هادي والفرصة الأخيرة..من وحي مجزرة العرضي

كتب:عبدالسلام محمد

استهداف المؤسسة العسكرية ليس جديدا سبقه استهداف وزارتي الدفاع والداخلية ومبنى الأمن القومي وقيادة المنطقة العسكرية الشرقية ، وهو فصل من فصول مسرحية طويلة تنتهي بذهاب النظام الحالي الذي جاءت به ثورة فبراير 2011م.
كل فصل خطته مستقلة وسواء نجحت الخطة أم فشلت إلا أنها ستؤدي لحالة واحدة هو الانقلاب على الرئيس هادي ومنع بناء الدولة من خلال افشال انتقال السلطة سلميا وايقاف التحول السياسي والديمقراطي في اليمن.
ليس بالضرورة أن تكون جماعة عنف معينة هي من تقف وراء هذا الحادث تنفيذا أو تخطيطا، الأهم أن هناك غرفة عمليات هي من تدير وتستفيد من تحركات جماعات العنف في البلاد، وهي التي تمتلك المعلومة الاستخباراتية وتقدم الدعم اللوجستي المجاني بشكل مباشر أو غير مباشر ، وهذه الغرفة مستفيدة في إدارة عملياتها من نفوذها في المؤسسة العسكرية والمدنية للدولة.
وبشكل أكثر صراحة ، حتى لو كان للحوثيين أو القاعدة يد في هذه الأحداث إلا أن النظام السابق هو المتهم الأول باعاقة وعرقلة الانتقال السياسي والديمقراطي في البلاد، وهو لم يعد خفيا ، فقد صرح به تقرير مجلس الأمن الأخير.
الرئيس هادي بتواجده في مسرح الجريمة والاشتباكات لا زالت قائمة هو تعبير شجاع ومسئول من قائد حريص على انجاح التحول السياسي والديمقراطي بشكل سلمي، عبر عنه من خلال تركه فرصة كبيرة أمام هؤلاء للمشاركة الايجابية في هذا التحول من خلال مؤتمر الحوار الوطني رغم افشاله أكثر من مخطط لاسقاط الدولة والانقلاب عليه.
مع ذهابنا إلى نهاية الحوار الوطني لم تعد هناك فرصة لأحد الانتظار حتى افشاله منعا لقيام الدولة ، ومن هنا أكرر ما كتبته بالأمس، فإن اسقاط ما تبقى من هيبة الدولة الآن لن يؤدي هذه المرة لاسقاط نظام ورئيس بل سيؤدي إلى اسقاط اليمن. 
على الرئيس هادي أن يعرف أن هذه اللحظات الحاسمة لتعزيز قبضة الدولة واعادة هيبتها ، وإلا فإن مثل هذه العمليات هو تفتيت للمؤسسة العسكرية وارهاق للمنظومة السياسية للبلد، وبعدها بالتأكيد يسهل اسقاط الدولة نهائيا ، وسيطرة كل جماعة من جماعات العنف على جزء من البلاد، وذهاب اليمن لحرب أهلية ودائرة عنف لا تنتهي.