فتح آفاق جديدة في سلوك المستهلك اليمني بالعصر الرقمي في أطروحة دكتوراه
في خضم عالم التجارة الرقمية المتسارع، يُعدّ فهم سلوك المستهلك ضرورة أساسية لفهم اتجاهاته وتوقعاته بدقة، وهو ما سطرته أطروحة الدكتوراه للباحث اليمني نصر عبد العزيز.
ونال الباحث اليمني نصر عبدالعزيز شهادة الدكتوراه من جامعة إسطنبول آيدين في تركيا، والتي تحتل مرتبة متقدمة في ترتيب الجامعات في العالم وفي المرتبة ٣٦ بترتيب الجامعات الأوروبية، وأشرف على الرسالة البرفسور ايرجينباي اوغورلو، باحث زائر سابق في جامعة كولومبيا الأمريكية.
وتُعدّ الأطروحة المقدمة، علامة فارقة في مجال التسويق، حيث تُلقي الضوء على تفاصيل سلوك المستهلك اليمني في العصر الرقمي، وهي منطقة لم تحظَ بدراسات كافية من قبل. تكشف الدراسة عن الدوافع الخفية والرغبات وتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكل اختيارات المستهلكين اليمنيين عبر الإنترنت.
ولا تقتصر أهمية أطروحة الدكتور نصر عبد العزيز، على ملء الفجوات في فهم سلوك المستهلك اليمني فحسب، بل تُقدم أيضاً رؤى قيّمة حول التجارة الإلكترونية في الأسواق الناشئة مثل اليمن خاصةً مع ازدهار السوق الرقمي في اليمن.
وتُعدّ نتائج الدراسة بمثابة دليل للشركات التي تسعى للدخول إلى هذا المجال، ولصانعي السياسات الذين يهدفون إلى تعزيز نمو التجارة الإلكترونية ودعم الشركات المحلية تحدد الدراسة التحديات والفرص المحتملة لتعزيز مفهومية الإنترنت في اليمن، مما يفتح الباب أمام اقتصاد رقمي أكثر شمولية وإبداعاً.
واستخدمت الدراسة تقنيات إحصائية دقيقة مثل التحليل العاملي التفسيري والتحليل العاملي التأكيدي ونمذجة المعادلات الهيكلية، مع تكييف مجموعة من المقاييس العالمية ذات العلاقة بدراسة سلوك المستهلك لتناسب اللغة العربية والبيئة اليمنية.
وأظهرت النتائج الرئيسية للدراسة أهمية كبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل مسار التبني للتسوق عبر الإنترنت، حيث تؤثر على الإدراك الاجتماعي وتعزز الوعي بالتسوق عبر الإنترنت. يؤثر هذا الوعي المتزايد بدوره على الإدراك للأعمال عبر الإنترنت وسهولة الاستخدام، مما يشكل في النهاية القيمة المدركة للتسوق عبر الإنترنت ويدفع بتبني أكبر له على صعيد السوق.
مع نتائجها التحويلية، تُعدّ هذه الأطروحة مساهمة قيّمة للشركات وصانعي السياسات والباحثين على حد سواء وعلامة فارقة في فهم سلوك المستهلك اليمني في العصر الرقمي من خلال تقديم خارطة طريق واضحة لنمو التجارة الإلكترونية في اليمن.
ونشرت الأطروحة على شكل ثلاث دراسات بحثية منفصلة في مجلات علمية دولية مرموقة، وحظيت بإعجاب وإشادة واسعة من قبل المختصين والباحثين.