مراقبون يتمنون على النخب قراءة رسائل عدن بعيداً عن العبارات الفقيرة"نحن أكثر وهم أقل" إلى التفكير بمسؤولية من أجل مستقبل جمعي،احتفالان حاشدان"تفاصيل وصور"

شهدت مدينة عدن كبرى مدن الجنوب اليمني اليوم احتفالين كبيرين بمناسبة الذكرى 45 لعيد نوفمبر العظيم أو ما يسمى"بيوم استقلال الجنوب اليمني من الاحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 67" حيث شهدت مدينة كريتر بمديرية صيرة محافظة عدن احتفالاً بهيجا شارك فيه عشرات الآلاف من أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية إلى جانب عدد كبير من مواطني عدن والمحافظات الجنوبية الذين تقاطروا للمشاركة في الاحتفال الذي بدا بمسيرة حاشدة انطلقت من أمام السوق التجاري "عدن مول" على شاطيء بحر العرب وصولاً إلى ساحة الحرية حيث أقيم هناك مهرجانا كرنفالياً ألقيت فيه عدد من الكلمات والقصائد والأناشيد المعبرة والمحتفية بالمناسبة العظيمة حيث جدد الثوار والمشاركون في المسيرة مطالبهم للقيادة السياسية بضرورة إصدار قرارات حاسمة لمعالجة "قضية الجنوب" كمقدمة تهيئ لمشاركة فاعلة في الحوار الوطني القادم مؤكدين على أهمية إقالة بقايا العائلة وما تبقى من رموز النظام السابق وهيكلة الجيش قبل الحوار.

وفي مديرية المنصورة شارك الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي السلمي في حفل كرنفالي احتفاء بالمناسبة ذاتها القيت فيه العديد من الكلمات لقيادات في الحراك وقصائد شعرية وعروض كرنفالية معبرة،فمنذ الساعات الأولى لصباح الجمعة بدأت الجماهير بالزحف من عدد من مناطق وقرى الجنوب إلى مدينة عدن حيث شاركت الحشود في أدى صلاة الجمعة بشارع "الشهيد مدرم" قبل أن ينتقلوا إلى ساحة الشهداء بمديرية المنصورة للمشاركة في الاحتفال بيوم طرد الاستعمار البريطاني من الجنوب اليمني في 30 من نوفمبر 1967 بعد 139 من الاحتلال البغيض.

ووصف مراقبون ما شهدته عدن اليوم بالمشهد الحضاري حيث تمكنت الجماهير في التعبير عن تطلعاتها بكل حرية وفي جو من الأمن والسكينة دون حدوث أية صدامات وهذا بحد ذاته يعد منجزاً كبيراً من منجزات ثورة الشباب حد قولهم.

 

ودعا المراقبون أنصار ثورة الشباب والحراك السلمي إلى استلهام معاني وقيم يوم نوفمبر العظيم بعيدا عن التعصب والتمنطق وبالنظر إلى الأمام لا إلى الخلف لان الثورات-حد قولهم- تأتي من أجل خلاص الشعوب ونقلها من واقع مرفوض إلى واقع منشود ومن أجل البناء والتماسك والتقارب لا التفرقة والصراع والتشتت..مشيرين إلى أن عدن تعد بحد ذاتها بوصلة لليمن ينبغي على النخب السياسية قرأتها بشكل جيد بعيدا عن العبارات الجوفاء الفقيرة"نحن أكثر وهم أقل" وإنما بمسؤولية عالية ترتقي إلى مستوى الحدث وما يجري على ارض الواقع والتمعن في رسائل الحشود للوقوف على مستقبل جمعي يحقق تطلعات الجماهير اليمنية العريضة.

مؤكدين أنه لايوجد في قاموس الوطنيين شيء اسمه "هم ونحن" كما يحاول البعض تصوير المشهد، وإنما "كلنا نحن" وعلينا أن نفكر من أجل وطن ومستقبل للجميع يساهم في ردم الهوة ويعيد صياغة معادلة جديدة تتجاوز الماضي واخفاقاته.