
ارتكبتها خلال الشهرين الماضيين..
توثيق 312 انتهاكاً حوثياً في 9 محافظات
أعلنت منظمة "صحفيات بلا قيود"، توثيق 312 انتهاكاً ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من النظام الإيراني، في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين.
وقالت المنظمة، في بيان، إن مليشيا الحوثي تواصل منذ عدة أشهر تصعيد انتهاكاتها الجسيمة والممنهجة بحق المدنيين في مناطق واسعة تحت سيطرتها، مستهدفة مئات المدنيين بشكل متصاعد وخطير، في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأوضحت المنظمة في بيان موسع أن فرقها الميدانية رصدت ووثقت خلال شهري يوليو وأغسطس 2025 نحو 312 انتهاكاً جسيماً ارتكبتها المليشيا في مناطق خاضعة لسيطرتها، في تسع محافظات هي: صنعاء، إب، تعز، البيضاء، الحديدة، ريمة، ذمار، عمران، والجوف.
وأضافت المنظمة أن الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا تجسدت في أنماط متعددة من الممارسات الممنهجة والمنظمة، شملت انتهاكات فردية مثل الاختطاف والإخفاء القسري، التعذيب الممنهج للمحتجزين، والقتل خارج نطاق القانون، إلى جانب المداهمات غير القانونية ونهب الممتلكات. كما شملت الانتهاكات الجماعية فرض الحصار وتجويع الأحياء والمدن، تدمير المنازل والمزارع، إحراق السيارات والممتلكات، والتهجير القسري، إضافة إلى الترويع المتعمد للسكان المدنيين وبث الرعب بينهم.
وتوزعت الانتهاكات الفردية بين 7 جرائم قتل، و9 حالات إصابة، 165 حالة اختطاف وإخفاء قسري معظمها في محافظة إب، و9 حالات تعذيب وسوء معاملة لمختطفين، وفق البيان. كما وثقت المنظمة 31 حالة مداهمة منازل رافقها ترويع للسكان المدنيين، و13واقعة نهب استهدفت ممتلكات مدنيين.
وعلى مستوى الانتهاكات الجماعية، رصدت المنظمة تهجير نحو 62 أسرة قسراً من مساكنها في مديرية ماوية بمحافظة تعز، ومديرية قفلة عذر بمحافظة عمران، و12 واقعة تدمير طالت منازل ومزارع، إلى جانب إحراق سيارات وممتلكات مدنية في قفلة عذر بمحافظة عمران.
كما وثقت هجوم واسع و فرض حصار على (4) قرى وأحياء سكنية، بما في ذلك حرمان السكان من الغذاء والدواء وعرقلة حياتهم اليومية، وشملت الأحياء والقرى: الحفرة، وفاقش، الخربة في رداع بالبيضاء، وقرية المعذب بمحافظة ريمة.
وأكدت المنظمة أن هذه الانتهاكات والممارسات تمثل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وترقى في طبيعتها إلى جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية، إذ تنطوي على هجمات واسعة ومنهجية ضد السكان المدنيين، في إطار حملة قمع ممنهجة، مستهدفة المدنيين بشكل متعمد ومنتهكة حقوقهم الأساسية وحياتهم وممتلكاتهم، بما يتوافق مع تعريف "الهجوم الواسع أو المنهجي ضد السكان المدنيين" وفق القانون الدولي.
وأعربت المنظمة عن بالغ قلقها إزاء هذا التصعيد المتواصل والانتهاكات الممنهجة والخطيرة، التي عمقت وعززت طبيعة مناطق سيطرة المليشيا كساحات متسلسلة للقمع والانتهاك، في ظل غياب كامل لأي آليات للمساءلة أو المحاسبة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتهديد استقرار المجتمع المدني ونشر الخوف وبث الرعب بين السكان وانتشار الانتهاكات دون رادع.
وحذرت "صحفيات بلاقيود" من أن الصمت الدولي وعدم اتخاذ مواقف واضحة وحازمة تجاه هذه الجرائم والانتهاكات أسهم في اتساع نطاقها وانتشارها بشكل غير مسبوق، مما عرض مئات المدنيين لمخاطر جسيمة في ظل غياب أي مساءلة أو رادع دولي فعال، داعية المجتمع الدولي والآليات الأممية المعنية بحقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية الكاملة في التصدي لهذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها وضمان حماية المدنيين واحترام حقوقهم الأساسية وفقاً للقانون الدولي.