 
تباهى بقتل قرابة الألف بدم بارد فأطلقت عليه "الميديا" لقب "سفاح الفاشر"..
"أبو لولو".. أبرز الوجوه الدموية للحرب السودانية
لم يكن الفاتح عبد الله إدريس، وشهرته «أبو لولو»، له ذكر لافت قبل سقوط مدينة الفاشر بيد «قوات الدعم السريع» السبت الماضي، لكن سرعان ما انتشر لقبه «أبو لولو» مثل نار في الهشيم باعتباره أحد رموز الرعب في السودان.
وقبل سقوط المدينة بقليل انتشرت بمنصات التواصل مقاطع فيديو، تظهر رجلاً ملتحياً وبشعر كثّ، ينفذ عمليات إعدام ميدانية لأسرى في الفاشر، ليتصدر مشهد العنف بعد سقوط المدينة كرمز لمأساة الفاشر، وعنوان لفوضى الحرب وانهيار الدولة.
ورغم أن «قوات الدعم السريع» نفت صلتها به، وقالت إنها لا تعرف هويته، وأعلنت لاحقاً القبض عليه، وأودعته سجن «شالا» بالفاشر، وشكلت لجنة تحقيق بشأنه، فإن المقاطع المروعة التي دأب على نشرها أشعلت غضباً واسعاً على الرجل وعلى «قوات الدعم السريع»، فأطلقت عليه الميديا لقب «سفاح الفاشر».
وذكرت «قوات الدعم السريع» أنها ألقت القبض على عددٍ من المتهمين في الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة التي صاحبت السيطرة على مدينة الفاشر، على رأسهم المدعو «أبو لولو». وقال المتحدث باسمها، الفاتح قرشي، في بيان الخميس، إن القبض على المتهمين جاء بتوجيهات من القيادة العسكرية العليا، مضيفاً أن اللجان القانونية المختصة باشرت التحقيق معهم توطئةً لتقديمهم للعدالة.
وأوضح أن هذه الإجراءات تأتي منعاً لأي انتهاكات تمسّ الكرامة الإنسانية وتتعارض مع الاتفاقيات الدولية. وأكد قرشي أن «قوات الدعم السريع» تتعامل بمسؤولية كاملة لإحقاق العدالة. وجدد حرص القيادة التام على سيادة حكم القانون، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في أي تجاوزات أو انتهاكات، مهما كانت محدودة أو ناتجة عن سلوكيات فردية.
وظهر «أبو لولو» في تسجيلات صوتية عديدة يوثق فيها وحشيته، نافياً انتماءه لأي جهة، قائلاً إنه يقود مجموعة قتالية خاصة به متمردة على الدولة، وتباهى في أحدها بقتله «قرابة ألف شخص» في الفاشر وحدها، لكن الرجل مهما ادعى أو نفته «الدعم السريع»، فهو كان مشاركاً في عملياتها الحربية.
وقبل سقوط الفاشر انتشرت شائعات عن عنف مارسه الرجل في وسط السودان، وجرى تداول مشاهد عنف ضمن مقاطع فيديو بـ«مصفاة الجيلي» بشمال الخرطوم، زُعم أنها للرجل، لكن لم تثبت جهة مستقلة صحة تلك المقاطع.
والتقارير تشير إلى أن نشاط الرجل تمركز في المناطق الشمالية من مدينة الفاشر، ومحيطها فقط، لكن شهرة الرجل بالعنف امتدت لكل البلاد، بل العالم، وبات اسمه «رمزاً» للعنف وإثارة الرعب في كثير من ميادين القتال. ووفقاً للمراقبين، فإن ظهور شخصيات مثل «أبو لولو» يدل على حالة من الانهيار الأمني والأخلاقي الشامل الذي اجتاح السودان، والذي أفرز عنفاً تجاوز مجرد القتل إلى التباهي به، وتصويره وتمجيد مرتكبيه، كوجه كالح من وجوه الحرب، وعنوان لاضمحلال الدولة وغياب القانون والمحاسبة.
 
                 
                 
                 
                 
                    
                 
 
 
 
 
 
 
