السلطان "القعيطي" يهاجم الفيدرالية والكونفدرالية ويصفهما بمشروع هزيل وفاشل يهدف لطمس الهوية
أعتبر السلطان غالب بن عوض القعيطي بمناسبة ذكرى "30 نوفمبر" الذي يعد معلما من المعالم التاريخية الهامة في مسيرة تاريخنا الطويل المجيد وتجارب أمتنا المتعددة .. وقال السلطان "القعيعطي" : وأعتقد انه سوف يشاطرني الكثير منكم في وصف هذا اليوم بأنه يوم فرح لنا بسبب انتقالنا إلى وضع سياسي آخر كنا نتطلع منه الخير, كما أنه يوم حزن كبير أيضا من جانب آخر لأنه يذكرنا بغاية المرارة بكل ما حدث لآمالنا وأمانينا حيث خذلنا المستعمر من أجل أبسط مصالحه أو من منطلق روح الانتقام وحرمنا التعبير عن موقفنا السياسي من خلال استفتاء عام تحت إشراف دولي, بناء على القرار الذي لم ينفذ إلى الآن, ويعد حقا طبيعيا من حقوق أبناء منطقتنا وفقا لجميع المواثيق والدساتير المدونة الخاصة بالمنظمات الإنسانية والسياسية العالمية المعتبرة والتقاليد والأعراف السلوكية المتبناة. جاء ذلك في بيان هام للسلطان غالب بن عوض القيعطي فيما يلي نصه :
يا أبناء شعبنا الكريم الوفي المظلوم في كل مكان, أخاطبكم هذه المرة بمناسبة ذكرى "30 نوفمبر" الذي يعد معلما من المعالم التاريخية الهامة في مسيرة تاريخنا الطويل المجيد وتجارب أمتنا المتعددة على مداها. وأعتقد انه سوف يشاطرني الكثير منكم في وصف هذا اليوم بأنه يوم فرح لنا بسبب انتقالنا إلى وضع سياسي آخر كنا نتطلع منه الخير, كما أنه يوم حزن كبير أيضا من جانب آخر لأنه يذكرنا بغاية المرارة بكل ما حدث لآمالنا وأمانينا حيث خذلنا المستعمر من أجل أبسط مصالحه أو من منطلق روح الانتقام وحرمنا التعبير عن موقفنا السياسي من خلال استفتاء عام تحت إشراف دولي, بناء على القرار الذي لم ينفذ إلى الآن, ويعد حقا طبيعيا من حقوق أبناء منطقتنا وفقا لجميع المواثيق والدساتير المدونة الخاصة بالمنظمات الإنسانية والسياسية العالمية المعتبرة والتقاليد والأعراف السلوكية المتبناة.
وبمناسبة هذا اليوم، يهمنا أيضاً وبكل احترام لفت انتباه هذه المؤسسات وعلى رأسها هيئة الأمم بالعودة إلى سجلاتها للإطلاع على قرارتها بشأن منطقتنا المستقلة التي لم تكن جزء من اليمن, هذا وإننا إذ نناشد هذه الكيانات الدولية بإعادة النظر إلى الواقع والاعتراف بالمستجدات وحقيقة الأمر وعلى أن لا تهمش مطالب شعب المنطقة المشروعة الخاصة بها.
ويهمنا أيضا عبر هذه الكلمات التي نناشد بها الجميع والوقوف مع رغبات شعبنا الذي عبر بصموده المستمر واعتصاماته ومسيراته المليونية في وجه جميع الضغوط والإغراءات, و ليس من الحكمة السياسة أن تشجع الممارسات ضده في منطقة ذات أهمية حيوية عالمية التي يجب أن تمتع بأمن واستقرار, فالسياسة التي تمارس اليوم لا تؤمن إلا في المصالح وإن كانت فورية أو مؤقتة مثلما شاهدنا في أمر استقلالنا من الحكم والنفوذ البريطاني, فعندما أتى الوقت تنكرت بريطانيا من التزاماتها السياسية والأدبية تجاه المنطقة وخالفت تقيدها بمقررات هيئة الأمم وسلمت الحكم لطرف سياسي واحد قبل التعاون مع رغباتها وأهدافها وانسحبت دون أدنى تردد أو تأنيب ضمير أو ندم حول ما قد يعاني منه شعب المنطقة الذي كان في ذمتها.
أما عن تسمية المنطقة بـ ( الجنوب العربي) فهو مسمى بني على واقع جغرافي, وهو مصطلح حديث اخترعته بريطانيا في الخمسينات من القرن الماضي الميلادي لخدمة أهدافها, فليس هنا أدنى شك في هوية حضرموت التاريخية التي لم تكن محدودة للوادي فقط بل هي منطقة شاسعة مترامية الأطراف وتعد ضمن أكبر المساحات التاريخية في شبه الجزيرة العربية, وهذا الأمر معترف به ليس في الكتب السماوية بحالها إنما يؤكده لنا التاريخ ونتائج التنقيب من قبل خبراء الآثار وبالاختصار لم تكن سواحل الجزيرة العربية من شرقها إلى غربها جزء من اليمن وذلك حتى خلال الفترة الوجيزة للاحتلال الزيدي للمنطقة الذي لم يدم طويلا, فكانت حضرموت قد احتفظت بتسميتها وإنفرادها في جميع المجالات, في المذهب والتقاليد والأعراف, وذلك مع الاعتراف أن مجتمعنا لا زال قبلياً في غالبيته ولكل جزء منه رغبات وحاجات لأبنائه وفقاً للتقاليد والأعراف التليدة والاعتراف بها قد ساعد كما سيساعد في الوئام ولم الشمل دون المساس بحق الغير المشروعة فلتكن مطمئنة تلك الأطراف التي لديها أدنى شك في هذا المجال فجميع حقوقها ستكون مضمونة ومحفوظة لها تمشيا مع التقليد التاريخية المعمول بها سايقا.
وهنا يجب على شعبنا الوفي أن يدرك ويعلم جيداً مخاطر التشطير وتمزيق الصفوف بعد تقديم تضحيات ليس لها مثيل فعليه أن نعرف أن أكبر عدو خفي لنا هي المصالح الفردية أو الحزبية الأنانية وتقديمها على مصالح شعبنا الكبيرة.
إن ثوابت شعبنا المبنية على الحق والمنطق والأصول المذهبية والتاريخية والجغرافية والاجتماعية واضحة وإن حاول البعض تهميشها لمصالح غير منطقية وقصيرة الأمل وخالية تماماً من بعد النظر. ومن أجل أن لا تذهب دماء الشهداء و هذه التضحيات سدى. علينا أن نؤكد للعالم بأننا شعب مسئول يعلم مسؤولياته والالتزامات المترتبة عليها, وبأننا جزء أساسي وتاريخي وواقعي هام لا يتجزأ من هذا النسيج الإقليمي الذي هو شبه الجزيرة العربية وشركاء مع أبناءه في خيره كما في تحمل كل سلبية قد تعاني منها المنطقة وستجدنا الأحداث في أول صف من المضحين بكل ما لدينا عند أول ظاهرة وفقاً لعاداتنا منذ الأزمنة الغابرة.
و كما يقال أن بعض الجيران لم يكونوا مرتاحين إلى الآن من بعض تجاربهم في الماضي بسبب عدد من الممارسات السياسية من قبل حكومة منطقتنا خلال فترة من الزمن الذي ولى. فإذا أتفقنا في الرأي أن هدفنا وأملنا الأكبر هو الانتماء إلى هذا النسيج الذي يعمه حالياً الخير والرخاء والازدهار في جميع أشكاله فعلينا جميعاً مسئولية إقناعهم بأننا نريد حقيقة الالتحاق بهم والمشاركة في هذه الأدوار.
إذاً, فلإقناع الجيران والعالم بنوايانا, علينا بترك الأنانية والتصرفات الفوضوية في شكل تبني شعارات ضارة وجمل رآيات غير مقبولة, وأن نميط كل ما يضر بقضيتنا ويصغرنا في أنظار العالم . فعلينا أن نستخدم عبارات ومصطلحات تليق بقضيتنا ونهيب بشعبنا أن لا يقزموا قضيتهم أمام العالم باستخدام مصطلحات لا ترقى بقضيتهم والتي ينبغي أن تقدم للعالم بأنها هبة شعب عظيم تحولت إلى ثورة ملتهبة بعصيان مدني شامل عندما رفض العالم الاعتراف بحقه المشروع في تقرير مصيره فكيف تكون حراكا وهي بهذا الحجم الذي لم نألو جهدا لإقناع دول العالم بعدالتها, وإننا نناشد المثقفين والشباب العاملين المخلصين أن ينتبهوا لهذه المصطلحات غير المدروسة والتي لا تليق بقضيتنا فالعالم لن يتعامل معنا إلا في حدود هذا المسمى.
وأما مشروع تحويل المنطقة إلى كيان "فيدرالي أو كونفدر" فهي أكبر مهزلة في وجه الشعب وفي نفس الحين أكبر دليل على قلة معرفة أصحاب هذا المشروع بواقع المنطقة حيث منحها خالقها "فدرالية" أو "الكونفدرالية" طبيعية فكل قبيلة تعد نفسها دويلة أو على الأقل حزباً. فمشروع الفيدرالية اليوم بجميع صورها لا تعد سوى محاولة في تهدئة نعرة شعب هذه المنطقة المطالب بحقه الإنساني المشروع والتعبير عن رأيه وقراره عن مستقبله السياسي عبر الوسائل المعترف بها, وهذا مشروع فاشل بإذن الله وهدفها طمس الهوية الحضرمية متجاهلين تماماً بأن حضرموت تعد المملكة الوحيدة من الممالك القديمة التي حافظت على أسمها منذ تلك الأزمنة الغابرة فليتق الله الذين يحاولون ترويج أفكار أو مشاريع مثل هذه على حساب تاريخ ومصالح أبناء المنطقة الواضحة لتحقيق أغراضهم الشخصية متجاهلين تماماً بضمائرهم بأنهم يتعاملون مع مصالح شعب بكامله!
ومع ذلك فإني أعتذر عن هذه الإطالة, إلا أنه يهمني أن أؤكد للجميع وللجيران حكومات وشعوب بأننا جميعاً ننتسب إليكم, في السراء والضراء ولم تكن هناك حدود بيننا منذ فجر التاريخ سواء في الآونة الأخيرة مع بروز نفوذ الاستعمار في أجزاء من وطننا وإننا إذ نتطلع أن يأخذ أخوتنا المذكورون ذلك في اعتبارهم . ولن يكون الأخ إلا مع أخيه وفقاً لتعاليم ديننا الحنيف وتقاليد مجتمعنا التليدة , وأنتم قادرون على نصرنا وإنقاذنا بعد تحملنا للمشاكل في بجميع أشكالها كما شاهدتم ومازلتم تشاهدون.
ويهمني أن أختم هذه الرسالة مع الدعاء لشهدائنا وأسرانا وجرحانا وأسرهم مقدرين لهم جميع تضحياتهم الخالدة التي لن تنساها الأجيال القادمة بإذن الله ومشيئته ونسأل الله أن يجمع شملنا وأن يوحد صفنا وأن يهدينا دوماً لكل ما فيه الخير والصواب و"نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين".
الفقير إلى عفو ربه
السلطان غالب بن عوض القعيطي