الإرهاب المليشاوي لن يردعه إلا تحريك الجبهات وحسم المعركة عسكرياً

وطن مكلوم بانقلاب دموي وتمرد مليشاوي ارهابي مسلح حتى الآن، نفذه الحوثي وحلفائه، وسيطرتهم على الدولة بعاصمتها وجيشها وكافة مؤسساتها ومواردها وايراداتها.. ومصادرة ذلك بالقوة المسلحة لصالحهم، وحرمان أبناء الشعب اليمني من كل خدمات ومرتبات ومصالح تقدمها الدولة لهم.

وتمضي مسيرة الخراب والدمار الحوثية الارهابية المدعومة من ايران غير عابئة بشيئ، ولم ولن يتأت منها إلا مزيدا من القتل والتشريد وإلا الجوع والفقر والمرض والمخافة، ونزوح اجباري لم تتوقف حركته حتى هذه اللحظة، مليشيا أكلت أخضر البلاد ويابسها، وجعلت الانسان اليمني يبحث عن مأكل ومشرب ومأوى وعن قطرة ماء وحبة دواء.

فاتورة باهظة جدا يدفعها ابناء اليمن نتيجة هذا الانقلاب المشؤوم إلى اليوم، وسيطرة المليشيات في كل مناحي الحياة، والأشد والأنكأ فاتورة الدماء والشهداء والاشلاء والجرحى والجوعى .. في كل ربوع وارجاء وطننا المكلوم بها. 

هذه المأساة لا ولن تتوقف وفصلت ( الريوس ) تماما، بل وتتعمق أكثر كل يوم، بتعميق حالة الانقسام النقدي الذي أوغل في تأزيم الحياة المعيشية المأزومة أصلا للشعب اليمني كافة منذ انقلاب الحوثي وحلفائه.

بينما كل ما قام به وقدمه العالم لشعب اليمن هو تصنيف هذه الحركة كحركة ارهابية خارجية وهو التصنيف الذي نسمعه اعلاميا ونشاهد انعدامه واقعيا.

الجيش اليمني الوطني الشرعي الذي ولد في الميدان ومن المسافة صفر، يخوض معركة التحرر الوطني بكل معنوية وارادة قتال، ويتم تأجيل حسم معركته التي تكاد تكون أطول معركة في التاريخ الانساني وتاريخ الحروب كله؛ مع أن حلولها متاحة وقريبة لكن معرقلاتها أقرب من كل حدب وصوب ومن كل جهة وجانب.. بضغط اقتصادي وبخلق صراع بيني جانبي تشاغلي تتخلق أسبابه التافهة والمضحكة كل يوم، وبدعم من قوى داخلية وخارجية لها أجنداتها واهدافها وغاياتها الضيقة التي تريد تحقيقها من خلال هذا الخراب ومن وراء هذا الاضطراب في مشهد التحرير المنتظر.

اقتصاديا يخوض الشعب اليمني معركة كسر عظم، وسط انهيار متسارع في قيمة عملته الوطنية بفعل عوامل متداخلة، في طليعتها الحرمان من تصدير النفط والغاز، وقيود أخرى على تصدير خيراته الزراعية والسمكية.. تارة بذريعة المواصفات العالمية وأخرى بالاكتفاء!! وهي ذرائع غير واقعية، ولا مجال لقبول هذه التراهات والذرائع الواهية. 

التجويع لشعبنا سياسة مستمرة بفعل هذا الحصار الجائر المفروض أمميا وحتى اقليمياً، ما يؤكد إلى درجة اليقين ما كان في الماضي القريب شكاً محل ريب، وهو أن وراء الأكمة تعتمل سيناريوهات في الشأن اليمني ليست نقية من الخبث؛ وليست خالية من أجندات اطالة هذه المعاناة القاتلة اللعينة، حتى تتحقق اجندات يعلمها شعبنا علم اليقين ولن يقبل بها وسيقاومها بكل ما أوتي من قوة متاحة، ومن سبل المقاومة المشروعة، حتى يأذن الله بنصره.. نصراً يراه شعبنا آتٍ لا ريب فيه ولا محالة.