أبرز تطورات يوم الـ137 من الحرب على غزة

المدنية أونلاين/

في يوم الـ137 من الحرب على قطاع غزة، كبدت المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال مزيدا من الخسائر، وأقرت إسرائيل بإصابة 46 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، في حين ارتكب الاحتلال 9 مجازر جديدة راح ضحيتها 103 شهداء لترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب إلى 29 ألفا و195 شهيدا.

ولا تزال الأزمة الإنسانية تزداد سوءا، ويواجه القطاع كارثة المجاعة، ويقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من ربع سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية، وحذرت المنظمة الأممية للطفولة (يونيسيف) من أن 90% من أطفال غزة يعانون سوء التغذية.

وللمرة الثالثة على التوالي، استخدمت الولايات المتحدة -الثلاثاء- حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار جزائري في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، مما عرقل المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

يأتي ذلك في وقت واصلت فيه محكمة العدل الدولية لليوم الثاني على التوالي مرافعاتها بشأن العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

الوضع الميداني في غزة

أقر الجيش الإسرائيلي بإصابة 46 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، مما يرفع عدد مصابيه منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 3 آلاف.

يأتي الإعلان عن الحصيلة الجديدة لخسائر الاحتلال في وقت قال فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي: "نحن نقاتل منذ 4 أشهر والطريق أمامنا ما زالت طويلة".

في المقابل، قالت كتائب عزالدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إنها اشتبكت مع جنود الاحتلال وأجهزت على جندي من مسافة صفر جنوب حي الزيتون في مدينة غزة، واستهدفت دبابتين من نوع ميركافا بقذائف "الياسين 105" جنوب حي الزيتون بمدينة غزة.

وواصل الاحتلال ارتكاب 9 مجازر جديدة راح ضحيتها 103 شهداء في قصف إسرائيلي على أحياء سكنية في القطاع، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب إلى 29 ألفا و195 شهيدا.

التطورات في الضفة

وفي الضفة الغربية، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات إسرائيلية خاصة اقتحمت مخيم جنين من جميع المحاور، وسط اشتباكات مسلحة مع مقاومين.

وتحدثت مصادر طبية فلسطينية عن إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال المواجهات في جنين، في حين أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي القضاء على عدد من المسلحين في مخيم جنين.

وفي محاور أخرى، أطلقت قوات الاحتلال النار على فلسطينيين خلال مواجهات في جبل جوهر بمدينة الخليل، وحاصرت بُرقة شمال نابلس.

كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي الخَضِر وحُوسان في قضاء بيت لحم، واعتقلت 20 فلسطينيا في مناطق عدة من الضفة.

مجاعة بغزة

ولا تزال الأزمة الإنسانية تزداد سوءا، وتقترب المجاعة مع استمرار إسرائيل في منع دخول المواد الغذائية والإمدادات الأساسية للقطاع. وقال منظمة اليونيسيف -في بيان- إن قطاع غزة بات على وشك أن يشهد انفجارا في عدد وفيات الأطفال نتيجة الأزمة الحادة بالتغذية، مشيرة إلى أنه يمكن تفادي تلك الأزمة والمشكلات الصحية إذا توقف الصراع.

وبالتزامن مع ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة -في بيان- أن المجاعة تتعمق في القطاع، وحذر من كارثة يروح ضحيتها مئات الآلاف من الأطفال والنساء.

وعلى وقع هذه الظروف المأساوية، أعلن برنامج الغذاء العالمي -الثلاثاء- أنه أوقف مؤقتا تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال القطاع المحاصر حتى تسمح الظروف بتوزيع "آمن".

فيتو أميركي جديد

وفي نيويورك، فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع القرار الجزائري الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وحظي القرار بتأييد 13 دولة عضوا في المجلس مع امتناع بريطانيا عن التصويت.

وبررت المندوبة الأميركية الفيتو الأميركي بأن طرح هذا القرار في هذا الوقت لم يكن مناسبا، لأن قبوله يشكل تقويضا لجهود تبادل المحتجزين، بينما قال مندوب الجزائر في مجلس الأمن إن رفض مشروع القرار يشكل موافقة على التجويع كوسيلة حرب ضد الفلسطينيين.

من جهتها، نددت حركة حماس -الثلاثاء- باستخدام واشنطن حق النقض، واصفة إياه بأنه "ضوء أخضر" لإسرائيل لارتكاب "مزيد من المجازر"، وقالت في بيان "هذا الفيتو يخدم أجندة الاحتلال الإسرائيلي ويعرقل الجهود الدولية لوقف العدوان ويزيد من معاناة شعبنا".

مرافعات محكمة العدل

ولليوم الثاني على التوالي، عقدت محكمة العدل الدولية جلسات للاستماع بشأن تبعات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، حثت جنوب أفريقيا، الثلاثاء، محكمة العدل الدولية على إصدار رأي استشاري يقر بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني معتبرة أن القرار سيساعد الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية.

وقال سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا للقضاة إن "التوصيف القانوني الواضح لطبيعة النظام الإسرائيلي في علاقته بالفلسطينيين لا يمكن إلا أن يساعد في معالجة التأخير المستمر وتحقيق تسوية عادلة".

وتأتي جلسات الاستماع هذه وسط ضغوط قانونية دولية متزايدة على إسرائيل بخصوص الحرب في غزة.

ارتدادات الحرب

وفي ارتدادات الحرب، يتصاعد الخلاف والتراشق السياسي الإسرائيلي تحت عنوان ملف إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة والثمن، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لن يرضخ لأي ضغط قبل تحقيق جميع أهداف الحرب. وأضاف أن حكومته ليست مستعدة لدفع أي ثمن، خصوصا ثمن ما سماها الأوهام التي تطلبها حماس والتي تعني هزيمة إسرائيل، حسب تعبيره.

من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن عودة الأسرى بأي ثمن ليست الأمر الأهم، لكن المهم تدمير حماس، الأمر الذي رد عليه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بالقول إن موقف سموتريتش بشأن استعادة الأسرى عار أخلاقي.

بدوره، قال الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس إن إعادة الأسرى تعد الملف الأكثر إلحاحا، وإنهم لن يفوتوا أي فرصة لإعادتهم.

التحركات السياسية

وصل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -صباح الثلاثاء- إلى العاصمة المصرية القاهرة على رأس وفد من حركته، لإجراء "مباحثات مع المسؤولين المصريين" حول الأوضاع في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 5 أشهر.

وجدّد هنية السبت التأكيد أن الحركة تريد "الوقف الكامل للعدوان" في غزة من دون أن "تفرّط بتضحيات شعبنا" و"إنجازات مقاومته"، وذلك غداة دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن لـ"هدنة مؤقتة" لضمان الإفراج عن الرهائن.

وتأتي زيارة هنية بينما تتواصل المفاوضات بوساطة مصرية وقطرية بين حماس وإسرائيل بغية التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف لإطلاق النار في القطاع، وفي ظل مخاوف دولية وإقليمية من خطورة توسيع تل أبيب عملياتها العسكرية في مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، والمكتظة بالنازحين الفلسطينيين.

الجبهة اللبنانية

وعلى الجبهة اللبنانية، أعلن حزب الله قصف تجمع للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة راميم، كما أطلقت 4 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه السماقة ورويسات العلم الإسرائيليتين في كفر شوبا.

وفي المقابل، نفذت إسرائيل قصفا جويا ومدفعيا على عدة بلدات في جنوب لبنان.

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن المعادلات التي ظن حزب الله أنه فرضها انهارت مع استهداف إسرائيل مواقع في دمشق وبيروت وصيدا والنبطية.

مواجهات البحر الأحمر

وفي اليمن، قالت جماعة الحوثي -الثلاثاء- إنها استهدفت سفينة الشحن الإسرائيلية "إم إس سي سيلفر" بعدد من الصواريخ في خليج عدن بالقرب من البحر الأحمر، كما استهدفت مواقع حساسة في إيلات جنوبي إسرائيل.

وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع -في بيان- إن "القوات البحرية التابعة للجماعة نفذت عملية استهداف لمواقع حساسة للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة، وذلك بعدد آخر من الطائرات المسيرة".

وأضاف أن القوات البحرية التابعة للجماعة نفذت أيضا عملية استهداف لسفينة إسرائيلية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة.

وقبل ذلك توعد الحوثيون بالرد على "أي حماقة أوروبية" لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وذلك ردا على إعلان الاتحاد الأوروبي إطلاق عمليات بحرية لحماية الملاحة في هذا الممر المائي الحيوي. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي "نقول للأوروبيين لا تلعبوا بالنار".

وعلى صعيد آخر، بثت هذه الجماعة مشاهد قالت إنها لإسقاط طائرة أميركية مسيرة من طراز "إم كيو 9" ثمنها 30 مليون دولار، بعد استهدافها بصاروخ في محافظة الحديدة غربي اليمن.

وفي المقابل، أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية أن فرقاطتين للجيش الفرنسي دمرتا مسيّرتين في البحر الأحمر مساء الاثنين "بعد رصد هجمات متعددة لمسيّرات مصدرها اليمن".

المصدر : الجزيرة + وكالات