تحذيرات دولية من تفشٍّ وبائي واسع في مناطق سيطرة الحوثيين

المدنية أونلاين/

أطلقت منظمات صحية يمنية ودولية تحذيرات عاجلة من تفاقم الوضع الصحي في عدد من المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، في ظل استمرار تفشي الأوبئة، وتعطيل حملات التحصين، وتدهور المرافق الصحية نتيجة الفساد والإهمال والتصعيد العسكري. 

وأكدت تقارير أممية تسجيل آلاف الإصابات بالكوليرا وسوء التغذية والإسهالات المائية الحادة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، وسط تحذيرات من كارثة صحية محتملة قد تطال ملايين اليمنيين، خاصة في المناطق الريفية والمكتظة بالنازحين. 

وأعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل أكثر من 11,500 إصابة جديدة بالكوليرا، و9 وفيات مرتبطة بالمرض في الربع الأول من العام، فيما رُصدت 1,278 حالة جديدة في آخر 28 يومًا من فترة الرصد. 

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار تدهور البنية التحتية للرعاية الصحية بسبب الصراع المستمر، وتعطيل برامج التطعيم، وخروج عدد من المرافق الطبية عن الخدمة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي. 

وأفادت منظمات محلية ودولية بتلقيها بلاغات متزايدة عن ظهور حالات إصابة ووفيات جديدة بأمراض وأوبئة مختلفة، وسط عجز عن التصدي لها. 

منظمة «أطباء بلا حدود» حذرت من تفشي سوء التغذية بشكل متسارع، معتبرة أن الأزمة الصحية الحالية "أزمة داخل الأزمة"، مشيرة إلى أن هشاشة السكان في اليمن تتزايد في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني، وتوقعت أن يشهد العام الحالي مزيدًا من تفشي الأمراض. 

كما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن نقص المياه النظيفة والصرف الصحي يؤدي إلى ارتفاع معدل انتشار الأمراض، ويُعرض حياة الملايين للخطر، لا سيما في ظل أزمة مزمنة في المياه تعاني منها البلاد. وذكر أن أمراضًا مثل الكوليرا وسوء التغذية والإسهالات المائية الحادة تنتشر بشكل واسع نتيجة هذا النقص الحاد في الموارد الأساسية. 

كانت منظمة الصحة العالمية قد رصدت خلال العام الماضي نحو 28 ألف حالة إصابة بمرض الحصبة وأكثر من 200 وفاة مرتبطة به، إلى جانب 210 آلاف إصابة بالملاريا و18 وفاة. كما سجلت المنظمة أكثر من 1500 إصابة بالدفتيريا منذ عام 2017، وأكثر من 200 حالة وفاة، إضافة إلى عودة ظهور فيروس شلل الأطفال في عام 2021 بإصابة 272 طفلًا بالفيروس المتحور. 

ويرى مراقبون أن استمرار النزاع، والانقسام السياسي، وغياب التنسيق مع الجهات الصحية الدولية، كلها عوامل تساهم في انهيار المنظومة الصحية في اليمن، وتُفاقم من انتشار الأوبئة، في بلد يصنّف ضمن أكثر الدول معاناة من الأزمات الإنسانية والصحية في العالم.