القربي يجتمع بوزراء خارجية دول الخليج في الكويت ويطالبهم بمبعوث خاص إلى اليمن
قال وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي إن المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني لم يتمكنوا من الالتزام بالجدول الزمني الذي حددته اتفاقية نقل السلطة، داعياً دول الخليج إلى تعيين مبعوث سياسي إلى اليمن لمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية «وفقاً لآليتها التنفيذية المزمنة».
وأضاف إن عدم تمكن المشاركين بالحوار من اختتام المؤتمر جاء نتيجة مواقف المكونات المشاركة في فرق العمل وبالذات المتعلقة بالقضية الجنوبية وقضية صعدة نتيجة الخلاف حول شكل الدولة ونظام الحكم.
وأشار القربي، خلال اجتماعه بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في دولة الكويت يوم الأربعاء، إلى «تمسك بعض عناصر الحراك بحق تقرير المصير ومطالبة بعض المكونات بالعزل السياسي وإلغاء الحصانة وتمديد الفترة الانتقالية تحت مسميات عدة والدخول فيما اسموه بالمرحلة التأسيسية يتم فيها حل مجلسي النواب والشورى وكذلك حل الحكومة وتحويل اعضاء المؤتمر الحوار الوطني الى جمعية عمومية تدير شؤون اليمن».
وعقد بدولة الكويت أمس الاجتماع الوزاري المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، في إطار الدورة الـ129 للمجلس الوزاري التحضيري للقمة الخليجية ال34 التي ستستضيفها الكويت خلال الاسبوع الثاني من شهر ديسمبر المقبل.
وأوضح القربي، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، ان تلك الاجواء الصعبة والعمليات الارهابية والأزمة في صعدة كلها قضايا لها اثارها في الحوار الى ان جهود الرئيس التي تبذل في استمرار الحوار وحل الخلافات حالت دون توقفه.
واعرب عن اعتقاده بان فشل الحوار ليس في صالح اليمن وسيعيده الى غياهب المجهول الذي عملت على مدى عامين لإخراجه منه مطالبا الاشقاء بعدم النظر نحو تكلفة «ما تقدمونه لعون اليمن ووضعها على الطريق الصحيح» لان ثمن الفشل اكبر بكثير في كافة الجوانب.
وأشاد وزير الخارجية بالمواقف الثابتة لدول مجلس التعاون الخليجي، والتي وردت في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وفي مقدمتها الوحدة اليمنية، والتي اشار انها مثلت المنقذ لليمن من أزمتها السياسية عام 2011.
وأكد القربي أن اليمن تسير في الاتجاه الصحيح في تنفيذ المبادرة السياسية وان ظل المحوران الاقتصادي والأمني إلى المزيد من الانجاز على الارض.
وشدد القربي على حاجة اليمن الى عملية انقاذ سريعة ودعم للحكومة وميزانيتها وأجهزتها الامنية حتى توفر العيش لمواطنيها، وقال مخاطباً وزراء خارجية دول الخليج "ننتظر منكم هذا الدعم".
وتطرق الى اعمال التخريب والإرهاب التي اثر بشكل هائل على موارد الحكومة مما ضاعف من نسبة العجز في ميزانيتها الامر الذي قد يؤدي الى انهيار العملة اليمنية وهو يهدد الاستقرار في اليمن.
وأشار إلى سوق العمل الخليجي الموصود امام العمالة اليمنية على الرغم من الوعود الكثيرة في هذا الشأن، مبينا ان فتح الباب لليمنيين سيكون اكبر رافد اقتصادي لليمن وسيحد من الحاجة للمعونات والهبات والدخول غير القانوني لدول المجلس.
وأعرب القربي عن امله بتحرك اكبر من قبل المجموعة الدولية للتخفيف من المعاناة المعيشية عن الشعب اليمني مقترحا عقد اجتماع لأصدقاء اليمن بكامل اعضائه مرة واحدة سنويا على هامش اجتماعات الجمعية العمومية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على ان يعقد اجتماع تقييمي منتصف العام، لتقييم الانجاز وتحديد جوانب الدعم المطلوبة للحكومة اليمنية وبالذات بعد انتهاء المرحلة الانتقالية لضمان تنفيذ مخرجاتها.
ودعا القربي مجلس التعاون الخليجي لتعيين مبعوث سياسي للمجلس إلى اليمن لمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية وفقاً لآليتها التنفيذية المزمنة، وفقاً لوكالة سبأ الحكومية، ولم ترد هذه الفقرة في الخبر الذي اوردته وكالة الانباء الكويتية (كونا).
وهنأ رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي وزير خارجية الكويت صباح خالد الحمد الصباح الشعب اليمني بالخطوات التي تمت في اطار الانتقال السلمي للسلطة وما تمخض عن الحوار الوطني الشامل من نتائج.
وأشار الصباح أن الدول الصديقة والهيئات الدولية اكدت على دعمها لخطوات الاصلاح التي تقوم بها الحكومة اليمنية مشيرا ان دول الخليج جددت تأكيدها من خلال هذا اللقاء على مواصلتها ومساندتها لحق الشعب اليمني الشقيق في أن ينعم بحياة آمنة كريمة ومستقرة وعلى الاستعداد الكامل لبذل المزيد من الجهود لمواصلة العمل لتنفيذ المبادرة الخليجية وتفعيل آلياتها.
ولفت إلى ان الجهود الحثيثة والايجابية التي تمت بهذا الصدد، قد آتت آثارها الايجابية على ارض الواقع وأسهمت في انقاذ اليمن من الدخول في نفق مظلم، معبراً عن تطلعه لتعزيز العلاقات ومجالات التعاون بين الجانبين الشقيقين وبما يعزز متطلبات الامن والاستقرار في دول المنطقة كي ينعم مواطنوها بالرخاء والعيش الكريم.
وأعرب الامين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني عن تطلعات المنظومة الخليجية بان تتغلب الحكمة والإرادة الوطنية اليمنية التي «نراهن عليها في تجاوز اية صعوبات تعترض مسار تنفيذ المبادرة الخليجية التي نفذت بدعم من اشقائهم في دول المجلس».
وأكد أن هذا الاجتماع الدوري «الهام» يأتي واليمن يواصل بثقة وتفاؤل وخطى ثابتة مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي سعيا لتحقيق تطلعات أبنائه في الاستقرار والازدهار، متمنياً ان يخلص مؤتمر الحوار الوطني «الذي نرجو ان يختتم اعماله في اسرع وقت ممكن» الى مخرجات توافقية تواكب تطلعات الشعب اليمني في ان ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار.