حماس تبلغ الوسطاء موافقتها على مقترح الصفقة (تفاصيل)

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع مدير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهما موافقة الحركة على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.

جاء ذلك في بيان نشرته حماس مساء الاثنين، وذلك بعدما قال مصدر قيادي في الحركة للجزيرة إنها أبلغت الوسطاء، في قطر ومصر، موافقتها على مقترحهم بشأن وقف إطلاق النار.

وقال خليل الحية نائب رئيس حركة حماس في غزة خلال مقابلة مع الجزيرة إن المقترح الذي قدمه الوسطاء للحركة يتضمن 3 مراحل ويشمل انسحابا كاملا لقوات الاحتلال من غزة وعودة النازحين وتبادلا للأسرى.

وصرح الحية بأن الوسطاء أبلغوا الحركة بأن الرئيس الأميركي جو بايدن "يلتزم التزاما واضحا بضمان تنفيذ الاتفاق".

وأضاف أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال الإسرائيلي، والحركة تنتظر رده، لكنها لم تبلغ بموعد محدد لذلك.

وأوضح الحية أنه في اليوم الأول من المرحلة الأولى للاتفاق هناك التزام واضح بوقف العمليات العسكرية مؤقتا وانسحاب جيش الاحتلال إلى مناطق محاذية للحدود داخل قطاع غزة.

وأكد أنه لا قيود على عودة النازحين، وأن "هذا نص واضح في مقترح الاتفاق".

وأشار إلى أن المرحلة الأولى ستشهد مفاوضات غير مباشرة على مفاتيح تبادل الأسرى عبر الوساطة القطرية والمصرية، كما ذكر أن النص يتضمن "ترابط المراحل في التنفيذ".

وأكد الحية أن حماس حققت بذلك أهداف وقف إطلاق النار وعودة النازحين والإغاثة وصفقة تبادل جادة، مبينا أن الحركة قدمت التنازل لتفتح الباب "لوقف الحرب المجنونة".

في غضون ذلك، خرج شبان وأطفال فلسطينيون إلى الشوارع في مناطق عدة بقطاع غزة من شماله إلى جنوبه ابتهاجا بأنباء موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار.

وأطلق المتظاهرون التكبيرات، وهتفوا للمقاومة الفلسطينية، مرددين: "حط السيف قبال السيف، إحنا رجال محمد ضيف"، في إشارة إلى قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

إسرائيل تدرس الرد

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن فريق التفاوض الإسرائيلي تسلم رد حماس من الوسطاء وتجري دراسته للرد عليه رسميا.

وأفادت القناة الـ13 الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء مجلس الحرب قرروا عقد مباحثات هاتفية عقب رد حماس على المقترح.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، خلال مؤتمر صحفي، إنهم "مستعدون لدراسة كل مقترح يتم تقديمه لإعادة المخطوفين، وفي الوقت نفسه مواصلة الضغط العسكري".

وردًّا على سؤال عما إذا كانت موافقة حماس ستؤثر على الهجوم الإسرائيلي المزمع على رفح، قال المتحدث "ندرس كل إجابة وكل رد بجدية شديدة… وبموازاة ذلك ما زلنا نعمل في قطاع غزة".

وقالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل تفاجأت بشدة من تقديم حماس ردا إيجابيا على مقترح الصفقة.

ونقلت عن مسؤول إسرائيلي مشارك في المفاوضات قوله إن الحديث يتعلق بالرد على "مقترح مصري أحادي الجانب".

كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إعلان حماس "خدعة على ما يبدو لتصوير إسرائيل على أنها الطرف الرافض للاتفاق".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن المقترح يشمل تنازلات كبيرة لا يمكن لإسرائيل القبول بها، حسب تعبيره.

غير أن مسؤولا مطلعا على المحادثات قال لرويترز إن حماس وافقت على أحدث مقترح طرحته إسرائيل في 27 أبريل/نيسان الماضي وإنه لم تحدث أي تغييرات كبيرة منذ ذلك الحين، مضيفا أن الوسطاء القطريين تحدثوا مع حماس بشأن ذلك أمس الأحد واليوم الاثنين.

وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم نشر اسمه- أن "ما سيحدث لاحقا متوقف على قبول إسرائيل أو رفضها رد حماس. الكرة في ملعب إسرائيل".

تفاصيل المقترح

وقالت مصادر للجزيرة إن المقترح يشمل 3 مراحل، كل منها تستمر 42 يوما.

ويتضمن ذلك انسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم بالكامل في المرحلة الأولى والسماح بحرية عودة النازحين.

وفي المرحلة الثانية، يفترض أن تنسحب قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة.

وأضافت المصادر أن المقترح يتضمن الموافقة على إنهاء الحصار على غزة في المرحلة الثالثة.

وكان وفد حركة حماس قد أجرى محادثات في القاهرة على مدى يومين بشأن إنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، ثم عاد إلى قطر يوم الأحد لإجراء مشاورات مع القيادة السياسية للحركة.

وتزامن ذلك مع زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز إلى الدوحة، حيث قالت مصادر دبلوماسية مطلعة للجزيرة إنه جاء في محاولة لإنقاذ المفاوضات المتعثرة بين حماس وإسرائيل.

واشنطن تتابع

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن واشنطن على علم برد حماس على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وستقوم بمناقشته مع مصر وقطر وإسرائيل.

وكذلك أعلن منسق اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أنه تم إطلاع الرئيس جو بايدن على رد حماس، وقال إن واشنطن ستقوم بمراجعته ومناقشته مع شركائها.

وكان البيت الأبيض قال في وقت سابق إن الرئيس الأميركي أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي -خلال اتصال هاتفي الاثنين- على الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى، بما في ذلك المحادثات الجارية في الدوحة.

وأضاف أن بايدن كرر لنتنياهو "موقفه الواضح" بشأن اجتياح رفح.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن بايدن أخبر نتنياهو أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس هو أفضل وسيلة لحماية حياة الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وفي حين يصر نتنياهو على مواصلة الحرب بعد عملية التبادل المحتملة تشترط حركة حماس أن يؤدي أي اتفاق إلى وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة.

وواجه نتنياهو اتهامات من داخل مجلس الحرب الإسرائيلي ومن المعارضة وعائلات الأسرى بتغليب مصالحه السياسية عبر المماطلة في إبرام صفقة لاستعادة الأسرى.

المصدر : الجزيرة + وكالات