مؤتمرات لتوحيد الصف الجنوبي قبل انطلاق الحوار الوطني الشامل
يستعد عدد من قادة وفصائل الحراك الجنوبي في اليمن لعقد مؤتمرات قبيل مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده نهاية العام الحالي، وذلك في مسعى لتوحيد الصف الجنوبي، في الوقت الذي تظهر فيه خلافات واضحة بين قيادات الحراك بشأن الموقف من مؤتمر الحوار الوطني.
وأقر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي -أكبر فصائل الحراك- عقد مؤتمره العام الأول في 30 سبتمبر/أيلول الحالي، في حين يحضر القيادي البارز في الحراك، محمد علي أحمد، لمؤتمر آخر قال إنه يهدف لاختيار قيادة موحدة تمثل الجنوب أمام المجتمع الدولي في مؤتمر الحوار الوطني.
كما يسعى تيار نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض لعقد مؤتمر ثالث في أكتوبر/تشرين الأول القادم.
ويرى محللون أنه من الأفضل توحيد الرؤى الجنوبية بخصوص مؤتمر الحوار الوطني إن أراد الجنوبيون أن تطرح قضيتهم بشكل أوسع في المؤتمر.
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عدن د. فضل الربيعي "إذا خرج الجنوبيون برؤية واضحة بشأن مؤتمر الحوار الوطني، فسيكون لذلك تأثير إيجابي تجاه ما سيطرح بشأن القضية الجنوبية، أما إن كان هناك أكثر من رأي فإن ذلك سيؤثر سلبا"، مشيرا إلى أن ملامح مؤتمر الحوار لم تتضح بعد.
وأضاف الربيعي في حديث للجزيرة نت أن هناك مساعي للتوفيق بين منظمي المؤتمرات، وإن كان كل طرف يريد أن يطرح مشروعه، غير أنهم يتهيبون من ردة فعل الشارع الذي يدعو لعقد مؤتمر واحد لكل القوى السياسية بالجنوب.
فرصة تاريخية
من جهته، اعتبر القيادي في الحراك والمنضم لشباب الثورة العميد عبد الله الناخبي المشاركة بمؤتمر الحوار فرصة تاريخية لطرح القضية الجنوبية ووضع الحلول المناسبة لها تحت إشراف دولي، "وأما من يعلنون مقاطعة الحوار فهم الخاسرون لأنهم لن يستطيعوا طرح قضيتهم وإقناع الآخرين بحلها".
وقال الناخبي للجزيرة نت إن عقد الحراك لعدد من المؤتمرات لن يؤثر على مؤتمر الحوار الوطني، لأن هناك هيئات وقيادات جنوبية ستمثل الجنوب في الحوار، "فالثورة السلمية بينت أن الصوت في الجنوب ليس للحراك فقط بل إن هناك قوى ثورية جديدة تساندها جماهير واسعة ترفض دعوات الانفصال".
من جانبه، قال القيادي في الحراك محمد علي أحمد إن الهدف من المؤتمر الذي يسعى لعقده هو الوصول إلى وحدة الصف الجنوبي بكل أحزابه ومكوناته السياسية، وانتخاب قيادة موحدة لتمثيل الجنوب أمام المجتمع الدولي والإقليمي.
وأضاف أحمد "نحن سنشارك في مؤتمر الحوار الوطني، وسنناقش قضيتنا الجنوبية تحت إشراف المجتمع الدولي"، معتبرا مؤتمره خطوة في طريق المشاركة بالحوار من خلال اختيار قيادة موحدة تكون هي الممثل للجنوب.
قيادة موحدة
بدوره قال رئيس الدائرة السياسية للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي على هيثم الغريب، إن الهدف من عقد المؤتمر الأول للمجلس هو إقرار الرؤية المستقبلية لعمل المجلس وإيجاد قيادة موحدة للحراك، مشيرا إلى أن ما دعاهم للإسراع بعقد المؤتمر هي التطورات الداخلية والخارجية الجارية، "وكذا المطلب الدولي الداعي لوجود قيادة موحدة للحراك للتحاور معها بشأن القضية الجنوبية".
ونوه الغريب إلى أن المجلس الأعلى للحراك لن يشارك في أي مؤتمر للحوار إلا بوجود طرفين شمالي وجنوبي وتحت إشراف دولي وفي دولة محايدة.
ونفى وجود أي خلافات بين قيادة المجلس ونائب الرئيس اليمني الأسبق البيض، كما نفى عزم البيض عقد مؤتمر آخر في أكتوبر/تشرين الأول القادم، مشيرا إلى أن مؤتمرهم يعقد بتوجيه ورعاية من البيض.
غير أن القيادي بالحراك أحمد عبد الله الحسني نفى تأييد البيض لعقد أي مؤتمر في سبتمبر/أيلول، وأشار إلى أن البيض يعد لعقد مؤتمر الشهر القادم ويدعمه بقوة بهدف توحيد القوى المطالبة باستقلال الجنوب.
وقال الحسني للجزيرة نت إن المؤتمر المعلن عنه من المجلس الأعلى للحراك لا يحظى بإجماع قيادات المجلس ولا قيادات وقواعد الحراك بالمحافظات، لأن القيادات لم تقر تلك الخطوات بل كان القرار أن يكون المؤتمر الشهر القادم تزامنا مع الاحتفال بذكرى ثورة الجنوب.
وبشأن الموقف من مؤتمر الحوار الوطني، قال الحسني إن مؤتمر الحوار هو جزء من المبادرة الخليجية التي لم تذكر القضية الجنوبية, "ولذا فنحن لا شأن لنا وللجنوب به ولن نشارك فيه، ومن سيحضره من الجنوبيين لا يمثل إلا نفسه، فشعب الجنوب قد خرج للساحات وعبر عن رأيه وهو الحرية والاستقلال".
الجزيرة نت