رئيس محكمة إستئناف عدن: نحن أكثر فساداً من دول العالم ولكننا نختلف عن تلك الدول في أن الفساد لدينا مقنن ومشرعن ومحم ولا يطاله القانون

المدنية/ خاص:

قال القاضي فهيم عبدالله الحضرمي رئيس محكمة الاستئناف في عدن ، انا على يقين ان الكل يؤمن بوجود الفساد في بلادنا من شماله لجنوبه ومن شرقه إلى غربه حتى الدولة صرحت بوجود الفساد والدليل إنشاء هيئة لمكافحة الفساد إضافة إلى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.

 

وأضاف في منشور له نشره على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) "نعم لدينا فساد ككثير من دول العالم ولكننا نختلف عن تلك الدول في أن الفساد لدينا مقنن ومشرعن ومحم ولا يطاله القانون .. والفاسدون لدينا لا يحتاجون للتخفي ولا للدفاع عن أنفسهم أو نفي تهم الفساد عنه.


وقال " لذلك نحن وبلا فخر أكثر دولة في العالم فساداً .. وذكر تقرير منظمة الشفافية الدولية أن اليمن تحتل المرتبة 167 بين 177 دولة شملها تقرير المنظمة حول مؤشر مدركات الفساد في القطاع العام، بينما كان تقرير سابق للمنظمة صدر في يوليو الماضي قد صنف اليمن على أنها ثالث دولة من حيث تفشي الرشوة بين 107 دول على مستوى العالم وللأسف هذا الفساد قد تسبب بأضرار بشرية وأضرار مادية وأضرار نفسية وأضرار انسانية وسرقة المال العام وسرقة اموال البشر وانتهاك لحقوق الانسان وكرامته وحريته....إلى مالا نهاية ولن تكفيني ساعات وصفحات للتحدث عن الفساد.


وأشار إلى أنه في بلادنا صار الفساد أمراً طبيعياً يمرّ مرور الكرام في صفحات تقارير أخذت الوقت والجهد الكبير لإعدادها وكتابتها يجعل أمثالنا لا يتعاطفون مع هذا التقرير، وأرى أنه لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، ولا ثمن الورق الذي دون عليه.

 

وتابع : (( أخيرا تخرج في كل عام مئات الفضائح المكشوفة التي تخفي وراءها مئات أخرى لم يعلَن عنها أو لم يستطع الآخرون كشفها لأنها مناطق محرمة عليهم ومحرمٌ على أي مواطنٍ الخوض فيها ودخول محيطها، فصار الفساد مدعاة أخرى لانعدام الأمان لما يتبعه من سرقة لأموال المواطن وخير البلاد في وضح النهار وبمباركة رسمية في ظل سياسة الإفلات من العقاب التي عرفناها منذ أن فهمنا معنى الفساد بعد أن انقشع الضباب عن أعيننا لإصرارنا على الرؤية من غير حجاب.

 

أشار إلى ان الوزراء الذين يباركون كل هذه السرقات ويوقعون الأوراق مازالوا على مقاعدهم، والمدراء الذين سرقوا مازالوا محميين، والموظفون الذين نفذوا يتمتعون حتى اليوم بالمكافأات والهبات، بينما المواطن الشريف يبحث عن عمل يليق بشهاداته وشرفه وإخلاصه فلا يجد.

 

وأكد أنه من الطبيعي إذا كان هناك فساد فأنه يجب ان يكون هناك مفسدين وهم من اوصلنا إلى مرحلة الفساد ..إذا من هؤلاء المفسدون وهل من أحد ان يسميهم لنا بأسمائهم )) .