تقرير يرصد نتائج الحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة غرب لحج ( 2 )

-موقع الصبيحة مثأر أطماع وصراعات لعديد من القوى

المدنية أونلاين/ماهر الشعبي/خاص:

يعد موقع الصبيحة مثأر أطماع وصراعات للعديد من القوى محليًا ودوليًا، منطقة حيوية جيوإستراتيجة مهمة. شريط ساحلي تطل الصبيحة عبره على البحرين العربي والاحمر وعلى عصب وشريان الملاحة الدولية باب المندب، وهي تعد بمثابة خط الربط جنوبا بين آسيا وأفريقيا.

وتتموضع الصبيحة اليوم على جغرافيا خطوط النار، وتقدم التضحيات الجسام، على جبهات القتال الأولى من كرش إلى جبال طور الباحة والمضاربة والوازعية، وأعالي جبال كهبوب، مشكلة طوقا أمنياً وخط الدفاع الأول على مدن ومحافظات الجنوب وعاصمته، باذلة بذلك كل ما تملك من نَفّس ونفيسّ، في التصدي لهذا المشروع السلالي الكهنوتي البغيض، الذي يُشكل خطراً على محافظات الجنوب المحررة.

وعلى امتداد تلك المناطق النائية الشاسعة مترامية الأطراف، تُشكل الصبيحة ثلثي مساحة محافظة لحج أو تزيد، بين سهول وجبال وصحار، وعلى ساحل هو الأفضل جغرافياً يزيد طوله على اكثر من 160 - 180 كيلو متر من رأس عمران الى باب المندب.

ورغم موقعها الإستراتيجي الفريد، وما حباها الله به من طبيعة وأرض خصبة، وما تمتلكه من مقومات وثروات بحرية وزراعية وجبال وأراضي تكتنز في باطنها ثروات معدنية، لكنها أهُملت طيلة العقود الماضية، ولم تشهد أي تنمية حقيقة، وتُركت تقبع تحت جنبات الفقر والجهل والتخلف، ونالها الكثير من القسوة والإهمال المتعمد من قبل الحكومات المتعاقبة، بل ظلت قوى الظلام ومافيات النهب تعبث بها وتغذي فيها الصراعات القبلية والثأرات والفوضى، التي استنزفت حياة الناس، وهذه مخططات ظلت لسنوات جاثمة على الصبيحة، ولا تريد تلك القوى أن يصلح حال الصبيحة أو يستقيم ويستقر حالها، وكأن قائل يقول دعوهم ينشغلون بأنفسهم ووضعهم وثأراتهم، لا نريد أي تنمية واي استفاقة ونهضة للصبيحة. وفي جوف أرضها تكتنز ثروات لا تتوفر بمكان ٱخر، لحين يتسنى لراسمي مخطط الصبيحة اتخاذ القرار بشأنها.

تفاجئك الصبيحة اليوم أرضًا وانساناً بسلام وأمن واستقرار ودعة أهلها، بعدما كنا نقراء ونسمع ونشاهد نقيضه خلال السنوات والأعوام الماضية، احداث مؤسفة تسبب بها البعض شوهت سمعة الصبيحة وابنائها وتاريخها النضالي، وجعل هؤلاء من الفوضى ماركة مسجلة على الصبيحة وليست احداث فردية ارتكبها بعض المهربين والمخلين بالأمن والاستقرار وقطاع الطرق، لكن ما اعقب الفاتح من أغسطس 2023م، ليس كما قبله ولن يعود.

هذا التاريخ تحديدًا والمتمثل بتشكيل حملة أمنية مشتركة في الصبيحة، لضبط الأمن والاستقرار ومكافحة التهريب وملاحقة المهربين والخارجين عن القانون، أعاد للصبيحة مكانتها المستحقة لها، وأصبحت الحملة الأمنية المشتركة بقيادة العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثاني عمالقة واللواء السابع مشاة، وبمشاركة ودعم قوات درع الوطن بقيادة العميد بشير المضربي، جعل من الحملة الأمنية المشتركة حديث محطات ووسائل الإعلام، ليس على المستوى المحلي وحسب، بل حتى المستوى الإقليمي والدولي.

لولا الحملة الأمنية المشتركة وقادة الحملة، وبجهود ودعم قيادة الصبيحة وشيوخها الشرفاء ما كان ليتحقق اليوم للصبيحة ماتحقق من أمن واستقرار وتنمية هنا وهناك بإمكانات بسيطة وشحيحة وفقاً للكثير من أبناء الصبيحة.

بفضل الحملة الأمنية المشتركة، وجهود وجهاء الصبيحة يأتي في مقدمتهم الأب الروحي والموجه الفريق الركن محمود الصبيحي، ومعه اللواء الركن أحمد تركي محافظ لحج قائد اللواء الـ 17 مشاة، وخلفهم صناديد الصبيحة وقادة مقاومتها الأبطال رفاق السلاح والجهاد العميد حمدي شكري قائد الحملة المشتركة في الصبيحة ونائب قائد ألوية العمالقة قائد الفرقة الثاني عمالقة واللواء السابع مشاة، ورفيق دربه العميد والمقاوم بشير المضربي الصبيحي قائد قوات درع الوطن الوطن، والى جانبهم ثله من قادة الصبيحة ووجهائها أبرزهم العميد عبدالغني الصبيحي ومحمود صائل والمناضل أحمد عبدالله المجيدي محافظ لحج الأسبق، والأستاذ مراد جوبح وجلال الكعلولي، وغيرهم من الشرفاء تحقق للصبيحة الأمن والاستقرار والنماء وخرجت من بوتقة الفوضى والإحتراب القبلي بفضل هولاء وغيرهم.

ـ تشكيل الحملة الأمنية المشتركة وأبرز النجاحات المتحققة

بعدما شغلت بال وتفكير الصبيحة ومواطني المحافظات المحررة خاصة عدن ولحج، أعمال التقطع والقتل والحرابة واتساع رقعة الثأرات في الصبيحة وازدياد أنشطة التهريب على طول شريطها الساحلي غرب محافظة لحج بشكل ملحوظ، وبتواطئ وتسهيل من بعض ضعفاء النفوس، وانتشرت المخدرات والفوضى، فكان لابدَّ من ضرورة تحرك يوقف هذه الفوضى وتأمين حياة المسافرين والعابرين، ووقف معاناتهم.

لذلك كان لزاما من البدء بتأسيس قوات أمنية وعسكرية تأمن حياة الناس وتحفظ كرامتهم، وتأمن طريقهم، وتردع قوى الفوضى وتوقف التهريب وتلاحق المهربين والمجرمين وتصون حياة المواطنين.

وتوجت هذه الخطوة في مايو العام 2023م، بأول اجتماع عسكري وأمني كبير رعاه محافظ محافظة لحج اللواء الركن أحمد عبدالله تركي رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة، وترأسة معالي وزير الدفاع الفريق الركن محسن محمد الداعري وبحضور العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثاني عمالقة واللواء السابع مشاة، إلى جانب عدد من القيادات  العسكرية والأمنية والسلطات المحلية في مديريات الصبيحة طور الباحة والمضاربة وراس العارة.

وكان الاجتماع بالتنسيق والتشاور ومباركة كلاّ من رئيس مجلس القيادة الرئاسي وسيادة اللواء عيدورس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة رئيس المجلس الانتقالي، وسيادة اللواء أبو زرعة المحرمي نائب رئيس مجلس القيادة قائد ألوية العمالقة الجنوبية، وهُدف هذا اللقاء ، لتدارس الحالة الأمنية وإعادة ترسيخ الأمن والاستقرار وملاحقة القتلة والخارجين على القانون، وملاحقة شبكات التهريب والخلايا النائمة التي تعبث بالأمن والاستقرار وتتخادم مع مليشيات الحوثي الإرهابية، وبخاصة على تلك الجغرافيا التي تُطل من خلالها الصبيحة على خطوط الملاحة الدولية، واستعادة الأمن والاستقرار إلى الشريط الساحلي الممتد الى باب المندب، وفرض السيطرة الأمنية الكاملة علية، ودك مافيا التهريب وشبكاتها وإيقاف الهجرة غير الشرعية والقبض على كل من تورط بأعمال الحرابة والتهريب والفوضى.

وتوج الاجتماع بتشكيل الحملة الأمنية المشتركة من قوات الفرقة الثاني عمالقة واللواء السابع مشاة وقوات درع الوطن وقوات من اللواء الثالث حزم وقوات من لواء زايد ومن اللواء الـ 17 مشاة  ومن الشرطة العسكرية لألوية العمالقة والحزام الأمني في الصبيحة، واسندت قيادة الحملة الأمنية المشتركة للعميد حمدي شكري.

 وتم في هذا الإجتماع العسكري الاول، الذي احتضتة السلطة المحلية في لحج ممثلة بالمحافظ أحمد تركي وترأسة معالي وزير الدفاع محسن الداعري، وأشرف علية مجلس القيادة الرئاسي ممثل بـ نائبي رئيس المجلس كلاً من اللواء الزبيدي واللواء المحرمي، وضع أسس وآليات عمل الحملة وان تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المحافظات المحررة، فضلاً عن ملاحقة التهريب والقضاء علية ومن يشارك وبتواطى مع مليشيات الانقلاب الحوثي، والقبض على القتلة والخارجين على القانون، وحل قضايا الثأرات، ورفع اي نقاط للجبايات والنهب.

وعقب هذا الإجتماع أتُخذ القرار الذي أسندت بموجبة قيادة الحملة للعميد حمدي شكري، كما أسندت إليه وعلى عاتقه مهمة أخرى لا تقل أهمية حينما  تشكلت لجنة حل الثأرات والمنازعات التي أشرف عليها الفريق محمود الصبيحي، تم تكليف العميد شكري برئاسة اللجنة لتضيف علية عبئا إضافيا وتحديًا أكبر في ذلك الوقت، الذي كانت الثأرات تفتك بعشرات القبائل.

ويوما عن يوم بدأت الصبيحة تستعيد عافيتها وأمنها تدريجاً وبشكل كبير جدا عن سابق عهدها، وذلك بعد أيام قليلة فقط من تشكيل الحملة الأمنية ولجنة حل الثأرات بقيادة العميد شكري.

فقد انطلقت الحملة الأمنية بدء من مديرية طور الباحة في أواخر مايو 2023 م، عبر نشر كتيبة أمنية من قوات الفرقة الثاني عمالقة لفرض الأمن والاستقرار في المديرية، ومنع حمل السلاح والتجول به وملاحقة الخارجين عن القانون، ومن صدرت بحقهم أوامر قبض قهرية من الجهات القضائية، وقطاع الطرق، والقت الحملة القبض على عشرات المطلوبين، وأحرقت أحواش المهربين للأحباش والقادمين من القرن الافريقي، وأغلقت محال بيع الأسلحة في المديرية، ومنعت التجول به، ورفعت عشرات من نقاط الجباية التي كانت منتشرة على الخط العام الوهط - تعز.

وبعد تلك النجاحات وضبط الأمن واستتبابه وإعادة تطبيع الأوضاع واستقرارها في طور الباحة، تعاونت العديد من القبائل مع جهود الحملة، وجنحت جميع القبائل المتحارية للسلم بعدما أفشلت الحملة المؤامرات التي كانت تحاك ضد الصبيحة وقبائلها، وبدأت لجنة حل الثأرات إلى جانب قيادات ووجهاء الصبيحة بجهود عظيمة وكبيرة انطلاقاّ من مديرية طور الباحة.

وعقب الاستقرار الذي تحقق في طورالباحة تشكلت وانطلقت الحملة الأمنية المشتركة في مديرية المضاربة ورأس العارة في الـ5 من أغسطس ٱب العام 2023م، من قوات الفرقة الثانية عمالقة وقوات درع الوطن بالاشتراك مع جميع الألوية والوحدات العسكرية المنتشرة والمتواجدة على طول الساحل بمديرية المضاربة والعارة من الألوية العسكرية التابعة للشرعية والحزام الأمني.

وباشرت الحملة منذ يومها الأول بملاحقة المهربين وتفكيك الشبكات وإحراق الاحواش وإيقاف الهجرة غير الشرعية، وأمنت خط المخا عدن ، وملاحقة قطاع الطرق وناهبي سيارات المنظمات الدولية العاملة في اليمن، وناهبي سيارات وأطقم الوية العمالقة وسيارات المواطنين واوقفت تهريب السلاح، والقت القبض على أكثر من( 850) من مهربي الاتجار بالبشر.

كما ألقت القبض على أكثر من ( 11000) مهاجر غير شرعي من جنسيات أفريقية مختلفة، وقامت الحملة  بإعادة ترحيل أكثر من (9000) مهاجر غير شرعي من نساء وشباب الأفارقة الذين دخلوا بطريقة غير شرعية.

إلى ذلك تولت الحملة منذ اليوم الأول في الساحل بإحراق جميع الأحواش وتفكيك الهناجر الموجودة على طول ساحل العارة وما حولها من المناطق، التي كانت تستخدم لتجميع المهاجرين غير الشرعيين، قبل نقلهم إلى وجهات متعددة صوب مناطق الحوثي على حدود المملكة العربية السعودية، وقامت الحملة بإتلاف كميات كبيرة من الخمور المصنوعة محليّا وتدمير معامل تصنيعها، كما تولت الحملة ضبط كميات مهولة من الذخائر والأسلحة والمخدرات والحشيش والادوية المهربة وشمة الحوت وغيرها.

ووفقًا للمعلومات التي حصلنا عليها فإن الحملة الأمنية وخلال العام الأول من تشكيلها فقط، وبحسب البيانات المتوفرة للفترة الممتدة من  شهر مايو من العام 2023م، إلى شهر ديسمبر 2024م، ألقت القبض على المئات من المهربين والمطلوبين أمنيا وعدد المقبوضات وهي على النحو التالي:-

-المطلوبين امنياً لارتكابهم قضايا جنائية تقطعات ونهب سيارات المنظمات

عدد المعمم عليهم 105

المقبوض عليهم 95

المحالين الى أمن المحافظة والقضاء والأجهزة المختصة 95

-المضبوطات من الممنوعات

خمور خارجية 

650 قارورة خارجي

شمة الحوت 

350 كرتون شمة حوت

الحشيش 11 كيلو جرام

أدوية مهربة 650 كرتون 

أسلاك محشية تي إن تي وفيوزات 1800 كرتون

العديد من الذخائر والقذائف المتنوعة والمضادات 

وبخصوص القضايا والثأرات وجرائم القتل تمكنت الحملة في المدة الممتدة من أواخر مايو 2023م، وحتى ديسمبر 2024 من حل الكثير من القضايا ومعاجلتها وأحالت قضايا أخرى للجهات المختصة ومن بينها:-

-عدد الشكاوى والبلاغات المستلمة من قبل الحملة:

عدد البلاغات 527

القضايا التي تم حلها بالصلح 360

البلاغات المحالة للمشائخ 47

البلاغات المحالة الى أمن طورالباحة 55

البلاغات المحالة الى أمن تبن 19

البلاغات المحالة الى أمن المحافظة 46

هذه النجاحات ماكانت لتتحقق لولا وجود وجهود الحملة الأمنية بقيادة العميد حمدي شكري، وكذلك برعاية ودعم وتوجيهات الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي ولجنة حل الثأرات في الصبيحة، أذ تم حل أكثر من 85٪ من قضايا الثأر ولم يتبق منها سوى القليل جدّا وهي في طريق الحل وفقاً للمعلومات التي حصلنا عليها.

-من أبرز إنجازات الحملة الأمنية حل قضايا الثأرات

طوت الصبيحة صفحة سوداوية من  تاريخها مع الثأرات القبلية، لتطفى مؤخراً وبجهود قيادتها ومشائخها المخلصين ثأئرة الثأر التي فرقت وحدة المجتمع الصبيحي ومزقت اوصاله على مدى عقود.

بفضل الإرادة الصلبة والإصرار للجنة حل الثأرات والنزاعات التي تشكلت من خيرة القيادات وبدعم ومساندة شعبية وقبلية لجهود اللجنة، الذين هبوا جميعًا لتغيير واقعهم المأساوي الذي سادة التقاتل والتناحر بين عشرات القبائل في الصبيحة، تاركين خلفهم البندقية التي ظلت لسنوات تتحدث مع الآخر بلغة ثأرية فجة.

اللجنة التي أشرف عليها وقادها خيرة زعماء وقيادات ومشائخ الصبيحة، وبذلت كل ما تستطع من جهود وقطعت الليل بالنهار لإخراج الصبيحة من براثين الفوضى والتناحر، وأشرف على عملها الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي مستشار رئيس مجلس القيادة واللواء الركن أحمد عبدالله تركي محافظ لحج، والعميد حمدي شكري قائد الحملة الأمنية قائد الفرقة الثاني عمالقة، رئيس لجنة حل الثأرات الذي كان له جهد أكبر ومضاعف في ضبط وحجز الجناة في شتى ربوع الصبيحة، وكذلك كل من العميد بشير المضربي، المناضل أحمد المجيدي، والعميد عبدالغني الصبيحي والعميد محمود صائل وجلال الكعلولي، وكذلك الشيخ علي أحمد قاسم وكيل محافظة لحج، الدكتور ناصر البوكري، والدكتور محمود عوض سيف، والشيخ علي الزغير الأغبري، والكثير من قيادات الصبيحة الذين ساهموا وشاركوا في المصالحات ولاتتسع المادة لسرد جميعهم.

لعدة سنوات ظلت ظاهرة الثأر تنخر في جسد المجتمع الصبيحي، وشقت صفوفه وبثت الخوف والهلع، وتكبدت الصبيحة خسائر كبيرة في الأرواح، وهدد استقرار الآلاف في أرجاء الصبيحة وخارجها، بسبب ظاهرة الثأر هذه ، حتى تشكلت لجنة الصلح وحل قضايا الثأرات التي قامت بدور الدولة المغيب تمامًا، لتتجسد ثمار النجاحات يومًا بعد آخر، بعقد لقاءات تحكيم ومصالحات بين عشرات القبائل، ومع كل جهد كانت تبذله اللجنة تبدأ تنصهر معه الأحقاد في بوتقة الحلول شيئا فشيئا.

لم يكن خافيّا على أحد ما عاشته الصبيحة طيلة السنوات الماضية، حينما وجدت معظم القبائل نفسها في أتون صراعات وحروب أهلية ، ووسط هذا المشهد المحزن كان لاصوت يعلو على صوت الرصاص، ولا تفوح من خصوماته الا رائحة الدم والموت، وكان الجهل وحده هو المنتصر الوحيد فيها.

-عضو لجنة حل الثأرات "بفضل الحملة الأمنية تحقق الأمن والاستقرار وتم معالجة قضايا الثأر"

 أكد الشيخ والقائد جلال الكعلولي عضو لجنة معالجة الثأرات في الصبيحة، في تصريح خاص لـ"المدنية أونلاين": أنه بفضل الله ثم بفضل الحملة الامنية بقيادة العميد المجاهد حمدي شكري تحقق الأمن والاستقرار في الصبيحة وتم معالجة قضايا الثأر.

وقال: بخصوص الحملة الأمنية وثمار الحملة الأمنية ونتائج الحملة الأمنية كثير جداً، وكوني عضو لجنة معالجة الثأر كنا نعمل في هذا الجانب من مدة، ولكن كان الوضع مش ولابد، "لم يكن على مايرام" وحينما جاءت الحملة الأمنية نهاية العام 2023م، بدأنا نتحرك بقوة في الميدان، ووصلنا إلى توقيع ميثاق شرف بين جميع القبائل، ووصلنا إلى عهود قبلية وانهينا موضوع الثأر بين جميع أبناء الصبيحة من كرش إلى باب المندب، وهذا طبعا بفضل الله ثم بفضل وجود الحملة الأمنية بقيادة العميد المجاهد حمدي شكري.

مضيفاً: خلال المدة التي أعقبت وضع ميثاق الشرف تم حلحلة كثير من القضايا، وحتى التي كانت سابقا عالقة تم معالجتها ودفع ديات وانهاء جميع القضايا ووصلنا إلى نسبة 70٪ أو هكذا ولم يتبق الا في حدود 20٪ أو أقل أو أكثر للقضايا العالقة سوأ كانت شخصية أو في إطار القبيلتين.

وتابع: إن شاء الله نحن عازمون بفضل الله سبحانه وبفضل الحملة الأمنية وقيادتها الحكيمة على إنهاء جميع قضايا الثأر، واي قضايا قادمة في قادم الأيام تعد قضايا شخصية ليس لها أي علاقة بالثأر، وهذا يعد أكبر إنجازا تحقق  نتيجة جهود الحملة الأمنية.

وأردف قائلاً: طبعا الحملة الأمنية لا يقتصر وجودها على موضوع كيف تنجز موضوع الثأر وحسب، ولكن في عدة قضايا،  الحملة الأمنية وصولها للمديرية يعني استتباب  الأمن والاستقرار، ووجدت التنمية وظهرت المشاريع، تأمن المسافر، تعالجت القضايا، تم القبض على اي انسان يُقدم على اي قضايا جنائية، تم ضبط عمليات تهريب البشر غير الشرعيين القادمين من القرن الأفريقي، وغيرها من القضايا، فنحن نقول الحمد لله رب العالمين الأمور طيبة، وإن شاء الله نتمنى تحقق المزيد والمزيد من النجاحات والتطور.

واختتم : نحن من هنا ندعو جهات الاختصاص أن تدعم الحملة الأمنية وجهودها، لأن هناك تكاليف كثيرة وكبيرة بالنسبة للجهود التي تبذلها الحملة الأمنية، ونتعشم خيراً في قيادتنا السياسية بأن لا تبخل في الدعم المادي والمعنوي، وإن شاء الله سيعم الخير للصبيحة وجميع أبناء الصبيحة.

ويرى عدد من أبناء الصبيحة أنه لأول مرة تتحقق  المصالحة والتوافق على إنهاء آفة الثأرات القبلية، بعد جهود مضنية رعتها لجنة حل الثأرات وقيادات ووجهاء الصبيحة، لتنهي بذلك عشرات القضايا الثأرية التي ازدادت عقب الإنقلاب الحوثي وأودت بحياة المئات من أبناء الصبيحة بين قتيل وجريح وعطلت اعمال الكثيرين.

باتفاقيات الصلح القبلية، صنعت الصبيحة وأرست أسس سلام اجتماعي يستحق أن يحتذى به، وعمقت الروابط الأخوية بين مختلف أبناء الصبيحة، وطوت بذلك صفحة قاتمة ومظلمة من صراعات الثأر الجاهلية.

-الصبيحة تفشل مخططات المليشيات الحوثية وأدواتها

أفشلت الصبيحة كافة مخططات ومؤامرات الانقلاب الحوثي، الذي كان وحده من يغذي ويؤجج مثل هكذا صراعات ويعمقها، عبر الدس ببعض مرتزقته لتغذية قضايا الثأرات في الصبيحة، لضرب النسيج الإجتماعي القبلي، بعد أن عجز عن كسر وهزيمة الصبيحة عسكرياً، وعمل على تغذية صراعات الثأر في الصبيحة وغيرها من المناطق والمحافظات لتمزيق النسيج الإجتماعي واشغال القبائل ببعضها البعض.

وجهاء ومشائخ وقادة الصبيحة ولجنة حل الثأرات لم تفوتهم مؤامرات ومخططات الانقلاب الحوثي هذه، ووقفوا أمام تلك المخططات بحزم، مسخرين كافة جهودهم  لدرء فتنة الاقتتال والاحتراب القبلي وقطعوا الطريق أمامها وأمام إثارة اي نعرات تثير الصراعات.

-وقف تهريب الاسلحة والمخدرات والأدوية المنتهية

لطالما أتخذت مليشيات الحوثي قبل تشكيل الحملة الأمنية المشتركة من السواحل الممتدة من منطقة مشهور وحتى المخا شريانا يمدها بكامل احتياجاتها من الأسلحة والمخدرات والحشيش، وحتى الأدوية المهربة والمنتهية الصلاحية، كما تتخذ من مناطق سيطرتها من المخدرات والأدوية المهربة سوقًا مربحة وتعود على قيادتها بالثراء الفاحش من تجارتها تلك، مهددة حياة الملايين من البشر وتعرض حياة المرضى للخطر، وأبرز الشواهد على تجارتها وتسويقها من تجارة الأدوية المنتهية وفاة أكثر من عشرين طفل من مصابي سرطان الدم مطلع أكتوبر العام 2022م، بعد حقنهم بعلاج مهرب ومنتهي الصلاحية بمستشفى الكويت، وكشفت تقارير دولية عن تورط مسؤولين حوثيين يعملون سرا مع مهربي الأدوية.

والحال نفسه تدير قيادات بارزة في الجماعة الإنقلابية بقيادة محمد علي الحوثي وأبو علي الحاكم وعبدالكريم الحوثي  شبكات تهريب الأسلحة والمخدرات والحشيش والأسمدة وكافة الممنوعات، وكان الشريط الساحلي للصبيحة طيلة السنوات الماضية مسرحاً مفتوحًا لتلك الشبكات ومافيا التهريب، ومنذ تشكيل الحملة الأمنية المشتركة تحققت النجاحات تلو النجاحات، وتمكنت الحملة من بسط نفوذها وسيطرتها على طول الساحل الصبيحي، وقطعت بذلك شريان مهم كان يرفد المليشيا الإنقلابية بكافة الممنوعات.

وقد تمكنت الحملة الأمنية المشتركة في العام الأول من تشكيلها من ضبط كميات كبيرة من المخدرات والخمور والممنوعات.

أواخر نوفمبر العام 2022م كشف تقرير حقوقي صادر عن" الشبكة اليمنية للحقوق والحريات"، نشرة موقع "الشارع" عن تورط قيادات حوثية بارزة في شبكات تهريب وتجارة المخدرات والاعتماد عليها كمصدر لتمويل المجهود الحربي للمليشات واستقطاب الآلاف الشباب للانخراط في صفوفها والزج بهم في جبهات القتال.

وقالت الشبكة اليمنية للحقوق الحريات في تقريرها، ان المليشيات الحوثية تعتمد في تمويل حربها إلى جانب نهب أموال اليمنيين على المخدرات المهربة من ايران، عبر طرق وممرات بحرية إلى اليمن، مستغلة سيطرتها على عدد من الموانئ والمرافئ البحرية.

وأوضح التقرير أن جماعة الحوثي باتت تدير شبكات متعددة لتهريب المخدرات إلى اليمن ودول الخليج، بمساعدة شبكات المافيا التابعة للحرس الثوري ومليشيات حزب الله اللبناني.

ووفقا للتقرير فإن مليشيات الحوثي منذُ سيطرتها على العاصمة صنعاء هيمنت على تجارة المخدرات والممنوعات بأنواعها، واخضعت كل المهربين المحليين في اليمن لسلطتها مستغلة سيطرتها على الأجهزة الأمنية والعسكرية.

وأكد التقرير أن مليشيا الحوثي تستخدم اليمن كمحطة لتهريب المخدرات وتصديرها نحو المملكة العربية السعودية ودول أخرى، وقال أن محافظة صعدة معقل المليشيا والواقعة على الحدود السعودية إحدى أبرز المدن اليمنية في تجارة المخدرات، بالإضافة إلى شهرتها كأرض خصبة في زراعة الحشيش المخدر.

وقال التقرير أن مليشيا الحوثي أطلقت سراح عشرات المعتقلين على ذمة تهريب وترويج وبيع المخدرات، مشتركة عليهن العمل لصالحها وقدمت لهم الدعم والتسهيلات لاستعادة نشاطهم في تجارة الممنوعات.

وأضاف تقرير الشبكة أن مليشيا الحوثي تتعمد توزيع المخدرات في أوساط الشباب وتحديداً الذين انخرطوا في القتال في صفوفها لضمان استجابتهم لتنفيذ كافة الأوامر، وقال إن الهدف الأبرز للمليشيا يبقى هو تهريب تلك الكميات الهائلة من المخدرات إلى دول الجوار. 

موضحاً أن تهريب المخدرات والاتجار بها مرتبطان ارتباطا وثيقا بالمليشيا الحوثية، وهناك قيادات حوثية كبيرة وضالعة في تهريب المخدرات بكافة أشكالها وأنواعها والمتاجرة بها وتسهيل مرورها بكميات كبيرة.

وبحسب التقرير فإن على رأس القيادات المسؤولة عن إدارة وتنسيق عمليات تهريب المخدرات والأسلحة ومكونات الصورايخ إلى اليمن، محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا، ورئيس ما تسمى الاستخبارات العسكرية للمليشيا أبو علي الحاكم، وشقيق زعيم الجماعة عبدالكريم الحوثي، وتاجر السلاح فارس مناع، بالإضافة إلى ضباط من الحرس الثوري.

وبين التقرير أن تجارة المخدرات تكمن وراء الثراء الفاحش لقيادات مليشيا الحوثي، حيث ازدادت تجارة الحشيش والمخدرات بأنواعها منذ بداية الانقلاب على الشرعية، إذ لم يسبق لليمن أن شهدت هذا الضخ والكم الهائل من المخدرات من قبل، وان المليشيا تعتمد بشكل كبير على تهريب المخدرات من خلال العائدات المهولة والضخمة التي تجنيها.

ووفقا للتقرير فإن حجم الأموال المتدفقة إلى خزينة مليشيا الحوثي من المخدرات بلغ 6 مليارات دولار سنوياً.

وكشف التقرير الصادر عن المنظمة الحقوقية، عن وجود 39 هنجر في صنعاء وحدها، يستخدمها تجار حوثيين لاخفاء أنواع متعددة من المخدرات التي يتم استيرادها من إيران، حيث يتم تهريبها عبر مينائي الحديدة والصليف وعدد من مرافئ الصيد في البحر الأحمر.

وفي غضون أقل من عامين من انتشار قوات الحملة الأمنية في الصبيحة، استطاعت الحملة من إيقاف وكبح كافة محاولات التهريب عبر الشريط الساحلي، الممتد من منطقة مشهور وحتى باب المندب، بل إن الحملة الأمنية تمكنت من القبض على عشرات المهربين وفككت شبكات التهريب، وأحرقت أحواش المهربين، الذي كان لا يجروا احد من الاقتراب منها على طول الشريط الساحلي، وافقدت المليشيات الانقلابية منافذ هامة للمهربات، واتلفت أطنان من المهربات الممنوعة مثل المخدرات والحشيش، وكذلك الأدوية المهربة منتهية الصلاحية وصادرت شحنات أسلحة ومضادات دفاعية.

الجهود الكبيرة التي حققتها الحملة الأمنية في الصبيحة بقيادة العميد حمدي شكري، ضيقت الخناق على المليشيات الحوثية، وحاصرتها بشكل ملفت وحرمتها من أهم شريان ساحلي يمتد لأكثر من 180 كيلو متر، في وقت حرج وحساس بالنسبة لهذه المليشيات وهي تتلقى الضربات الأمريكية، وتتوقع مصيرا مشابها لمصير حلفائها في لبنان وسوريا، وهي بحاجة إلى أي منفذ من منافذ  التهريب، ما عمق من أزمة المليشيات التي باتت اليوم تواجه واقعاً جديدا تقوده ضدها الولايات المتحدة لإستنزاف كامل مقدراتها.

على مدى سنوات نجحت المليشيات من بناء إمبراطورية مالية وعسكرية قائمة على الأنشطة غير المشروعة من خلال التهريب والتجارة الممنوعة، عبر السواحل اليمنية، سوأ عبر سواحل المهرة أو سواحل المخا وباب المندب والعارة، وعلى رأس ذلك تهريب السلاح والمخدرات والأسمدة والأدوية والسجائر وكل الممنوعات، إلا أن جهود الحملة المشتركة في زهاء أقل من العامين حققت الكثير من النجاحات في الساحل الغربي، رغم الإمكانيات المحدودة لقوات الحملة الأمنية، التي هي بحاحة إلى دعم حكومي و إقليمي ودولي اكبر.

-إيقاف تهريب البشر من القرن الافريقي إلى سواحل الصبيحة غرب لحج

من بين أهم الإنجازات التي حققتها الحملة الأمنية المشتركة منُذ توليها مهمة ضبط الأمن والقضاء على التهريب، حققت الحملة الأمنية نجاح إضافي آخر تمثل بإيقاف الهجرة غير الشرعية لألآف البشر، الذين كانوا يتدفقون يومياً من القرن الافريقي إلى سواحل محافظة لحج، ومن ثم تتولى شبكات المهربين وتجار البشر تهريبهم الى محافظة تعز ومنها يتم نقلهم إلى محافظات حجة وصعدة الواقعة تحت سيطرة المليشيات وبعدها إلى الحدود السعودية.

ووفقاً لتقرير حديث لمنظمة مراقبة الهجرة الدولية (IOM) صادر في أواسط مارس الماضي، قالت فيه إنها لم تسجل وصول اي مهاجر غير شرعي من القرن الافريقي إلى سواحل محافظة لحج للشهر التاسع عشر، ويرجع ذلك بحسب المنظمة الدولية لمراقبة الهجرة إلى الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها الحكومة الشرعية لمكافحة التهريب في سواحل المحافظة والمتواصلة منذُ اغسطس آب 2023.

وقالت منظمة الهجرة الدولية (IOM) في تقرير "مراقبة تدفق المهاجرين الوافدين"، أصدرته منتصف مارس الماضي ، إنها رصدت 12,906 مهاجرين من القرن الأفريقي دخلوا إلى اليمن، في شهر فبراير شباط 2025.

وبحسب التقرير الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة فإن 91٪ من المهاجرين الواصلين إلى اليمن في شهر فبراير الماضي وبعدد 11,716 مهاجراً قدموا من جيبوتي ووصلوا إلى مديرية ذوباب على الساحل الغربي التابع لمحافظة تعز، في حين وصل 1,190 مهاجر وبنسبة 9٪ إلى سواحل محافظة شبوة جنوب شرق البلاد، قدموا من باري في الصومال.

وأكدت المنظمة في تقريرها أن سواحل محافظة لحج وللشهر التاسع عشر على التوالي، لم تُسجل وصول أي مهاجر، ويرجح أن ذلك يعود إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية لمكافحة التهريب، والمتواصلة منذُ ٱب اغسطس 2023.

-جهود بارزة بحاجة لدعم حكومي وإقليمي دوللي 

تغطي قوات الحملة الأمنية ما طوله من 160- 180 كيلو متر، على طول الشريط الساحلي، كما تتوزع مواقع ونقاط الحملة المشتركة على طول امتداد جغرافيا منطقة الصبيحة، من كرش شمال لحج والعاصمة عدن المحاددة لمحافظة تعز شرقاً، مروراً بمديرية طور الباحة وصولاً لمديرية المضاربة وراس العارة على حدود مديرية ذوباب والوازعية وغيرها من مديريات محافظة تعز الغربية، مغطيه بذلك مسرح عملياتي شاسع يوازي مساحته مساحة دول مثل لبنان، وتعمل في تضاريس مختلفة ومتنوعة ولا يقتصر عملها على الساحل وحسب. فالحملة باتت اليوم تقوم بمهام وعمل لم تقم به الجيوش النظامية والوحدات المؤهلة والمجهزة في دول مستقرة.

وتعمل قوات الحملة الأمنية المشكلة من قوات العمالقة ودرع الوطن جنبًا إلى جنب تحت قيادة العميد حمدي شكري نائب قائد قوات العمالقة قائد الفرقة الــ 2 عمالقة اللواء الـ 7 مشاة  والى جانبه رفيق دربه المقاوم العميد بشير المضربي قائد قوات درع الوطن، وبإشراف مباشر من الفريق الركن محمود الصبيحي مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن، إلى جانب محافظ المحافظة اللواء الركن أحمد عبدالله تركي.

وبتوجيهات ومتابعة كل من رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، واللواء الركن عيدروس قاسم الزُبيدي نائب رئيس مجلس القيادة رئيس المجلس الانتقالي، وسيادة اللواء أبو زرعة المحرمي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد الوية العمالقة الجنوبية، الى جانب معالي وزير الدفاع الفريق الركن محسن محمد الداعري، وبدعم وإسناد من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية.

وهو ما مكنها اليوم من تحقيق نجاحات تداعب آمال وطموحات أبناء الصبيحة ومحافظة لحج، وكافة المحافظات المحررة، وتأمن البوابة الغربية للبلاد والعاصمة عدن، وتحصنها من الأخطار والتحديات، وتقضي على كافة الآفات التي تهدد جيل كامل وتدمر مستقبلة، نتيجة انتشار وتدفق المخدرات والحشيش والأدوية المهربة منتهية الصلاحية.

رغم كل ذلك، فكل هذه النجاحات التي تحققت تظل منقوصة وبحاجة إلى جهود وتعزيزات أكبر، والى دعم حكومي وإقليمي ودولي كبير، يحقق ويلبي كافة الآمال والطموحات والتطلعات، ولإستمرارية ومضاعفة جهودها على ماهي علية الأن، وهي بحاجة إلى تعزيزات كافية ودعم غير محدود، كما أن هذه الجهود والنجاحات تقتضي من الجهات العليا في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي والجهات القضائية في الدولة، إلى اتخاذ كافة الإجراءات الصارمة والرادعة، مع كل من يعمل ويسهل ويتواطئ مع المهربين أو يغض الطرف، دون اي مزايدات ومحسوبيات، تجاة اياً كان ومهما كان نفوذه وسطوته، ولا نقصد هنا في الصبيحة بل على مستوى كامل المحافظات المحررة، وردع كل من يتأمر ويسعى لتشوية الحملة الأمنية وقيادتها والتحريض عليها ومحاولة إفشال جهودها، في تخادم واضح مع مليشيات الحوثي المتضرر الأكبر من وجود الحملة المشتركة، أو في خدمة مصالحة الشخصية من وراء التهريب.

إلى جانب احتياج الحملة الأمنية المشتركة وبخاصة في مسرح عملياتها على امتداد الشريط الساحلي، من رأس عمران الى باب المندب، لتوفير دعم وإسناد مادي وعسكري واستخباراتي واسلحة ومعدات متطورة، وتأتي في مقدمة ذلك حاجة الشريط الساحلي لمحافظة لحج لتوفير محطة رادارات بحرية للمراقبة والاستطلاع، تراقب حركة المهربين منُذ اللحظة الأولى لانطلاقهم من القرن الافريقي، وتعرف وجهتهم، وتكون على أهبة الاستعداد في انتظار وصولهم، من خلال هذه المحطة التي يستوجب توفيرها وتركيبها في منطقة "رأس العارة" وربطها بنقاط مراقبة رادارية يتم نصبها على الجبال المطلة والممتدة بمحاذة الساحل.

وبحسب المعلومات فإنه كان هناك توجه امريكي إماراتي وحتى ايطالي وفقا للمصادر بتوفير هذه المحطة وتركيبها في راس العارة، بعد سلسلة نقاشات ومطالبات عرضها الفريق محمود الصبيحي كان آخرها العام 2012 خلال مؤتمر ميونخ للأمن، وتمت الاستجابة لهذا الطلب حينها، ولكن بسبب الأحداث والتطورات المتلاحقة التي شهدها اليمن لم يُنفذ المشروع رغم أنه لازال معتمد وفقا للمعلومات.

كما أن الحملة المشتركة بحاجة إلى دعم الأشقاء والشركاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية، بتزويدها ودعمها في عدد من الجوانب، رغم ما تقوم به من دور بارز إلا أنه ينقصها توفر العديد من المعدات والمهام الاكثر احتياجًا، وتأتي في مقدمتها حاجتها الى زوارق بحرية مخصصة لهذا الغرض لتيسر دوريات بحرية تمكنها من ضبط وملاحقة المهربين في المياة قبل وصولهم إلى الأرض، كونها حتى اللحظة تستعين في بعض عمليتها على قوارب صغيرة خاصة بالصيادين، بالإضافة لتزويدها بكافة المعدات اللازمة لمراقبة السواحل وملاحقة وضبط المهربين والمهربات، إضافة إلى نواظير مراقبة، كما أن مهامهم الكبيرة والمتعددة بحاجة إلى تدريب قوات مختصة في هذا الجانب الهام.

ولكي تتحقق كامل النجاحات التي تعود بالنفع على السكان وأمنهم وتأمن المحافظات والمدن المحررة، وتوقف عمليات تهريب المخدرات والحشيش والأسلحة للميلشيات التي تغرق بها اليمن، وتدفق آلاف المهاجرين غير الشرعيين، بل إن هذه النجاحات ستحد بدرجة رئيسية من تدفق المخدرات ومن ثم المهاجرين إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج، التي تشهد عمليات تهريب مضطردة عبر الحدود مع المملكة برعاية وإشراف مليشيات الانقلاب الحوثية المدعومة إيرانيًا.

-نجاحات الحملة الأمنية تزعج أذرع مليشيا الإنقلاب الحوثي 

مع فشل محاولات إيران المضطردة واستمرار دعمها لمليشياتها في اليمن، منتهكة بذلك قرارات حظر توريد السلاح لمليشيات الحوثي، وقرارات منعها من تقديم اي دعم للجماعة ومدها بالسلاح، ومع الحصار الخانق التي تفرضة قوات الحملة المشتركة بقيادة العميد حمدي شكري على طول الشريط الساحلي، الواصل إلى باب المندب، يزداد غضب وحماقة وسفاهة بعض الأبواق وشبكات التهربب، خاصة تلك التي كانت تنشط على طول الشريط الساحلي للصبيحة، والتي كانت تعد واحدة من أهم شبكات التجارة المحظورة وعمليات التهريب المنظمة، ضمن عدد من شبكات التهريب التي تعمل ضمن الشبكات المنظمة للمليشيات الحوثية.

ومن خلال كل ماسبق نستشرف أن هذه الحملات المنتظمة ضد العميد حمدي شكري وقيادة الحملة الأمنية المشتركة وقيادة الصبيحة ورموزها المساندين للحملة الأمنية هدفًا لحملات التشهير والتحريض والافتراءات ضدهم من قبل شبكات ومافيات ولوبيات التهريب واذرعهم الإعلامية، وقد تزامنت هذه الحملات منذ بداية الهجوم الأمريكي على مليشيات الحوثي.

فضلاً عن كونها تبدو كحملة اسفاف وابتذال رخيص ووقح ضد القائد شكري بدرجة أولى، ومن ثم الفريق الركن محمود الصبيحي واللواء الركن أحمد عبدالله تركي وكذلك العميد بشير المضربي، أبرز قادة الحملة المشتركة وداعميها وأمن الصبيحة واستقرارها.

والمؤكد ان هذه الحملات الهدف منها وتسعى من خلالها مافيا النهب والتهريب الى ممارسة أعلى درجات الضغط بهدف إستبدال قائد الحملة، بشخص آخر يخدم مصالح المليشيات الحوثية بدرجة رئيسية، في هذا الظرف العصيب الذي تمر به المليشيا، ومن ثم خدمة جهات وشخصيات وشبكات التهريب المتعاونة مع المليشيا، والقضاء على الجهود التي قطعها العميد شكري وقوات الحملة خلال أقل من عامين، في القضاء على آفة التهريب، وتحقيق الأمن والاستقرار الأمني الذي لم تشهد الصبيحة مثيلاً له في تاريخها المعاصر.

وكذلك الشوط الكبير الذي أنُجز في ظل قيادته والفريق الركن محمود الصبيحي واللواء الركن أحمد التركي والعميد عبدالغني وآخرين في توحيد صف الصبيحة وانتشالها من بؤرة الصراعات القبلية بعد عقود، ظل الكثير يراهنون على أن الصبيحة لن تستطيع أن تخرج من حروبها الثأرية تلك.

لذلك فلا غرابه ان المليشيات الحوثية واذرعها شمالا وجنوبا تسعى لدعم بعض الأطراف في الصبيحة وخارجها مع الأسف، الذين يحصلون على الفتات نظير قيامهم بخدمة المليشيا ومحاولة إنقاذها لتنفيذ بعض الأجندات، وإعادة الصبيحة إلى مربع الفوضى مجددا وهذا مايقف ضدة ويرفضه كافة قيادة ومشائخ ووجهاء وشرفاء الصبيحة.

وما هولاء الذين ينالون من العميد حمدي شكري ومن قيادة الحملة وقيادة الصبيحة ورموزها، ماهم سوى أطراف يخدمون المشروع الإرهابي الحوثي، عن قصد أو دون قصد ودونما استشعار المسؤولية تجاة اهلهم ومجتمعهم والإنجازات التي تحققت، ولا يخدمون مصالحهم الشخصية وحسب، خاصة في هذا الوقت والظرف العصيب الذي تتلقى فيه تلك المليشيات الضربات الأمريكية وباتت نهايتها قاب قوسين.