السعودية تحذر إيران: إما التوصل إلى اتفاق نووي مع ترامب أو المخاطرة بضربة إسرائيلية

المدنية أونلاين/متابعات:

قالت وكالة "رويترز" للأنباء، الجمعة، إن وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، نقل خلال زيارته إلى طهران في منتصف أبريل الماضي، رسالة صريحة للمسؤولين الإيرانيين، مفادها أن عليهم قبول عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاوض بجدية بشأن اتفاق نووي، باعتباره السبيل الوحيد لتجنّب خطر الحرب مع إسرائيل.

ووفقًا لمصدرين خليجيين مقربين من دوائر صنع القرار، ومسؤولين إيرانيين، فإن العاهل السعودي أوفد ابنه الأمير خالد لتحذير المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي.

وذكرت المصادر أن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، ورئيس أركان القوات المسلحة، محمد باقري، ووزير الخارجية، عباس عراقجي، حضروا الاجتماع المغلق الذي عُقد يوم 17 أبريل/نيسان في المجمع الرئاسي بطهران.

ورغم أن وسائل الإعلام غطّت زيارة الأمير خالد (37 عامًا) لطهران، إلا أن مضمون رسالة الملك سلمان السرية لم يُعلَن عنها سابقًا، بحسب "رويترز".

وأفادت المصادر الأربعة بأن الأمير خالد، الذي شغل سابقًا منصب سفير السعودية لدى واشنطن خلال ولاية ترامب الأولى، حذّر المسؤولين الإيرانيين من أن صبر الرئيس الأمريكي لا يدوم طويلًا في ظل المفاوضات المطوّلة.

وقالت المصادر إن الأمير خالد أبلغ مجموعة من كبار المسؤولين الإيرانيين بأن فريق ترامب يريد التوصل بسرعة إلى اتفاق، وأن نافذة الدبلوماسية ستُغلق قريبًا.

وذكر المصدران الخليجيان أن وزير الدفاع السعودي قال إن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة أفضل من مواجهة احتمال التعرض لهجوم إسرائيلي إذا انهارت المحادثات.

وأكد المصدران، إلى جانب دبلوماسي أجنبي رفيع المستوى مطّلع على المناقشات، أن الأمير خالد شدد على أن المنطقة التي تمزقها الصراعات، خاصة في غزة ولبنان، لا تحتمل تصعيدًا آخر في التوتر.

وجاءت زيارة الأمير خالد، الشقيق الأصغر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى طهران الشهر الماضي، كأول زيارة لمسؤول سعودي رفيع إلى إيران منذ أكثر من عقدين. ورافقه خلالها سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، ما يشير إلى احتمال طرح ملف اليمن ضمن النقاشات.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أجرت إيران والولايات المتحدة مفاوضات مباشرة متتالية في مسقط وروما، بهدف التوصل إلى اتفاق نووي جديد. وجاء ذلك وسط تقارير متكررة عن استمرار إسرائيل في التحضير لضربات جوية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية.

وفي يوم الأربعاء، رد ترامب على سؤال لأحد الصحفيين بشأن تحذير الاحتلال الإسرائيلي من اتخاذ أي خطوات قد تعرقل المحادثات مع إيران، قائلًا: "أود أن أكون صريحًا... نعم، فعلت".

وقال ترامب في مؤتمر عُقد في المكتب البيضاوي: "ما قلته لإسرائيل ليس تحذيرًا، بل قلت إنني لا أعتقد أنه مناسب الآن. نحن نجري مناقشات جيدة جدًا، وقلت: لا أعتقد أنه الوقت المناسب، لأنه إذا استطعنا التوصل إلى اتفاق قوي جدًا، مع عمليات تفتيش وضمانات ضد انعدام الثقة، فسيكون ذلك الأفضل".