رئيس الأركان: مليشيا الحوثي أداة لإيران تنفذ مشروعها التدميري في اليمن والوطن العربي (حوار)
أجرت قناة اليمن الفضائية الجمعة، مقابلة مع الفريق الركن صغير بن عزيز رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قائد العمليات المشتركة.. تطرق فيها إلى عدد من القضايا المتعلقة بالشأن اليمني وفي مقدمتها الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإرهابية..
ولأن الفريق الركن صغير بن عزيز من أوائل من واجه هذه المليشيا الإرهابية، وخبر نهجها وقيمها السيئة القائمة على عدم القبول بالآخر، كمنهج طبقي مقيت يشكل منهجها العقيدي والقيمي، وأدرك باكراً توجهها الفكري الخبيث، فقد ركز في مقابلته على خطورة الفكر الاثنا عشري الذي تعمل المليشيا الإرهابية على تأصيله في أوساط المجتمع وخاصة النشء في صفوف الدراسة الأولى.. بالإضافة إلى تناوله الكثير من القضايا المتعلقة بجانب المواجهة والتصدي لهذه المليشيا وفي مقدمتها وحدة الصف والهدف والمصير لكل القوى الحية المواجهة لمليشيا القتل والدمار، مليشيا الكهنوت والتخلف المدعومة من إيران..
معالي الفريق الركن صغير بن عزيز نحن اليوم نلتقي بك في مترسك مترس الجمهورية في النسق الأمامي لمعركة الجمهورية، الحوثيون يدعون بأنهم دخلوا مأرب، وأنتم اليوم موجودون على أرض الواقع، وفي المعركة، برأيك ما الذي يريده الحوثيون من هذه الشائعات؟
– طبعاً هذه الحركة الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران دأبت على بث الشائعات والتضليل والكذب على الشعب اليمني منذ بداية نشأتها، هذه الحركة بنيت على الكذب والدجل والتضليل، فهم في كل المراحل يستجهلون عقول اليمنيين ويضللونها في أكثر من موقف، حقيقة هذه المعركة هي معركة الجمهورية، معركة الدفاع عن اليمن الأرض والإنسان، هذه المعركة ليست معركة فئة من الشعب أو حزب أو جماعة أو منطقة، هذه المعركة هي معركة كل اليمنيين ضد هذه الحركة الإرهابية الحوثية الإيرانية التي تريد أن تخرج اليمنيين عن هويتهم اليمنية، وهويتهم العربية، هذه الحركة المدعومة من إيران تريدنا أن نكون نحن اليمنيين أتباعا لإيران، وهذا لن يقبله الشعب اليمني أبدا، ولهذا فعندنا مثل شعبي يقول: حبال الكذب قصيرة.. وبإذن الله تعالى وبفضله وبفضل جهود الأبطال في المواقع لن يمروا ولن ينجحوا.
لو تحدثنا اليوم وتحدث المشاهد عن طبيعة هذه المعركة التي تجري اليوم؟
– طبعا المعركة التي تجري اليوم هي بالنسبة لنا المعركة الفاصلة، والتي بإذن الله تعالى سنحقق فيها النصر، ونسحق هذه الجموع الحوثية المسعورة التي تدفع بها إيران وبقيادة القاتل الإرهابي حسن إيرلو، الذي يقود هذه المعركة وليس الحوثيون، الحوثيون هم عبارة عن أداة لإيران تنفذ مشروعها التدميري لليمن وللوطن العربي، هذه الحرب وهذه المعركة ليست موجهة ضد اليمنيين لوحدهم، وإنما هي موجهة ضد اليمنيين، وضد العرب، وضد المسلمين، بالإسلام المزيف إسلام التضليل والتجهيل الإيراني، المذهب الذي بني على الكذب، يكذبون على الله سبحانه، ويكذبون على رسوله، هذه المعركة يجب أن يتضافر لها جهود كل الناس ليس الجيش والأمن وحدهما، ولا المقاومة أو القبائل المساندة، هذه المعركة يجب أن تتضافر لها جهود كل اليمنيين، كل العرب، كل المسلمين، وذلك للدفاع عن العقيدة الصحيحة، عن الإسلام، عن الإنسانية.. هذه الحركة الحوثية الإرهابية الإيرانية حركة ضد الإنسانية، اليوم كل المدارس في مناطق سيطرة الحوثيين يضللون على الشباب، ويعبؤونهم حقدا وكراهية ليس ضد اليمنيين فحسب، بل ضد اليمنيين والعرب والإسلام، وضد الإنسانية بشكل عام، ها هم اليوم يرفعون شعار الموت أمام كل من يقف ضدهم.
حتى من يختلف معهم في الرأي؟
– كل من يختلف معهم.. هم اليوم ينادون بالكراهية للإنسانية بشكل عام إلا من هو على مذهبهم ونهجهم الضال والمضل.
معالي الفريق تتحدث الأخبار عن محارق حصلت لحشودهم وهم يزجون بهذه الأعداد الكبيرة إلى جبهات القتال.. برأيك ما الذي يجعلهم بهذا الجنون الذي يدفع بهؤلاء؟ ماذا نسميهم؟ المغرر بهم؟ ماذا نسمي هؤلاء الشباب الذين يقعون بين الأسر والقتل والضياع؟ فما نشاهده صورا مؤلمة.
– تاريخ هذا النهج معروف بالتجهيل والتضليل والقتل والتدمير، ولو رجعنا قليلا إلى الحرب العراقية الإيرانية، لوجدنا يتبعون نفس النهج، يدفعون بالناس إلى المحارق دون أي مراعاة، ودون أي شفقة أو إنسانية، يهمهم أن يموت الآلاف وعشرات الآلاف بل ومئات الآلاف من أجل أن يرضوا رغباتهم في القتل والتدمير، هذا نهجهم، اليوم يدفعون بالشباب اليمني المغرر بهم والمضلل بهم، وهم اليوم موجودون على قيد الحياة أسرى يتم مراعاتهم وإكرامهم ومحاضرتهم وإعادة برمجة عقولهم التي أصبحت شبه خاوية من العقل والمنطق، تشعر بالرحمة والشفقة على هؤلاء الذين ضللهم هذا الفكر الحوثي الإرهابي، عشرات بل ومئات القتلى منهم، والله أننا نوجه أن لا تعرض بعض الصور، الأسرى أيضا أثناء التحدث معهم كلهم يبكون، وكلهم يقولون: مغرر بهم، تعرف أن الشباب إذا لم يراع فيه الضمير في تربيته وتثقيفه الثقافة الصحيحة، ثقافة الإسلام، ثقافة وأخلاق اليمنيين التي تدعو إلى العفو والصفح والتسامح والسلام والأمن والاستقرار سيبقون فريسة لمثل هذه الأفكار الضالة والمضلة، الحوثي يعبئ عقول الشباب عكس هذا الكلام كله، يعبئهم بالحقد والكراهية وعدم التسامح.. يا رجل! يتذكرون مآس قبل 1400عام ويعبئون الشباب بها، بهذه الأفكار الضالة، لهذا ليس لدينا مجال كلنا كيمنيين بدون استثناء إلا أن نقف ضد هذا المشروع الذي يريد أن يدمر اليمن، يدمر العقل اليمني، الشباب سيدمر وسيصبح حاقدا، ويصبح منتقما على كل الإنسانية إذا لم نجتث هذا المرض الخبيث الحوثي المدعوم إيرانيا.
إذاً معالي الفريق أنت ربما عايشت هذه الحركة أكثر من غيرك، أنت رجل خضت حروبا وعلى ما أعتقد أنك أيضا جرحت وأنت تواجه هذه المليشيا منذ وقت مبكر قبل أن يعرف اليمنيون حقيقتها.. برأيك منذ متى أو ما هو المفهوم أو التصور الذي وصل إليه الفريق الركن صغير بن عزيز قبل أن يصل اليوم إلى اليمنيين بشكل عام؟
– حقيقة نحن مسالمون، ولا نريد الحرب، وتربينا على الصفح والعفو والسماح وتجاوز الأخطاء، لكن مع الحركة الحوثية الإرهابية لا تستطيع أن تتجاوز ما يقومون به، نحن في أرضنا، وفي بلادنا، في منطقتنا لم نذهب إلى معقل الحوثيين لقتالهم منذ بداية نشأتهم في مران، هم أتوا إلينا من أجل أن يفرضوا أفكارهم بالقوة، وهكذا في كل منطقة، لهذا فهذه الحركة حركة إرهابية بكل ما تعنيه كلمة إرهاب؛ لأنها تريد أن تفرض آراءها وأفكارها وطبيعتها، وكل ما تريده بالقوة.
هل مورس هذا معكم في بداية حروبها؟
– في كل المناطق وليس في منطقتنا فقط، في كل المناطق التي مروا بها منذ بدأت نشأتهم في صعدة، حيث بدأوا بفرض أفكارهم بالقوة، بل والانفراد بكل شيء، بل كانوا في كل منطقة يريدون أن يكونوا هم البديل للدولة، هم البديل للنظام والقانون والدستور، هم أنفسهم كحركة وكأشخاص وكسلالة، وأنا هنا لا أقول: سلالة، لأنهم بنو فلان، وإنما أعتبر السلالي هو من ينتهج هذا الفكر، وليس سلالة فئة من الشعب اليمني، ليس بيننا عداء نحن وكل فئات الشعب اليمني، نحن بيننا عداء مع هذه الفئة التي تنتهج هذا الفكر.
سلالة الفكرة؟
– سلالة الفكر الاثنا عشري البغيض الذي يريد أن يجهل الناس، ويفرض عليهم فكره بالقوة.
أنت تريد أن تقول يا معالي الفريق: إن الحل السياسي بالحوار مع هؤلاء غير مجد.؟
حاولنا بل وحصل بيننا اتفاقات ونحن في منطقتنا، وكممثل للدولة، أو متعاون مع الجيش في منطقة سفيان، عندما اعتدوا على المواقع العسكرية الموجودة في سفيان تواجهنا نحن وهم، وحصل أن جاءت وساطات فيما بيننا لتهدئة الوضع، من خلال إخلاء مواقع وعدم الاعتداء عليهم أو العكس، ولم يلتزموا، وأنا لدي كل الأدلة على هذا، لم يلتزموا لا بعهد ولا وجه مثل القبائل تتبادل الوجيه وتلتزم بها، لم يلتزموا بأي شيء لا عهد ولا وجيه ولا اتفاقات مكتوبة، وهذا يؤكد أن هذه الحركة دأبها دائما نقض العهود والمواثيق، كل الشعب اليمني الذي عانى من هذه الحركة، يعرف أنها حركة نقض العهود والمواثيق، يعني ممكن يوعدك الصباح ويعطيك عهدا وينقضه في العصر، ويقتلك وأنت آمن اعتمادا على العهد، هؤلاء ليس لهم عهد ولا ذمة، حركة لا مثيل لها في التاريخ القديم، ولن تتكرر في التاريخ الحديث، إنها حركة إرهابية ليس لها مثيل إطلاقا.
إذن معالي الفريق أنت تقول: بأن هذا الخطر الكبير لا يتهدد أبناء اليمن وحدهم، وإنما يتهدد المنطقة وهو مشروع إيراني ابتلع بعض العواصم العربية، ويسعى إلى ابتلاع عواصم أخرى، لكن على أرض الواقع اليوم ألست معي يا معالي الفريق بأن المهمة اليوم أصبحت مهمة جزء بسيط هو من يتصدى لهذه المليشيا، أين مقدرات الدولة والمواطن والجيش، ومختلف هذه الفئات التي تواجه هذا الخطر المحدق باليمنيين؟
المعركة مثلما سبق، وإن قلت ليست: معركة أي جهة أو فئة.
هذا الأصل الذي يجب أن يكون.
نعم هي معركة الجميع، يجب علينا جميعا أن نشارك في هذه المعركة، كل بما يستطيع، الجندي والمقاوم، القبائل المساندة فما يقدمونه ويسطرونه من ملاحم بطولية يشكرون عليها، والإعلام جبهة، والاقتصاد جبهة، والأمن جبهة، والمجتمع بشكل عام جبهة، يجب أن تكون هذه الجبهات كلها موجهة ضد هذه الحركة، وهذا الفكر، إذا لم نكن بهذا الشكل فسيندم الجميع، نحن نثق بالله كل الثقة أن النصر حليفنا؛ لأننا مع الحق، والحوثي وحركته على باطل، ووالله لو أننا نعرف حتى أقل القليل أن هذه الحركة على حق، وتريد للشعب اليمني الخير والأمن والاستقرار لما وقفنا ضدها، ولما أطلقنا طلقة واحدة ضدها، منذ أن كنا في صعدة وفي سفيان، لكننا وصلنا إلى قناعة تامة بأن هذه الحركة لا يمكن أن تتعايش مع أحد حتى لو سلم لها، والدليل واضح ومشهود، الآن من سلموا ماذا يحصل لهم؟ يمتهنوهم ويهينوهم ويفرضون عليهم الفكر بالقوة! الآن لم نكن نتوقع ولا نتخيل أن يصبح في داخل العاصمة صنعاء لطميات ونواح وندب على أحداث حدثت قبل ألف وأربعمئة عام، فأي فكر هذا؟! وأية عقول ستتربى على هذا النهج؟! لم أكن أتوقع في يوم ما أن تشيد كلية خاصة باللغة الفارسية في الجامعة العريقة جامعة صنعاء.
كما أننا لم نكن نتوقع أن يتم تغيير المنهج الدراسي، الذي أعده نخبة من العلماء والأستاذة الأفاضل، كمنهج وسطي معتدل يربي الشباب على حب الخير وحب الأمن وحب الاستقرار وحب التسامح وحب الإنسانية بشكل عام، حيث تم تغييره إلى منهج تعصبي سلالي تدميري تكفيري مشحونا بالحقد والكراهية على كل شيء.
إذا معالي الفريق هذه هي الأخطار المحدقة بالشعب اليمني، كيف يمكن أن تطمئنوا الشعب اليمني من خلال المؤسسة العسكرية التي هي مكسب اليمنيين جميعا، أن هذه الأخطار لا يمكن لها أن تستمر مهددة للجيل الحالي أو للأجيال القادمة؟
-أولاً هذا الجيش الذي يقاتل منذ ست سنوات أو ما يقارب الست السنوات، جيش عظيم، جيش بذل تضحيات عظيمة، وناضل نضالا غير عادي برغم أنها ست سنوات متواصلة من الحرب إلا أن الجيش الوطني معنوياته مرتفعة، يقاتل بقناعة لأن لديه هدف سام وعظيم وهو الدفاع عن اليمن، عن هوية اليمنيين، عن عروبة اليمنيين، عن مستقبل الأجيال الذي يجب أن يكون خال من كل هذه الأخطار، لهذا تجد المقاتل في كل المعارك يخوض معركته بقناعة لا يهاب الموت؛ لأن الهدف سام، يعرف أنه يقاتل على حق، يقاتل فئة باغية وضالة ومضلة، لهذا لا قلق؛ لأن الجيش لهم بالمرصاد، الجيش يحقق وسيحقق انتصارا، الجيش يخرج هذه الفئران من مخابئها إلى الأرض الواسعة التي استطاع أن يقتلها فيها، ولن تعود هذه الجرذان بإذن الله تعالى.
أفهم من كلامك يا معالي الفريق أن ما يحدث في أرض المعركة ربما يغيب عنا جميعا، العسكريون لهم طرقهم وسياستهم في إدارة المعركة، ولكن بعض الناس يحسبون العملية من خلال المساحة الجغرافية، كيف أن يمكن تطمئن المشاهد فيما يخص هذا الموضوع بالذات؟
-حسابات الجغرافيا مهمة جدا، لكن هناك حسابات أخرى وهي كيف تقضي على عدوك؟ كيف تخرجه من مخبئه لتقضي عليه؟ كيف تخلص الشعب اليمني منه؟ ففي هذه المعركة سيتم بإذن الله تعالى القضاء على المليشيا الحوثية الإرهابية قضاء نهائيا، وستسمعون في القريب العاجل أنباء سارة، نحن على موعد مع النصر بإذن الله تعالى، يجب على الجميع أن يثق في الجيش الوطني وفي المقاومة وفي القبائل المساندة وأن يثق بأن النصر حليفهم؛ لأن الحق منتصر دائما وابدا، يجب أن يثق الجميع في الجيش وفي تحالف دعم الشرعية الذين يستحقون الشكر على دعمهم للجيش وعلى مراعاتهم لجيرانهم الشعب اليمني، وحرصهم على أمن واستقرار اليمن، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، يستحقون منا الشكر والتقدير، ولن نستغني عنهم، ولن يستغنوا عنا، فعدونا واحد، وهدفنا واحد، وأمننا واستقرارنا واحد لا يتجزأ، وسنحميه بكل ما نستطيع.
معالي الفريق كلام قد ربما يقنع، لكن هناك سؤالا أيضا ينشأ من هذا الحديث، وهو لماذا لا تتحرك كل الجبهات؟ حيث أن الحوثي استفاد من هذا الهدوء في الجبهات الأخرى، واتجه بحشوده نحو مأرب مشكلا ضغطا عليكم أنتم هنا في هذه الجبهات، ماذا تقول في هذا الجانب؟
-من الضروري تحريك كل الجبهات، ليس لدى أي جهة أو جبهة أي عذر عن الحركة، وستتحرك بإذن الله تعالى، إلا أصحاب الساحل نتيجة للاتفاق المشؤوم اتفاق ستوكهولم.
هم يطالبون يا معالي الفريق بنقض الاتفاق؟
-نعم بالنسبة لكل القوات المشتركة الموجودة في الساحل الغربي، سواء من ألوية العمالقة أو من المقاومة الوطنية أو الألوية التهامية، كل هؤلاء يطالبون بنقض هذا الاتفاق المشؤوم، لكن هناك اتفاقات دولية، ربما لا نستطيع تجاوزها، لكننا مع الوقت سنتجاوز كل شيء من أجل اليمن، ومن أجل استقرار اليمن، ستتحرك كل الجبهات، وسننتصر، والله إننا نثق بالله بأننا سننتصر؛ لأن الحق منتصر، هذه الفئة الباغية الضالة ليست على حق، ومن ليس على حق لن ينتصر أبدا، من يتعمدون تجهيل الشعب اليمني وإذلاله، ويعتبرون أنفسهم فئة أو طبقة غير طبقة اليمنيين، لن يمروا، ولن ينجحوا، ولن ينتصروا، سيتم اجتثاثهم بإذن الله تعالى.
نعم .. معالي الفريق نحن نتحدث عن هذا الجيش، واسمح لي لأني أشاهد وأتابع هذا الجيش العظيم الذي بذل منتسبوه كل ما يستطيعون من أعلى قائد إلى آخر جندي، الكل له قريب شهيد، أو جريح في هذه المنظومة المتكاملة اليوم، اليوم نحن نتحدث عن تأخر في صرف المرتبات، وهو أقل القليل تجاه هذا الجندي وذاك الشهيد وذاك الجريح، ماهي كلمتك لهم في هذا الجانب بالتحديد؟
– جيشنا البطل المناضل لم يلبس البدلة العسكرية من أجل المرتب، وهو طبعا شيء ضروري، وسيتم ترتيب هذا بإذن الله تعالى، وقد بدأت الحكومة منذ استقرارها في العاصمة الموقتة عدن بترتيب هذه الأشياء، وسيتم بإذن الله تعالى إعطاء كل الجيش حقوقه المكفولة في قانون الخدمة في القوات المسلحة، فقط شيء من الوقت، وهذا الجيش يقاتل من أجل دين وعقيدة صحيحة، ومن أجل وطن، لهذا سينتصر بإذن الله تعالى، نحن على ثقة بأن النصر حليف هؤلاء الأبطال، والله لو تشاهد بعض المعارك وتلاحظ همة هؤلاء الأبطال في قتال هذه الفئة الإرهابية لاطمأن قلبك وقلب كل يمني حر، بأن هناك رجالا، الرجال في كل المواقع يقاتلون بأبسط الإمكانيات، ومع ذلك يحققون معجزات، ففي بعض المعارك يتم الاشتباك بالأيدي وليس بالأسلحة؛ لأن هذه القطعان المغرر بها، والذين يستخدمون حبوب الهلوسة يندفعون كالأغنام بدون شعور، وحين يصحو يبكي ويقول: أنا غرروا بي، يعطونهم مخدرات، وقد وجدناها في جيوب بعضهم، تجعلهم بلا شعور، حيث يتم تحريكهم كالدمى يرمون بأنفسهم إلى الموت دون أن يشعروا، ومع ذلك هناك رجال أمامهم يعصفون بهم عصفا، وبإذن الله تعالى ستنتهي كل هذه القطعان على أسوار مارب، وكم جيوش وارجع للتاريخ تحطمت وانتهت على أسوار المدن.
الحوثيون يقولون: بأنهم في مأرب، وهناك ضغط على أسر في المناطق التي يسيطرون عليها، بالتواصل مع من هم هنا، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، يوهمونهم بأن المسألة محسومة، وأن عليهم العودة وما شابه ذلك، ويشبهونكم أنتم كمرتزقة! ويقولون لهم: هؤلاء يهود وأمريكان! ومن هذه المسميات! هل لديكم مقاتلون ينتمون لمثل هذه المسميات؟
-هم يموتون في أطراف مارب، ولن يعود منهم أحد بإذن الله تعالى، ثم بسواعد أولئك الأبطال المواجهين لهم، بالنسبة للارتزاق نحن لم نرتزق، ولم نذهب إلى إيران، ولم نتعلم الفكر الاثنا عشري الإيراني، ولم نأت بحسن إيرلو، هؤلاء هم المرتزقة الذين باعوا البلد، باعوا اليمن لإيران، لمجموعة مرتزقة الحوثي ومن حوله، باعوا ثلاثين مليونا، هؤلاء هم المرتزقة حقا، نحن استعنا بإخوتنا وأشقائنا العرب ليس ضد الحوثي هذا المختبئ داخل الكهف، وإنما ضد إيران، وضد دول ومنظمات تدعم هذه الفئة، تدعمها بالسلاح، وتدعمها بالمال، مليارات الدولارات، نحن لم ننسلخ عن جسمنا العربي، وعندنا مثل يقول: من خرج من جلده أو من جسمه جيف. هم خرجوا، نحن لم نخرج، نحن عرب وأصل العرب، واستعنا بإخوتنا العرب في مواجهة الصلف الإيراني ومن يساعدهم، هناك دول عظمى تساعد إيران في مشروعها وفكرها، لهذا نحن كيمنيين، ندافع عن أرضنا وعن هويتنا، وعن العرب، وعن الإسلام، ضد هذه الفئة الضالة.
نعم وصلت هذه الرسالة.. معالي الفريق لم تجبني عن مسألة الحوثيين، هكذا يعبؤون عقول هؤلاء المقاتلين معهم بمسميات، يقولون لأتباعهم: أنتم تقاتلون يهودا! مرتزقة! أفارقة! يقولون لهم: بأن مأرب محتلة؟
-لا يوجد في مارب إلا اليمنيون الأحرار الذين رفضوا العبودية، ورفضوا أن يكونوا عملاء لإيران، ورفضوا أن يكونوا في زريبة تابعة لإيران، في مارب، العرب اليمنيون الأقحاح الذين رفضوا أن يكون الحوثي سيدا وهم عبيد، هنا في مارب، مارب التاريخ، والحضارة التي احتضنت كل الأحرار اليمنيين.. هل لدينا إسرائيليون؟ أنت موجود في مارب، هل لدينا أمريكان؟ هل لدينا ممن يدعي الحوثي الموت لهم؟ الحوثي لم يقبل أحداً، الحوثي يا رجل شرد اليهود الآمنين في آل سالم، وفي ريدة، وفي كل المناطق التي سيطر عليها، واضطهدهم، نحن لا نضطهد أحدا، اليهود عائشين مع اليمنيين طوال الفترة الماضية لم يعتد عليهم أحد.
وكأنك يا معالي الفريق توجه أو تقول: بأنه هذه الحركة لو تركت السلاح وجنحت للسلم وعادت إلى رشدها فبالإمكان التعايش معها؟
-هذه الحركة لا يؤمن جانبها، ولن تتعايش مع أحد، بالنسبة لنا نحن مستعدون حتى الآن.
يا معالي الفريق لديكم ثأر أنتم معها، أخوك شهيد تقريباً، وابنك، هل هؤلاء من أجل اليمن ممكن أن..
-من أسرتي وأقربائي أكثر من 16 شهيدا وجرحى حوالي 27 من أسرتي، أما من قاتلوا معي، سواء من قبيلة سفيان وقبائلي كثير، لكن نحن لم نترب على الحقد والكراهية، من أجل اليمن مستعدون أن نقدم التنازلات الكبيرة، لو نعرف أن هذه الفئة الضالة ستتخلى عن السلاح، وستعترف بالديموقراطية كنهج انتهجه الشعب اليمني، وسيصبح أفرادها مواطنين مثل أي مواطن يمني، يحكمنا وإياهم الدستور والقانون لقبلنا.
برغم كل ما جرى؟
-برغم كل ما جرى، إلا من يستحق المحاكمة العادلة، فنحن لن ننتقم لأنفسنا بأيدينا، لأننا تحت طائلة القضاء والدستور والقانون.
كل اليمنيين يريدون هذا؟
-تحت طائلة الدستور والقانون من أخطأ في حق الشعب اليمني وقتله وهجره ودمره، لابد أن يحاكم وفقا للدستور والقانون، وفقا لشريعة محمد بن عبدالله، لن ننتقم لأنفسنا بأيدينا، قد ربما نعفو عن ما يخصنا في أكبر الأشياء التي حصلت في حقنا.. لكن ما يخص الشعب اليمني، هذا فيه قانون فيه دستور يحكمنا، نحن وهم، لكننا لو قدمنا لهذه الفئة أعظم التنازلات فلن تقبل!، هؤلاء لن يقبلوا إلا من ينتهج فكرهم ومعتقدهم وبالقوة، وأن لا يكون له أي حق، هم الآن لا يعترفون بالديمقراطية، أذكر لك مثالا بسيطا هم اتفقوا مع بعض الأحزاب، سواء في المؤتمر أو في بقية الأحزاب على أساس أن تكون الرئاسة دورية، أين هذه الدورية في الرئاسة؟
لم تأت بعد على مدى عشر سنوات؟
-ولن تأتي، وأتحداهم أن يسلموا الرئاسة للشيخ صادق أمين أبو رأس، أو لأي حزب من الأحزاب التي اصطفت معهم، أو حتى يجروا انتخابات ويسلموها لرئيس منتخب، لن يقبلوا إلا بواحد في مكتب عبد الملك الحوثي يكون رئيسا، أو بواحد من سدنته، لن يقبلوا إلا هكذا.
لديك فرصة توجيه رسائل عدة من خلال الفضائية اليمنية، لمن توجه هذه الرسائل؟
-الرسالة الأولى إلى أشقائنا وإخوتنا في التحالف العربي، وعلى رأس الجميع المملكة العربية السعودية، نحن نقدر ونثمن كل ما تقدمونه للشعب اليمني، ونعرف أننا في وجدانكم وفي اهتمامكم كشعب يمني، ثم كجيش ليس إلا من أجل الأمن والاستقرار والعيش الحر والكريم، ونثق أننا سنكمل المشوار معا يدا بيد، حتى نتخلص من هذا العدو الضال المضل الإرهابي، الإرهاب الفريد من نوعه.. الإرهاب الذي لغم كل شيء، ولغم العقول، ولغم البر والبحر، ولغم الجو بالطائرات المفخخة، معا سنمضي من أجل أمننا واستقرارنا كيمنيين وعرب..
-الرسالة الثانية للشعب اليمني.. أيها الشعب اليمني الحر! هذه المعركة معركة الجميع يجب أن نقف صفا واحدا حتى نتخلص من هذا الداء الخبيث، ووالله أنه واجب ديني ووطني على كل حر يحب اليمن، ويعرف معنى أن يحافظ على أمن اليمن واستقراره، كل بما يستطيع، هذه المعركة معركة الحسم، معركة التخلص من هذا الإرهاب الحوثي الإيراني، كل بما يستطيع، وسننتصر بإذن الله تعالى، والله لو أننا وقفنا موقفا واحدا وجادا، ونبذنا الحزبية والمناطقية والفئوية منذ بداية هذه الحرب مع هذه الفئة الضالة لكنا تخلصنا منها دون حرب ودون إراقة دماء.
الرسالة الثالثة إلى جيشنا الحر البطل المناضل وإلى المقاومة وإلى القبائل المساندة التي عرفت وتعرف ماذا يعني الإرهاب الحوثي الإيراني؟ أنتم على حق، يجب أن نقف كلنا موقفا صادقا وجادا، ابتداء من مارب إلى شبوة وأبين وتعز وعدن والحديدة والساحل الغربي وصعدة والجوف، ونحن وكل الأحرار اليمنيين، يجب أن نقف صفا واحدا حتى نجتث هذا المشروع الخبيث الذي يريد أن يدمر اليمن بوجه خاص والوطن العربي بوجه عام، أنتم على حق، قاتلوا ارموا فداكم كل من يريد الإضرار باليمن، ارموا فداكم حسن إيرلو ومن وراءه، ارموا فداكم كل من يتربص بأمن اليمن واستقراره، سننتصر بإذن الله تعالى، امضوا على بركة الله، ووالله إن النصر قادم، وسينتصر مشروع الحق، مشروع الأمن، مشروع الاستقرار لليمن، بنا أو بمن بعدنا، لن يمر الحوثي بمشروعه التدميري.
الرسالة الرابعة إلى آبائنا وإخوتنا وأبنائنا من هم تحت سيطرة المليشيا الحوثية، يجب أن تفهموا أنكم بتعاونكم أو مضيكم أو سكوتكم على ما يفعل الحوثي تشاركونه في تدمير اليمن، تشاركونه في مقاتلة إخوتكم الذين يريدون لليمن الأمن والاستقرار، تقاتلون مع الحوثي الذي يريد أن يغتصب السلطة بالقوة، تقاتلون في صفوف الحوثي أو ترسلون أبناءكم للقتال في صفوف الحوثي الذي يريد أن يكون سيدا وأنتم عبيد، ترسلون أبناءكم للقتال في صفوف الحوثي من أجل إيران ومشروعها الذي تريد به أن تدمر اليمن والوطن العربي، وتستهدف الإسلام والعقيدة الصحيحة.. أنا أوجه إليكم دعوة صادقة، ووالله أننا لا نريد إلا الخير بهذه الدعوة لكم ولليمن، امنعوا أبناءكم، امنعوا أبناءكم من الذهاب إلى محرقة الحوثي، حافظوا عليهم، علموهم التسامح، علموهم التصالح، علموهم ثقافة الحفاظ على اليمن وحب اليمن وحب بنائه وليس تدميره، امنعوهم من دخول مدارس الحوثي وتعلم منهجه التدميري الذي يعلمهم في المدارس، امنعوهم من تعلم الحقد والكراهية، فإن الحقد والكراهية لا تأتي بخير أبدا، بل تأتي بالتدمير، تدمير الإنسان، تدمير الأرض، تدمير كل شيء.
-رسالة إلى قيادتنا السياسية والعسكرية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، نحن في الجيش الوطني على ثقة بمتابعتكم وتقديركم لما يسطره الجيش من تضحيات، نشكر لكم كل الاهتمام الذي تولونه لهذا الجيش المناضل، نحن بفضل الله ثم بفضل متابعتكم المستمرة سننتصر، نعدكم بأننا سننتصر بإذن الله تعالى، سننتصر لليمن، سننتصر للحق، سننتصر للشرعية الدستورية التي هي منتخبة من الشعب ضد من يريد أن يغتصب السلطة بالقوة في القرن الواحد والعشرين.
– الرسالة الأخيرة للشهداء والجرحى، نسأل من الله العلي القدير أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى، ونعد كل أسر الشهداء والجرحى بأننا في رئاسة الأركان ووزارة الدفاع سنكون لهم إخوة وآباء وأبناء من أجل تحقيق الحياة الحرة والكريمة لهم، وتوفير كل ما يحتاجونه، سنكون لهم خداما من أجل حياة حرة وكريمة.
شكرا جزيلا معالي الفريق الركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان العامة، وقائد العمليات المشتركة، على إتاحة هذه الفرصة الثمينة، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.