"14اكتوبر"و"اليمن اليوم"بلون فك الإرتباط...قراءة تحليلية لتناولات الصحافة اليمنية لمهرجاني عدن

المدنية: مياد خان

لا يوجد اعلام محايد .. كثيرا ما توقفت أمام هذه العبارة لتتجسد حقيقتها أمامي يوما بعد يوم, أدرك أن هناك خفايا كثيرة تدور خلف توجيه الخطاب الإعلامي في محافظة عدن ورأيت أن ظهور صحفا كثيرة صدرت عقب تنحي المخلوع صالح وتوقيع المبادرة الخليجية منشأها وسوقها عدن , فجأة تسمع عن ظهور صحيفة أسبوعية ثم بعد ذلك تصبح يومية (طبعا بعيدا عن روتين ممل اسمه ترخيص الإصدار والطباعة)

جميع تلك الصحف ذات توجه واحد (تعزيز الحراك الإنفصالي والقضاء على ثورة الشباب السلمية) ولن أخوض الآن في تفاصيل مملة عن (من يمول ـ تتبع من ـ لماذا تطبع في مطابع مؤسسة أكتوبر من غير ترخيص وبأسعار رمزية.....الخ ) لإن الإجابة بالنسبة لي واضحة (لكنها قد لا تكون واضحة لوزير الإعلام)

تعمدت أن أطالع اليوم ( ثمان صحف ) الصادرة صباح اليوم في عدن بحثا عن حيادية الصحافة والمهنية التي يتشدق بها من ينسبون أنفسهم للإعلام بينما مهنيتهم غابت خلف أجندتهم , وأحببت أن أطالع ( كيف ستكون تغطيتهم الإعلامية والخبرية عن الاحتفال بذكرى عيد الإستقلال في عدن ) في ظل حشد كبيروساحتين ( ساحة تتمسك بالحوار وبسلطة الرئيس هادي وطبعا بمشروعية الوحدة ) ( بينما فريقا آخر ( لايعترف إلا بالرغبة في فك الإرتباط)

وبرغم توازن للساحتين جماهيريا إلا أن الصحافة العدنية لم تخيب ظني في تناولها الغير حيادي والذي يعمل لصالح أطراف ( سياسة وليس إعلام) وسأعرض لتلك الصحافة بشيء من الوضوح:

صحيفة 14 أكتوبر الرسمية( حكومية ):

الخطاب الرسمي الحكومي ياليته تحدث بلغة حيادية وهو يدعي الحيادية والمهنيةوهو صحيفة رسمية بل ذهب ليكون طرفا في اظهار فعالية الحراك الإنفصالي بلغة ( احتشد مئات الآلآف .. وكررها في الخبر ثلاث مرات ) وفي الصفحة الأولى وساق لها صورتين حاشدتين من المسيرة,  بينما فعالية الثورة المؤيدة للحوار الوطني فكانت اللغة في نهاية الخبر وفي الصفحة السادسة وبعبارات مختصرة  (احتشد الآلآف من انصار التجمع اليمني للإصلاح) وساق له صورة فردية واحدة من صلاة الجمعة التي لاتظهر حشدا.

الخبر في صحيفة أكتوبر يحكي أن الحراك خرج لأجل ايجاد حل عادل للقضية الجنوبية بينما صور حشد الثورة بأنه للإحتفال بذكرى عيد الإستقلال.

 

صحيفة أخبار اليوم :

وهي الصحيفة المصنفة عند قوى الحراك بأنها ( عدو )بينما لغتها اليوم اختلفت تماما عن الأمس وأصبحت ألفاظ الحراك الجنوبي الغير مقبولة سابقا مستصاغة اليوم مثل ( طرد المحتلين واستعادة جمهورية اليمن اليمقراطية وغيرها من العبارات

الصحيفة صدرت لكل فعالية خبرا مسقلا بها بصورتين لكل خبر وعنوان بارز إلا أنها وهي الصحيفة اليومية الوحيدة في عدن  المصنفة بأنها في صف الثورة , إلا أن التغطية الخبرية للصحيفة أوقعها في وصف مسيرة الحراك بأنها ( مئات الألأف بل مليونية) مع عدم صحة المعلومة بينما تم وصف حشد الثورة بأنه ( الآلآف من ثوار عدن)

 

صحيفة الأولى:

وهي الأولى في الكذب والأولى في التزوير والتزييف, ورغم معرفة أبناء عدن تماما لتبعية الصحيفة لطرف معلوم ووضوح موقفها المعادي لثورة الشباب السلمية إلا أن فضيحتها اليوم كانت ( فضيحة بجلاجل ) فهي حين أهملت ذكر مئات الآلآف المحتشدين والمؤيدين للثورة في كريتر عدن ولم تكلف نفسها لذكر نصف كلمة عنهم وكأنهم غير موجودين ( طبعا انطلاقا من حياديتها الزائدة عن الحد ) رأينا انشغالا كاملا بذكر فعالية الحراك واتصال هاتفي من البيض (( كل ذلك شأنها وليس لأحد رأي فيما ينشرون )) لكن المؤسف والمخزي أن تقوم الصحيفة المبجلة بنشر صورة لفعالية ومسيرة كريتر الضخمةوهي تمر بجوار المساحة المجاورة لمركز عدن مول التجاري - وهي بالزخم الكبير ( ثم نرى الصحيفة تنسب تلك الصورة للحراك الجنوبي ) في أبرز فضيحة عدنية لهذا اليوم ( نصيحتنا لصحيفة الأولى أن ينشغلوا بنشر صور وأخبار أصالة وعزت أبو عوف ومايا دياب .


صحيفة الشارع:

المعنونة بأنها مستقلة وعلى اعتبار أنها مستقلة ( أبرزت فعالية الحراك فقط ) وجعلت صفحتها الرئيسية صورة حاشدة لفعاليتهم كما ابرزت صورا داخلية بينما لم يتم تغطية فعالية الثورة في كريتر ولا بنصف كلمة ( في صورة لقمة الحيادية)

 

صحيفة الطريق :

التابعة في خطابها لتيار باعوم والمعنونة بأنها مستقلة وبرغم أن اسمها الطريق إلا أنها ظلت الطريق المحايد ( أبرزت فقط فعالية الحراك ) ومعظم صفحاتها صور للفعالية (بلغت ثلاثين صورة ملونة ) وأنته موت ياحاسد , بينما لايوجد جمهور آخر في نظرهم احتفل باسم الوحدة والثورة والحوار في كريتر حتى نقلهم للمحتفلين في كريتر كان فقط لفعالية الحراك الجنوبي ( هذه تغطية مستقلة عيني عينك )

 

صحيفة القضية :

صحيفة ليس لها عنوان واتصل بنا على السيار وتصدر في الأسبوع ثلاثة أيام بلا ترخيص وبسعر أقرب للمجان, وطبعا من أولها لأخرها ( قال الحراك وفعل الحراك) لغة واحدة وخطاب واحد في صورة واضحة لعدم الإعتراف بوجود الآخرين مطلقا ( أنا ومن بعدي الطوفان )

 

صحيفة عدن الغد:

 طبعا لم يقتنع أحد بعنوان الصحيفة أنها مستقلة ( وتكهنات كثيرة حول تبعية الصحيفة ) لكن الإجماع منعقد بأن الصحيفة (مضادة للثورة ) بكل ما أوتيت من مال .وتطبع بتوجيهات بلا ترخيص وبمبلغ زهيد.

كرس عدد اليوم لعرض مليونية للحراك .. وأضخم حشد .. اعلان للإستقلال الثاني .. وهلم جرا ) بينما فعالية الثورة كان باهتا بصورة فردية وبعنوان على كيف كيفك ( الآلآف من أبناء محافظات يمنية يحيون عيد الإستقلال بعدن ويجددون تمسكهم بالوحدة) ومضمون الخبر مثل وجه من كتب الخبر .

 

صحيفة اليمن اليوم:

تتبع نجل الزعيم المخلوع صالح وتطبع في مطابع أكتوبر الرسمية الجديدة ( وطبعا شبه مجان وبلا ترخيص) أبرزت صورفعالية الحراك بشكل بارز وحشد لمسيرتهم بينما فعالية الثورة ( صورة متواضعة وضغيرة ) من باب من تواضع لله رفعه.

 

صحيفة خليج عدن:

أبرزت الفعاليتين بحشدهما بمساحات متكافئة وصور متوازنة وتغطية محايدة وجعلت عنوانها (توازن القوة ) برغم أن جمهور الحراك يصنف الصحيفة ( معادية لخطهم )

 

الخلاصة :

هذا الكم من الصحف الغير محايدة بل والمعادية لثورة الشعب تستدعي أن تبادر قوى الثورة لإصدار صحف موازية , وأمامنا تساؤل كبير لمصلحة من تعمل تلك الصحف التي تؤدي دور تغذية الفرقة والشقاق في المجتمع العدني دون رقيب ولا حسيب , وهل من وقفة صادقة وجادة أمام قيام مؤسسة أكتوبر للصحافة بإطلاق العنان لطباعة ( صحف من هب ودب ) بلا تراخيص وبأسعار متدنية ( وهل صحيح ما يشاع أن صورا ضخمة لعلي البيض طبعت في مطابع أكتوبر).