"الانتقالي" والقناعة الخفية

المدنية أونلاين_كتب_عبدالملك الطيب

ليس المجلس الانتقالي الجنوبي وحده الذي يتبنى خيار الاستقلال، وانما هو آخر من أعلن تبني هذا الخيار، وهذا من حقه ولا فرق بين أن يكون أول أو آخر من أعلن، لكن الخطير في أدائه هو أن لدى قياداته قناعة بأن هذا الاستقلال لن يتحقق إلا ببقاء الحوثي في الشمال، معتقدين أن بقاءه في الشمال سيبرر لهم رفض خيار الفدرالية، وبالتالي يستعيدون دولة الجنوب..

 

هذه القناعة تجعلهم يسخرون كل إمكانياتهم السياسية والإعلامية ونشاطهم ووسائلهم في صالح بقاء الحوثيين بطريقة غير مباشرة لكنها واضحة ومفهومة لكل من عنده أبسط قدر من فهم الخطاب والسلوك السياسي، حيث يعملون بكل قوتهم لصالح التسوية السياسية التي لا تستند إلى أي من المرجعيات الثلاث التي يتمسك بها الرئيس والسعودية.

 

سيطول الحديث عن آثار بقاء الحوثي كقوة طائفية مسلحة موالية لإيران، وسيكثر الكلام إذا تكلمنا على مخاطر بقائه على الجنوب الشمال والمملكة العربية السعودية، ومن حولها كل المحيط الخليجي والعربي..

 

منذ سنوات والجميع يتحدث عن تفاصيل هذه المخاطر، ولهذا أكتفي هنا بالإشارة إلى ذلك الوهم المعشعش في أذهان قيادات الانتقالي الحريصين على بقاء الحوثي، على أمل أن يعملوا على تخليص أنفسهم من فخ هذه القناعات، أيا كان الطرف الذي أقنعهم بها، ويدركوا جيدا أن وعود الحكم للجنوب ستتبخر فور حصول التسوية التي ينشدونها مع الحوثي، وحينها سيجدون أنفسهم ضحية خدعة أقنعتهم على السير في خيار لم يحصلوا فيه على أي ضمانات، وأنهم شاركوا في التسبب بالكارثة الأبدية على الوطن، ولم يكونوا أكثر من أداة لمشروع حقق لأصحابه مكاسب لا تحد مقابل وعود وهمية وفتات من المال قد أكلوه، وشاركوا ضد الجنوب بالجناية الأكبر في تاريخه، والكارثة الأسوأ على الإطلاق، بل والشمال أيضا والخليج والمنطقة العربية التي ستظل تتنقل من أزمة إلى أزمة ولا يمكن أن تستقر أبدا حتى الوصول إلى الهاوية المرسومة من قبل أصحاب هذا المشروع الخبيث!!