واشنطن تكشف بالأدلة تورط إيران في هجمات بحر عُمان

المدنية أونلاين ـ صحف :

 تبدو البصمات الإيرانية واضحة وجلية للعيان في هجوم جديد على ناقلتي نفط في بحر عمان إذا تمت مقارنته بالهجمات السابقة التي استهدفت 4 ناقلات نفط قبالة السواحل الإماراتية وثبت تورط الحرس الثوري الإيراني في ذلك.

وتعليقا على الحادثة قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تصريح أمام الصحافيين في واشنطن إنّ "حكومة الولايات المتحدة تعتبر أنّ جمهورية إيران الإسلامية مسؤولة عن هجومي اليوم في بحر عمان".

وبحسب صحيفة "العرب" فقد حمّلت الولايات المتّحدة إيران "مسؤولية" هجومين استهدفا ناقلتي نفط نروجية ويابانية في بحر عمان وأدّيا لاشتعال النيران فيهما وإجلاء طاقميهما، في تطوّر جديد من شأنه أن يزيد التوترات في منطقة تعيش منذ أسابيع على وتيرة التصعيد بين واشنطن وطهران.

وأكد بومبيو أنّ اتهاماته تستند إلى جملة من المعلومات الثابتة جمعتها أجهزة الاستخبارات، إضافة إلى معرفة "الأسلحة التي استخدمت" في الهجومين.

وأبدت بريطانيا تأييدها للاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة حيال الهجمات، حيث قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إنه ليس هناك ما يدعو لعدم تصديق التقييم الأميركي بأن إيران وراء هجوم الناقلتين.

من جانبه، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إن السعودية تتفق مع الولايات المتحدة في أن إيران تقف وراء الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان.

كما وصفت الإمارات الاعتداء على ناقلتي نفط، في خليج عمان، بالتطور المقلق والتصعيد الخطر، مؤكدة ضرورة "تحرك المجتمع الدولي لضمان صون الأمن والاستقرار الإقليمي".

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات أنور محمد قرقاش، "الاعتداء اليوم على ناقلات النفط في خليج عمان واستهداف مطار أبها في المملكة العربية السعودية الشقيقة تطور مقلق وتصعيد خطير ويستدعي تحرك المجتمع الدولي لضمان صون الأمن والاستقرار الإقليمي".

وأضاف في تغريدة عبر حسابه على تويتر "الحكمة ضرورية والمسؤولية جماعية للحيلولة دون المزيد من التوتر".

وتأتي اتهامات بومبيو الموجهة لإيران بالتورط في الهجمات على ناقلتي نفط إحداهما كانت مملوكة لليابان تزامنا مع زيارة لرئيس وزراءها إلى إيران، عقب كشف القيادة المركزية الأميركية عن مقطع فيديو قالت إنه يظهر طاقما من قارب دورية إيراني يزيل لغما لاصقا غير منفجر، من واحدة من ناقلتي النفط اللتين تعرضتا لهجوم قرب مضيق هرمز الخميس.

وقال المتحدث باسم القياد المركزية، بيل أوربان، في بيان: "اقترب قارب دورية (تابع للحرس الثوري الإيراني) من (الناقلة) إم/تي كوكوكا كاريغيس، وتمت مراقبتهم والتسجيل لهم وهم يزيلون لغما لاصقا غير منفجر منها".

وأضاف "ستتخذ الولايات المتحدة وشركاؤها في المنطقة جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن أنفسنا ومصالحنا. هجمات اليوم تشكل تهديدا واضحا لحرية الملاحة الدولية وحرية التجارة".

وإذ اعتبر الوزير الأميركي أنّ هدف إيران من هذه الهجمات هو منع النفط من عبور مضيق هرمز، حذّر من أنّ الأنشطة التي تقوم بها إيران "تمثّل تهديداً واضحاً للأمن والسلم الدوليين، وهجوماً فاضحاً على حرية الملاحة وتصعيداً للتوتّرات من جانب إيران غير مقبول".

وأتى تصريح بومبيو بعيد دقائق من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه من المبكر جداً "حتّى مجرّد التفكير" بإبرام اتفاق مع إيران.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر إنّه يثمّن مهمّة الوساطة التي يقوم بها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي بدأ زيارة إلى طهران الأربعاء، مضيفاً "أشعر شخصياً أنّه من المبكر جداً حتّى مجرّد التفكير بإبرام اتّفاق.. هم ليسوا مستعدّين، ولا نحن أيضاً".

وأعلنت القيادة المركزية في الجيش الأميركي انها أرسلت المدمرّة "يو أس أس أس مايسون" الى موقع الحادث لـ"تقديم المساعدة".

كما عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً مغلقاً الخميس بطلب من الولايات المتّحدة، حيث أطلع السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة بالوكالة جوناثان كوهين المجلس على تقييم واشنطن الذي يحمّل إيران مسؤولية الهجوم على الناقلتين.

واعتبر كوهين أنّ الهجوم الذي جاء بعد شهر على حادثة مشابهة استهدفت أربع ناقلات أمام سواحل الإمارات العربية المتحدة "يعرض التهديد الواضح الذي تشكله إيران على السلام والأمن الدوليين".

فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "تقصّي الحقائق" وتحديد الجهة "المسؤولة" عن الهجوم، مشدّداً على أنّه "إذا كان هناك شيء لا يستطيع العالم تحمّله، فهو اندلاع مواجهة كبيرة في منطقة الخليج".

وأشار خلال جلسة سابقة للمجلس إلى أنّ الأمم المتحدة تتعاون مع جامعة الدول العربية بهذا الشأن.