من أرض سبأ إلى قتبان وأرض حضرموت..رحلة إلى الشرق

بقلم:باسم الشعبي

لا يعرف اليمن وطبيعتها الخلابة وعراقتها وأصالتها الضاربة في جذور التاريخ إلا الذي يقوم برحلة برية وهي وإن كانت مضنية إلا أنها تغنيك عن كل ما تقدمه الكتب وقصص الرحالة وكتاب أدب الرحلات لاسيما حينما تكون الرحلة إلى العاصمة السبئية"مأرب" مروراً بشبوة وحضرموت.

 

لا أريد الخوض في التاريخ وتفاصيله لان ذلك من مهمة المؤرخين والباحثين وكل ما يهم صحفي مثلي هو الانطباعات الجميلة التي تتركها رحلة تتطلع إلى ملامسة تاريخ عميق وضارب في الجذور عن قرب من خلال ما تبقى من أطلاله وشواهده التي تحكي عن حضارة عريقة تعرضت للإهمال والطمس وما كان ليحدث ذلك لولا الإهمال الذي اجتاح كل أوجه الحياة المختلفة في بلاد السعيدة لم يوفر التاريخ ايضاً وآن له أن يزول.

 

رحلة إلى الشرق..هكذا اتفقنا على تسميتها نحن الأربعة"توفيق عبدالوهاب واحمد جعفان وعبدالله العسودي وكاتب المقال" والمقصود بالشرق هو شرق اليمن إذ بدأت الرحلة بمأرب وسط اليمن ثم شبوة وحضرموت في الشرق زرنا عرش بلقيس ومعبدها "أوام" وسد مأرب العظيم مرورا ببيحان ثم توغلنا إلى عتق عاصمة شبوة ومنها إلى المكلا عاصمة حضرموت التي وصلناها مغرب أمس الأحد،إنها رحلة إلى قلب تاريخ يمني عظيم ومشرق ما يزال شاهداً حياً عن حضارة عظيمة مقدماً بشارات كبيرة لنهوض حضاري يمني قادم.

 

ما تزال الرحلة لم تنته فاليمن بتنوعها الحضاري والسياحي محط جذب وإعجاب دائمين،وحدها اليمن قادرة على الإدهاش والإبهار وإعادة تجديد الروح وفتح أبواب للخيال والإبداع،الطبيعة التي شكلها الله تكون أكثر إلهاما من تلك التي تصنعها الأيدي فبلادنا تحفة ربانية لا تقدر بثمن وهي بحاجة إلى عقول تفكر وتنتج وتعمل من أجل بلد جميل ومزدهر يحقق تطلعات كل أبنائه في مستقبل مشرق مع وضع في الإعتبار الخصوصيات المتميزة لكل منطقة ومحافظة ومحاولة تنميتها وإبرازها إذا أن التنوع هو مصدر قوة لا ضعف كما قد يعتقد بعض الجهلاء.

 

رحلتنا إلى الشرق، إلى الحضارة والجمال ما تزال مستمرة وهي في حضرموت الآن حيث الهدوء والسكينة وخور المكلا الجذاب.