سياسيون وعسكريون: زيارة نائب الرئيس لصعدة مؤشر يرجح خيار الحسم العسكري للحرب

المدنية أونلاين_بلقيس الإبارة_سبتمبر نت

فيما يبدوا أن الميدان قد اذن باقتراب الحسم وأن فشل جنيف هذه المرة له ما بعده، سيما بعد التحركات الحثيثة التي أجراها نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن على محسن الأحمر، بزيارة عددا من مواقع قوات الجيش الوطني على خطوط المواجهة في جبهات صعده وحجه وسط إجماع على أن هذه الخطوة قد تمهد لدفع عجلة حسم المعركة عسكريا.

 

وأعلن الجيش الوطني في وقت سابق تطويق معقل زعيم المتمردين بجبال مران حيث بات الجيش الوطني على مرمى حجر من وكر زعيم المتمردين الحوثيين ضمن عملية قطع رأس الأفعى والتي أسندت لقوات اللواء الثالث عروبة التابع للجيش الوطني.

 

وشملت زيارة نائب الرئيس إلى الجبهات زيارته مواقع الجيش الوطني في مران والملاحيط وباقم وكتاف بمحافظة صعدة، وميدي وحرض وحيران بمحافظة حجة ومشاركة المقاتلين أفراح وانتصارات الشعب اليمني في مقدمتهم قوات الجيش الوطني بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.

 

دلالات سياسية

ولا تخلو تلك التحركات من دلالات سياسية بحسب ما يؤكد الخبير في شئون النزاعات المسلحة علي الذهب لـ “سبتمبرنت” ووفقا للذهب يمكن قراءة ذلك في ضوء عدة مسائل، فهي تأتي في ظرف تحتفل فيه الجماهير بذكرى ثورة 26 سبتمبر التي باتت ذكراها مرتبطة بالحوثيين الذين استولوا على السلطة عام 2011 بوصفهم امتدادا للحكم الإمامي الذي أسقطته الثورة”.

 

ويشير التوقيت العسكري لتحركات الفريق علي محسن الأحمر، من وجهة نظر البعض، إلى ارتباط ذلك بوضوح بمسار المعارك التي تخوضها قوات الشرعية في مواجهة مليشيات الحوثيين مع تحركات كاسحه وانتصارات لقوات الجيش الوطني في مختلف جبهات صعدة وحجة والبيضاء، وهو ما جعل الجميع يركن إلى شيء من الأمل في أن تفضي الى الحسم لا سيما بعد تعثر الجهود الرامية الى السلام بعد فشل مفاوضات جنيف.

 

وفي السياق ذاته يشير الذهب إلى أن هذه الزيارات لا تنفك كذلك عن ما يحرزه الجيش في جبهات القتال خاصة صعدة، معقل الحوثيين، وفي حجة التي تعد الخزان البشري الأول الداعم لها، لافتا إلى أن الحسم العسكري هو الخيار الأبرز، وأنه الأداة المجربة مع الحوثيين وليس أي وسيلة أخرى، وقد عبر عن ذلك نائب الرئيس نفسه، محددا محاور التقدم نحو صنعاء، وأن المعركة تخضع لعوامل مختلفة فرضت عليها طابعها الراهن.

 

الرهان على القوة

ويوافق المحلل السياسي فؤاد مسعد الذهب الرأي حيث أوضح لـ “سبتمبر نت ” أن تلك الجولة تأتي في ظل انتصارات عسكرية نوعية تتجلى في التقدم الذي تحرزه قوات الجيش الوطني خاصة اللواء الثالث عروبة الذي تمكن في فترة قياسية من التقدم صوب المعقل الأهم لزعيم المليشيات الإنقلابية في جبال مران.

 

وأضاف أن الزيارة تأتي تقديرا لما يحققه الأبطال في الميدان، والتأكيد على أن الرهان أولا وأخيرا هو على ما تحققه القوة على الأرض، لا على مشاورات العبث ومفاوضات العدم مع مليشيات لا تعرف إلا لغة الحرب.

 

ووفقا لمسعد فإنه لا يوجد في سجلات المليشيات الحوثية ما يثبت أنها التزمت بأي اتفاق أو حوار، بل إن حربها الراهنة ضد الشعب والدولة في الأساس للانقضاض على كل ما تحقق من توافق يمني وضد ما خرجت به كافة القوى الوطنية في مؤتمر الحوار الوطني رغم أن المليشيات الحوثية كانت مشاركة وبحجم تمثيل أكبر من حجمها الحقيقي.

 

ومع ما تظهره بعض منظمات الأمم المتحدة من انحياز واضح للميليشيات والتفاف على قرارات مجلس الأمن، يرى المحلل السياسي أن الحسم العسكري هو الحل الوحيد الذي يجب أن تصرف كل الجهود في إطار تحقيقه.

 

من جانبه اعتبر العميد عبد الكريم السدعي الذي تتصدر قواته في لواء العروبة جبهة القتال في مران والملاحيظ إن زيارة نائب رئيس الجمهورية لمواقع الجيش الوطني في قلب معقل زعيم مليشيا الحوثي ومشاركتهم الاحتفالات بالعيد الوطني الـ56 لثورة الـ26 من سبتمبر، هي رسالة واضحة للحوثي أن صعدة لم ولن تكون حوثية وان عودت صعدة الى موقعها الطبيعي في الدولة اليمنية اصبحت مسألة وقت.

 

وقال السدعي ل”سبتمبرنت” ان حرب صعدة تختلف عن غيرها، فقطع رأس الأفعى سيكون فيها وانطلاقا من هذه الاستراتيجية عزز الجيش الوطني وبدعم من الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية من عملية الاسراع في تحرير المحافظة بفتح اكثر من جبهة وتكسير اقدام مليشيا الحوثي فيما يدعيه انه عقر داره ، ولم تستطع تعزيزات وحشود المليشيا الكبيرة من ايقاف تقدمات الجيش الوطني التي تكاد ان تكون يومية وبات حسم معركة صعدة محسوما.