
اللواء الرابع مشاة جبلي.. مسيرة نضال وتاريخ تضحيات معمد بالدم
للتاريخ محطات لا يدركها سوى من خاض مزاد الكفاح، وله ايضاً فصول مجد يحضرها من ولج من باب الحرية الشجاعة..
حين اجتاحت جحافل الكهنوت الحوثي تعز، وسجل ابطالها ملاحم البطولة في الجبهات كان مجموعة من الشجعان بقيادة بقيادة العميد أبو بكر الجبولي يرابطون في مديريتي طور الباحة والمقاطرة بمحافظة لحج المحاذتين لمحافظة تعز من الناحية الجنوبية، كجزء من الواجب الوطني ليصدر بعدها قرار رئاسي بتشكيل اللواء الرابع مشاة جبلي، بقيادة العميد الجبولي، كأحد اعمدة الجيش الوطني وقوته الضاربة المناهضة للمشروع المليشياوي.
لم يكن ينظر العميد الجبولي للنضال والكفاح نظرة محدودة جغرافيا، فقبل ان يكون احد حراس الحد الجنوبي لتعز، كان للعميد وأفراده دورا بارزا في الدفاع عن محافظة عدن وتحريرها في نهاية شهر نوفمبر من العام 2016 م، ولعل مناطق "وادي شعب ،والمفاليس ، والمقاطرة " وصولا إلى "حيفان ، والاحكوم ، وجبل جرداد في بني عمر"، لا تزال تتذكر خطوات الجبولي وافراده وتحتفظ بصورهم المشرفة.
ولعل من الإنصاف ان نسرد جزء من تاريخ النضال وأدوار اللواء الرابع ومعاركه ومسرح عملياته ومهامه العسكرية والامنية، تجسيدا لمسيرة كفاح فريدة ومسار معمد بالدم..
تبدأ جغرافيا المعارك للواء بمشاركته في جبهة المفاليس، ولا تنتهي بالدور الكبير والإستراتيجي في تأمين المقاطره والخط الرئيسي( طور الباحة- هيجة العبد- التربة) وهو الشريان الوحيد المتبقى للمدينة وخط تغذية جيشها ، ولعل ما يميز نضال اللواء وقياداته وافراده قيامهم بمجابهة ومنع نقاط الجباية والتقطع من خلال التعامل معهم بيد من حديد مع من يتسببون بمضاعفة معاناة المواطنين.
ولتعزيز الامن، وحماية المنطقة عمد اللواء إلى جانب عمله العسكري الى نشر قواته في كل المناطق الجبلية الشاهقة، شرق وشمال المقاطرة حتى الاحكوم والشمايتين وراسن لتأمينها .
عسكريا ايضا خاضت قوات اللواء، معارك ضاريه في مواجهة مليشيات الانقلاب في مناطق ،الدمدم ،والشريرة، وراسن، وجبل الضعيف ،وجرداد ، وقرن غراب ،وحيفان.
لكن البطولة ليست فقط في تحقيق الإنتصارات بل في الحفاظ عليها كمكاسب، ومن هذا المنطلق حين حاولت المليشيات الحوثية التوغل شرقا نحو التربة، كان ابطال اللواء الرابع مشاة جبلي الى جانب اخوانهم من مختلف تشكيلات الجيش والمقاومة يوجهون ضربات موجعة لتلك المليشيات في خط التماس بين وازعية تعز ولحج، مسنودين برجال قبائل الصبيحة وأبنائها من جيش ومقاومة شمال مضاربة لحج.
وحتى اليوم لا يزال اللواء الرابع وقيادته وافراده يشكلون حائط صد أمام محاولات مليشيا الحوثي البائسة للتقدم نحو المنطقة التي يحكم سيطرته عليها، الا انهم يصطدمون بسياج من حديد اساسه وقوامه ابطال اللواء الذي خاض معاركه وعملياته العسكرية والأمنية، بجهود ودعم ذاتي دون أي دعم رسمي يذكر.
لم يتزعزع اللواء وقيادته وافراده رغم كل محاولات النيل منه واستهداف قياداته سواء عبر عمليات الاغتيالات التي هدفت اكثر من مرة لإختطاف روح العميد الجبولي، او عبر حملات التشويه والتبلي الإعلامية، ولعل سبب الصمود هو الإيمان بالقضية والنضال، والعمل بروح الفريق الواحد، وتلاحم وتكاتف وتناغم قيادته وضباطه وأفراده، والأنسجام التام، بين القيادة والأفراد، والإلتزام بمسار العمل العسكري وتوجيهات القيادات العسكرية العليا وعدم الخروج او العمل خارج الكيان العسكري المؤسسي.
جدير بنا اليوم ان نوجه تحايا الإباء ورسائل الشكر للواء الرابع مشاه جبلي ولقياداته،لتضحياتهم، والتزامهم بالمسار العسكري والإنضباط كلواء مبني على أسس وطنية غير مناطقية او فردية او قبلية، لواء يضم بين جنبيه ابطال من جميع المحافظات دون تمييز حزبي او سياسي او مناطقي.
وجدير بنا ان نحتفظ بواجب العرفان لكل من عمل بوطنية خالصة، واحترم مهنته وشرفه العسكري واثبت على مدى الأيام وطنيته واخلاصه لوطنه ومدينته تعز التي تستحق قادة مخلصين ومستقبل مشرق.