(صور) لفظائع ارتكبها مهاجمو «العرضي» تصدم الرأي العام اليمني

المدنية أونلاين/ شادي ياسين

عندما تقدم رجل يرتدي زياً عسكرياً باتجاه زهاء 13 شخصاً بمستشفى العرضي داخل مبنى وزارة الدفاع اليمنية، ارتفعت أصوات الاستغاثة، وبعدها بثوانِ صارت الأرضية مليئة بالجثث.

 

هذا أحد المشاهد المروعة التي عرضها التلفزيون الحكومي، مساء أمس الأربعاء، لحادثة هجوم وزارة الدفاع، أثناء إلقاء مسلح يرتدي زياً عسكرياً قنبلة وسط مدنيين مذعورين اختبأوا في أحد أروقة المستشفى.

 

وقتل نحو 56 شخصاً وأصيب أكثر من 200 بينهم أطباء وممرضون يمنيون وأجانب ومرضى وجنود صباح الخميس الماضي.

 

واقتحم مسلحون البوابة الغربية لمجمع وزارة الدفاع وتمكنوا من إدخال سيارة مفخخة يقودها انتحاري، انفجرت بالقرب من مستشفى «العرضي».

 

ويعمل أجانب في المستشفى الذي يوصف بأنه واحد من أحدث المستشفيات، لكنه خاص لكبار المسؤولين.

 

وقال التقرير الأولي الذي أعدته قيادة الجيش بشأن الهجوم ان عدد المهاجمين 12 مسلحاً غالبيتهم سعوديون، بينما استمرت الاشتباكات داخل المجمع حتى الساعة الرابعة والنصف صباح اليوم التالي للهجوم (الجمعة).

 

بدا رجال مسلحون يتحركون ببطء يطلقون النار على كل من وجدوه أمامهم، وأحدهم قتل ممرضة بدم بارد أثناء قيامها بتغطية جثة امرأة يعتقد أنها زوجة عضو المحكمة العليا القاضي عبدالجليل نعمان الذي قتل أيضاً بدم بارد في الحادثة نفسها.

 

وبث التلفزيون الحكومي مساء أمس، خلال برنامج خصص لمناقشة تداعيات الحادثة، مشاهد وثقتها كاميرات مراقبة داخل وخارج أروقة مستشفى العرضي المتاخم للبوابة الغربية التي اقتحمها المسلحون، وأظهر مشهد مسلحا ملثما طويل القامة يقتل ممرضة مذعورة كانت تفر دون وجهة محددة، وأظهرت الكاميرا لحظة اختراق الرصاص رأسها وسقوطها مضرجة بالدماء، وانتقل المسلح إلى الجانب الآخر ليُطلق أيضاً رصاصات من بندقيته صوب ممرضة مذعورة أخرى كانت تحاول الاختباء.

 

ويعد الهجوم الذي استهدف وزارة الدفاع الأكثر دموية، وتظهر المشاهد عمليات قتل ميدانية، أقدم عليها المسلحين، لكل من وجدوه أمامهم.

 

وتجول المسلحون في أروقة المستشفى وجوانبه دون إظهار أي مشاعر خوف، ودخلوا بحثاً عن أي شخص لقتله.

 

وخدعت أكثر من مرة الأزياء العسكرية التي ارتداها المسلحون المواطنين المذعورين في المستشفى وسهلت عمليات القتل، خلال فرارهم طلبا للنجدة.

 

وقال الخبير في شؤون تنظيم القاعدة سعيد الجمحي إن القاعدة ربما لم تكن وحدها من نفذ الهجوم على وزارة الدفاع، وأظهرت إرباكاً في العملية لهذا قتلت «كل ما هو متحرك». وأضاف «وصف "الإرهابيون" صار مدحاً لهؤلاء القتلة».

 

وقال الجمحي إن هناك أعداء كثر يتخفون بـ«الإرهاب» غير القاعدة، لافتاً إلى أن توقف تنظيم القاعدة عن إصدار بيان يتبنى العملية دليل على «حجم الإرباك»، خاصة أنه يسعدها تبني أي عملية تستهدف مواقع الجيش والأمن. وتابع «القاعدة تسارع أحياناً لتبني عمليات قتل قد تصب لصالحها».

 

ونجحت اليمن في تحرير مناطق وبلدات في محافظة أبين من قبضة تنظيم القاعدة المتطرف عام 2012، لكنها تتعرض لهجمات منسقة تستهدف مواقع حكومية، وضباطا في الجيش والأمن والاستخبارات، تقول الحكومة إن منفذيها من عناصر تنظيم القاعدة.

 

وقتل في حادثة الهجوم على وزارة الدفاع أحد أقارب الرئيس عبدربه منصور هادي يدعى منصور الخضر محمد منصور، كان يزور أحد اقاربه المرضى في المستشفى.

 

وندد المجتمع الدولي بالحادثة، واستقبل الرئيس اليمني برقيات تضامن وتنديد من دول غربية وعربية، تؤكد على دعمها لإنجاح المرحلة الانتقالية.

 

وبث التلفزيون الحكومي أمس الأربعاء صور المهاجمين وقال إنهم تسعة، بخلاف تقرير رئيس هيئة الأركان الذي قال إنهم 12 مسلحاً، كما نشر التلفزيون أسماء وكنى المهاجمين التسعة وهم:

1. أسيد الصنعاني 2. أبو العز المهاجر 3. يثار القحطاني 4. أبو البراء الشروري 5. ذباح الطائفي 6. ربيع المهاجر 7. سيف 8. عثمان المكي 9. أبو وائل المهاجر.