ما يجري في تعز ليس صراعاً بين الحوثيين والإصلاحيين.. مليشيات إعدام الثورة أرادَت إعدام الثوار وهدفهم النبيل

كتب: أحمد شوقي أحمد

 

اليوم جُرح ثلاثة أشخاص على الأقل في تعز أحدهم جراحه خطيرة، وهناك إشاعات عن موته,, حقوقية معروفة ومستقلة عن الانتماءات الحزبية قالت لي بان المسيرة التي خرجت اليوم وشارك فيها عدد كبير من الأشخاص قدرتهم بآلاف عديدة، رددت شعاراً واحِداً هو "الشعب يُريد إسقاط النظام"، جاء ذلك ردَّاً على سؤالي عن شعارات المسيرة وهل هُم "حوثيون" كما يقال, وأضافت أن المسيرة التي وصلت إلى ساحة الحريَّة تعرضت للضرب بالهراوات وتطور الأمر إلى ما لا يُحمد عقباه.

سألت مصوراً صحافياً معروف بحياده فأكد لي ذلك الكلام وقال أن المسيرة تعرضت للرمي بالحِجارة وتطور الأمر إلى تبادل الرمي بالحِجارة، ثم قام مسلحون يُعتقد أنهم تابعين لمليشيات التجمع اليمني للإصلاح بإطلاق الرصاص، مما استفزّ حراسة منزل النائب سلطان السامعي الواقع في نفس المكان للردّ، لكن اتصالاً عاجلاً من السامعي استدرك الموقف ومنع إطلاق الأعيرة النارية من طرف حراسته وذلك كي لا يبدو الأمر وكأنه تبادل لإطلاق النار بينما هو اعتداء في الأساس! فيما استمر الطرف المقابل بالاعتداء على المشاركين في المسيرة وإمطارهم بوابل من الرصاص أدى إلى جرح بعضهم، وامتدّ الاعتداء ليطال منزل سلطان السامعي الذي تعرض لإطلاق نار كثيف هو الآخَر، وبعدها "فحطتو".. هكذا أكمل المصوِّر شهادته!

تفاصيل كثيرة، وهلع كبير اكتنف أصوات بعضِ مُحدثيّ, يبدو أن هناك شعوراً قاهراً بالكُره يكبُر يوماً بعد يوم، كما أن هُناك شعوراً بأن ثمة رغبة بالقضاء على ساحة الحريَّة بتعز من خلال هذه المعارك الطاحِنة والمُرتجلة حتى تتحول الساحة من حلُم راوَد ملايين اليمنيين إلى كابوس كبير يؤرق حياتهم ويدمِّرها، هذا الشعور بالكُره سيتحول إلى طاقة تدمير ضدّ الجميع، فيما إعلام الإصلاح "الرسمي والمبطن والموالي" يتفنن في تمييع الواقع والكذِب تحت لافتة "الصراع بين الحوثيين والإصلاحيين"

ما يجري في تعز ليس صراعاً بين الحوثيين والإصلاحيين كما يُقال فالجرحى والشهداء الذين تساقطوا ضمن هذه الصراعات هُم أبناء تعز وليسوا أبناء حوث، كما أنهم ليسوا مُقاتلين بل مدنيين عُزل، شاركوا في مسيرة سلمية ومشروعة، مطلبها واضح وصريح "الشعب يريد إسقاط النظام"، لكن مليشيات إعدام الثورة أرادَت إعدامهم وإعدام هدفهم النبيل، وفيما يتساقط الضحايا يُشرع إعلام الإصلاح وكتبته لاعتداءات مليشياته المُسلحة بـ "الصراع بين الحوثيين والإصلاح"..!

إجمالاً: يجب علينا الوقوف بقوة في وجه هذه الخروقات والاعتداءات، ويجب على السيد بن عُمر أن يأخذ هذه الانتهاكات في حُسبانه، فرُغم كذب الإعلام الإصلاحي واتهاماته الافترائية، إلا أنه حتى ولو افترضنا صحَّة أن هؤلاء حوثيون كما يُقال فهُم في النهاية مواطنون يمنيون لا يجوز الاعتداء عليهم بأي صورة من الصَور ما دام تعبيرهم سلمياً عن مطالبهم بل وحتى لو لم يكُن سلمياً يفترض وجود جهات ضبط يتم اللجوء إليها وليس بالاعتماد على مليشيات أسسها مجرمون مُحترفون ومطلوبون للعدالَة!

 

من صفحة الكاتب على "الفيس بك"