الممتع أيان روبين الجناح التقليدي الرائع حقق الأفضلية في مواجهتين كذلك امام اسبانيا وتشيلي بعد ان قدم أداء رائعا، كما كان قد سجل ثلاثية، منها هدفان رائعان في مرمى اسبانيا وثالث في مرمى استراليا، لذلك لا عجب ان يحصل أيضا نجم بايرن ميونيخ الالماني الشهير على المركز الثالث في قائمة أفضل اللاعبين عقب مواجهة تشيلي وبنقاط مجموعها 9.67 بعد الفرنسي بن زيمة الأفضل بـ9.77 والوصيف مواطنه بيرسي بـ9.72.

 

الفلتة الأرجنتينية ليونيل ميسي الذي يقترب من جعل ذاته أحد اساطير الكرة العالمية مع مواطنه مارادونا والبرازيلي بيليه، بل ولربما يتفوق عليهما إذا ما حقق إنجاز الفوز بكأس العالم فقط، كان أيضا أحد المفردين بنيل جائزة أفضل لاعب من أمام منتخبي البوسنة والهرسك وإيران بهدفين سجلهما بقدمه اليسرى الرهيبة التي لا تُخطئ هدفها إلا نادرا، وبالرغم من انه لم يكن مقنعا تماما، ولم يقدم الأداء الذي يدل على مهارته المعروفة التي لا تُجارى إذا ما كان في أحسن حالاته، إلا انه حقق الأهم وهو صنع الفارق لمنتخب بلاده وقيادته لصدارة مجموعته والتأهل للدور التالي، وبالطبع فمن المتوقع ظهور ميسي في شكل مختلف وبأفضلية متوقعة في المواجهة الثالثة أمام نيجيريا التي أقيمت أمس الأربعاء، وسيكون الدور الثاني بكل تأكيد هو المقياس في معرفة تطلعات الفلتة الارجنتينية ورفاقه في هذه النسخة المونديالية.

 

آخر الأربعة الذين حصلوا على جائزة الأفضل لمرتين كان هو الموهوب الكولومبي جيمس رودريغوس الذي سطع ولمع نجمه في المواجهتين أمام منتخبي ساحل العاج واليونان اللتين سجل في كل منهما هدفا، وتصدر بهدفيه المُسجلين وبمستواه المتميز نجوم كولومبيا «الكافيتيروس» الذين يتطلعون لإحداث مفاجأة سارة في هذا المونديال، وما حصوله على جائزة أفضل لاعب في مناسبتين إلا شهادة اعتراف بامكانات وقدرات نجم موناكو الفرنسي الواعد العالية التي كان قد كشف عنها قبلاً في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لهذه النهائيات.