في حوار اجراه معه قبل 45 عاما (بريماكوف) مراسل "البرافدا" ووزير خارجية الاتحاد السوفيتي.. الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي: نحن جزء من الجزيرة العربية والخليج العربي يسعى لتحرير نفسه
التقى فيصل عبداللطيف الشعبي وزير الخارجية ورئيس الحكومة بعد استقلال الجنوب , في غرفته بمستشفى الجمهورية بعدن - حيث كان يتلقى العلاج -بفريق صحفي سوفيتي على رأسه يفغيني بريماكوف المراسل والمعلق لصحيفة "البرافدا" ووكالة انباء نوفوشتي يوم الأربعاء 19 فبراير من لعام 1969م الذي اجرى حوارا صحفيا ولأهميته تعيد "الأمناء" نشره الذي نشرته صحيفة الصباح في 27 نوفمبر 2007م دون تدخل أو إخلال بالمادة استشعاراً منها في استجلاء أبعاد ومضامين هذا الحدث تزامنا مع مناسبة الذكرى الـ"47" لنيل الاستقلال الوطني المجيد الـ"30" من نوفمبر.
بريماكوف : هناك تساؤلات عن الأوضاع الداخليه وميزان القوى السياسية وقيمة بعض التغييرات .. خلال السنة التي مرت منذ زيارتنا, كانت هنا تغييرات إيجابية لايمكن إنكارها وان كانت هناك صعوبات, هل هي تناقض أم مصاعب تواجهونها..؟ نرجو أن تحدثنا في ضوء تركيز الاستعمار والرجعية على جمهوريتكم .
فيصل : بحكم موقع جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية قبل تحررها كإحدى مناطق الارتكاز للاحتكارات والنفوذ الاستعماري، والمراكز الهامة في السياسة الدفاعية الغربية, فإن الاستعمار والإمبريالية سيظلان يحاولان إعادتها الى مناطق نفوذها, ومن الطبيعي فإنهما سيحاولان الاستفادة من الظروف التي تمر بها الثورة والمتناقضات التي تبرز في عملية التغيير الاجتماعي, وحليف اليوم عندما تمس مصلحته ينقلب الى الصف الآخر.
نحن جزء من الجزيرة العربية والخليج العربي والعالم الثالث الذي يسعى لتحرير نفسه وموارده ويطوعها لخدمة جماهيره العريضة وبحكم موقع الجزيرة كمركز أساسي للاحتكارات البترولية, فإن أي عملية تغيير تجري في أي منطقة منها لأتمس الواقع المحلي بقدر ما تمس الاحتكارات ألعالميه نفسها، وميزان القوى التي تتحكم في الخريطة السياسية والاقتصادية في المنطقه وينعكس أثره على المصالح المتشابكة فيها, ولقد شهدنا هذا عندما قامت ثورة 26 سبتمبر بالشمال اليمني, هبت كل القوى الاستعمارية والامبريالية والاحتكارات الأجنبية والرجعية العربية تحاول أن تضع حداً للثورة اليمنية، وتمنع تأثيرها وتحد من قدرتها على إحداث تغيير ثوري في واقع الجزيرة.
إن النصر للشعوب حتماً والظروف اليوم مواتية أكثر منها في الماضي لانتصار الشعوب خاصة، وان قوة المعسكر الاشتراكي تتعاظم ويزداد وزنها الفعال والقوي, ولاشك أن المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي طليعته يشدد ويستشعر أهمية المحافظه على مكاسب الشعوب ويسند نضالات الشعوب، ولكن في المقابل الامبريالية العالمية تسعى بنفس القدر على حماية مواقع عملائها, قد تضطر لمواجهة تزايد نضال شعب الى بعض التنازلات، أو إضافة بعض الرتوش ولكنها لا تسمح بأن تصل الأمور الى تغيير جذري.
إن تحقيق الاستقلال الوطني يظل مكسباً هاماً بفضل تضحيات ونضال شعبنا إلا انه يظل بحاجة إلى دعمه وتأكيده في استكمال الاستقلال الاقتصادي وتطوير أوضاعنا لصالح جماهير الشعب وتعبئتها لمواجهة التحديات التي يظل الاستعمار ينصبها أمامنا بهدف الحد من قيمة تحقيق الاستقلال، وإعاقة الجهود لحل قضية التخلف وإنهاء أشكال السيطرة الأجنبية على مرافق اقتصادنا.
نحن في بلد متخلف وشديد التخلف نتيجة للاستعمار الطويل, إن التخلف هنا مرادف للاستعمار الذي لا يعتني إلا بمصالحه العسكرية والاقتصادية ونهب أي موارد ذاتية للشعوب المستعمرة.
وبعد استعمار دام 139 عاماً نجد أن الاقتصاد القائم هو تجاري قائم على خدمات بنسبة 80% وان الأراضي المزروعة لا تزيد عن 300 ألف فدان, في حين أن القابلة للزراعة مليون ونصف المليون فدان، ولقد ركز الاستعمار كل اهتمامه ومصالحه على القيمة الإستراتيجية لعدن والمدن ولم يقدم على تطوير صناعي بما في ذلك مصفاة البترول التي كان إنشاؤها لنفس الغرض الإستراتيجي بعد أزمة بترول إيران.
وكل هذا يشدد من نظرتنا الى ضرورة التغييرات الاجتماعية والتي كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر منذ انفجارها تؤكد الترابط العضوي بين الأهداف السياسية والاجتماعية. بطبيعة الحال لم تكن لدينا صورة واضحة كما هي عليه اليوم, بالنسبة إلى ماذا نعمل ؟ وكيف تكون خطة البداية، لأن الممارسة والاحتكاك قد جعلنا نتعلم الكثير، وعمق من قدرتنا على الاستفادة في إغناء التجربة النضالية في مواجهة التحديات المفروض علينا مواجهتها.
نجد أننا انتصرنا على الاستعمار بالكفاح المسلح ولكن تظل هناك قضايا بحاجة إلى نضال وجهد إن لم يكن أكثر من الكفاح الذي خاضته جماهيرنا لتحقيق الاستقلال, هناك مثلا قضية أساسية لا يزال الاستعمار يراهن على ضرب الثورة بها وهي المسالة المالية, فإلى جانب كون توقف خمسة الآف عامل بعد جلاء القاعدة البريطانية والتي كانوا يعملون بها بشكل مباشر أو غير مباشر والآثار المترتبة على إغلاق قناة السويس على اقتصادنا بالإضافة إلى البطالة المتخفية في الريف هناك المسالة المالية والعجز المالي الناجم .
ان الاستعمار قبيل رحيله عمل إلى تضخيم أعباء المصروفات في الميزانية ألعامة و حاولنا أن نضغط مصروفاتنا وأعباء الميزانية التي كانت تصل الى 33 مليون دينار مقابل إيرادات تصل 8 مليون جنيه وقد استطعنا خفض المصروفات في حين أن الدخل الذي كان يتوقع أن ينكمش إلى 6 مليون أمكن أن يصل إلى 11مليون دينار.
إن هذه المسألة تظل تشغلنا وبمقدار ما نحققه من نجاح بفضل تضحيات الشعب وتعبئة قدراته لهذه الغاية, يمكن أن تصفى إحدى المسائل الخطيرة التي يراهن الاستعمار بها على ضرب الثورة ومكتسبات 4 سنوات من النضال.
يهم الاستعمار و بالضرورة أن لا تكون هناك منطقة ثورية في الجزيرة لعدة اعتبارات منها تركز المصالح البترولية فيها, تشابك علاقاته مع حلفائه الإقطاعيين والتقليديين والموقع الإستراتيجي العام للمنطقة, من جانبنا نحن نشعر أن المعركة لم تنته مع الاستعمار وستظل شرسة وقويه وضارية .
وطالما كان هناك استعمار بالخليج العربي, علاوة على أننا نشجب وجود الاستعمار هناك, فإن وجوده وبقاءه يهدد استقلالنا وحريتنا أيضا, كذلك ننظر إلى ثورة 26 سبتمبر بالشمال يجب أن تحقق الغايات التي قامت من اجلها وهي التغييرات الاجتماعية, صحيح أن الاستعمار والملكيين والرجعية السعودية بشنهم العدوان ضد ثورة 26 سبتمبر قد أعاقوا درجة النمو في الشمال, لكننا نشعر انه من جانب آخر فإن هناك إصرار لتنفيذ مخطط الرجعية السعودية والاستعمار ويأملون أن يتحقق.
ونحن نعرف أن الشعب في الشمال لا يناضل من أجل اسم الجمهورية وحده, لكن من أجل التغيير الاجتماعي, ولقد أطاح بالحكم الإمامي الذي كان عائقاً في طريق تحقيق هذا التغيير، ونعلم أيضاً أن العديد ممن كانوا في صف الملكيين يعودون ألآن إلى صنعاء بل والى الحكم محتفظين بامتيازاتهم ورتبهم العسكرية.
إن عودة هؤلاء يثير القلق خاصة وأن القوى الديمقراطية والضباط والنقابيين والوطنيين في السجون بما يجعل عملية الصد غير متوازنة.
كان بالإمكان الاستفادة لو كانت العودة تتم والقوى الجمهورية والديمقراطية في مواقعها, ولو عاد هؤلاء كمواطنين عاديين وليسوا كمسؤولين, إن ما نخشاه أن تكون العودة بمثابة حصان طروادة تحقق ما فشل الاستعمار تحقيقه بواسطة السلاح أو عن طريق وجود سفارة أو علاقات دبلوماسية أو رجال المخابرات المركزية, هذا هو ما يقلقنا جداً ونحن مطلعين على مخطط يشير بأنه إذا ما تحققت تصفية الثورة في الشمال ستركز الجهود ضد جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.
بريماكوف : كيف ترى أنهم طالما نجحوا في الشمال يستعدون لضرب الجنوب؟ هل هذه النوايا باستخدام الطابور الخامس بالجنوب أو قوى معادية؟ أو تطوير الأحداث الى صدام مباشر؟
فيصل : يجمع هذه القوى كلها, الخوف من التطورات الجارية هنا على الرغم من بطئها. إن قانون الإصلاح الزراعي رغم الثغرات التي لا يزال بحاجة إلى سدها, قد أثار رعبا في الجزيرة, إن تطبيقه هنا جعل التناقض الاجتماعي يبدو واضحا بحيث لم يعد التناقض بين جمهوري وملكي ولكن بين الفلاحين والإقطاعيين .
هناك نقطه أخرى, إن القوى الإمبريالية والرجعية، وقد تمكنت من شل فاعلية ثورة 26 سبتمبر وتطورها, يقلقها أن تجد العلاقة تزداد توطداً بين جمهوريتنا والاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية الأخرى, وهم يعطون الزيارة الودية التي قامت بها قطع الأسطول السوفيتي لميناء الجمهورية ( عدن) تفسيرات بعيدة عن الواقع وينظرون نظرة غير هينة إلى أن تصبح منطقة كبلادنا كانت من أهم قواعد الاستعمار والعدوان قاعدة للحرية وتجد دعما من الأصدقاء .. مرحبة بهم .
بريماكوف : كيف ستواجهون مهمة حماية النظام في الجنوب من محاولات الإمبريالية الراهنة؟
فيصل : في تقديرنا أن على كل مواطن حمل السلاح ضد الاستعمار أيا كان لونه السياسي أن يعود الى وطنه للمشاركة في عملية بناء الوطن, لقد أكدنا ذلك في أكثر من مناسبة, أكد سيادة رئيس الجمهورية والقيادة العامة كذلك بأن الوطن بحاجة إلى كل يد تريد أن تعمل ولقد عاد الكثير من المواطنين الشرفاء الذين لا ينظرون للأمور من زاوية انتهازية ولا يرتبطون بمخططات رجعية أو إمبريالية, ولكن بعض العناصر التي أضرت الثورة بمصالحها كسلاطين أو رجعيين أو سياسيين كشفوا, كالرابطيين ممثلي الإقطاع, كما ظل في الخارج بعض السياسيين المحترفين الذين حاولوا استثمار الثورة, كالأصنج.
بالنسبة للوضع الداخلي نشعر بان الإمبريالية من جانبها لن تتركنا نبني الوطن ويقلقها أكثر أن نجد مساندة للنظام الثوري من الاتحاد السوفيتي والبلاد الاشتراكية غير مشروطة، وستظل تعمل على خلق المشاكل من جانبها ولكننا عظيمي الثقة في قدرة شعبنا على الدفاع عن ثورته، وهو ما كان واضحا في مؤامرة يوليو, عندما هب الشعب بجميع فئاته يدافع عن الثورة أثناء عمليات بيحان وعتق والصعيد فتصدى لبعض قوى السلاطين والرابطة واستولى على أسلحة أمريكية عليها شعار الصداقة الأمريكية في ثلاث مناسبات.
لكن ما يثير القلق لنا هو انه رغم أن هنالك عدو مشترك للشمال والجنوب هو الرجعية السعودية والاستعمار والمفروض أن تواجه كل القوى هذا العدو المشترك , فإن المؤسف تشتت هذه الجهود، وإثارة وافتعال مأمن شأنه إضعاف النضال ضد العدو المشترك .
لقد عرضنا على الأخوة في الشمال كخطوة أولى تجميع القوات المشتركة على حدودنا مع بعض ووضعها تحت قيادة مشتركة على الحدود لكن هذا العرض رُفض, كما أن هناك تشجيع للأسف من قبل الوضع في الشمال للمرتزقة من مجاميع فلول جبهة التحرير للتجمع على حدودنا, لكننا واثقون من قدرتنا على وضع حد لهذه الأعمال وإن كنا حريصين على أن لا ننجر إلى معارك جانبية ويطال تركيزنا على العدو المشترك, ونحن ندرك أن الإمبريالية تستفيد كثيراً إذا استطاعت أن تنقل الصدام مع ألملكية إلى معارك بين جمهوريتي الشمال والجنوب وقد أكدنا في برقياتنا أننا لا نريد صداماً, ولكن لا يمكن أن نتغاضى عن أية محاولات قد تهدف الى إجهاض الثورة اليمنية والشعب قادر على أن يدافع عن ثورته وهي ليست مسؤوليتنا نحن فقط, أبناء الشعب اليمني, على منع دفع الثورة للارتماء في أحضان الاستعمار الجديد والمخططات المعادية، وإنما هي أيضاً مسؤولية أصدقاء الثورة اليمنية الذين قدموا الكثير لمساعدة الشعب اليمني في دعم الثورة، ولفت النظر إلى خطورة المنزلق.
عموماً بالنسبة لأوضاعنا الداخلية نستطيع أن نقول أننا قادرون على درء أي هجوم إمبريالي رجعي, ويجب على المرء أن يؤكد أن المقصود بالمحاولات الإمبريالية ليس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, وإنما حركة التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا في إحدى حلقاته, وأي نجاح لهذه المحاولات في منطقتنا هزيمة لقوى التحرر, كما أن انتصارنا هو دعم مباشر لقوى التحرر في آسيا وأفريقيا وهذا الترابط العضوي لقضايا التحرر وقضيتنا يشدد على ضرورة اليقظة وتعبئة الشعب لحماية مكاسبه هنا, والإسهام في دعم حركات التحرر أينما كانت.
كما يبدو من المخطط الإمبريالي, نجد أن محاولات الإمبريالية والرجعية لقضية الثورة في الشمال تتصل بعد نجاحها بضرب النظام الثوري في الجنوب ثم ملاحقة الثورة في الخليج, وهو ما يجعلنا نستبسل في الدفاع عن أي موقع كيلا يكسبه الاستعمار، ويجعلنا نضع نضالنا في مكانه الطبيعي من نضال شعوب آسيا وأفريقيا.
فقوى الاشتراكية والسلم والحرية في العالم وثقتنا أن كل الشعوب المعادية للإمبريالية وشعوب البلدان الاشتراكية تعي حقيقة المخطط الإمبريالي وستقف كما هو عهدها دائماً في الوقوف إلى جانب نضال الشعوب ضد الاستعمار والامبريالية.
بريماكوف : ما رأيكم في العلاقات بين بلدينا ؟
فيصل : إنها تنمو، وتزداد توطداً، وهو ما يثير حنق الاستعماريين طبعاً, جرت في الصحافة الغربية خلال زيارة الرئيس قحطان الشعبي للاتحاد السوفياتي تساؤلات مغرضة: هل هناك قاعدة سوفيتية في اليمن الجنوبية؟ إن هذه الأكاذيب مردودة ونحن نعرف أن الاتحاد السوفياتي ليس بحاجة الى قواعد له في الخارج, فإن سياسة الصداقة والتعاون والدعم هي أكبر قاعدة له لدى الشعوب.
إن الشعب السوفيتي قد مر بظروف صعبة يوم أن كان البلد الاشتراكي الوحيد المحاصر من قوى الاستعمار والامبريالية, ولكن الشعوب التي تسعى لتحرير نفسها وانتهاج طريق مستقل لتطورها الاقتصادي وانتهاج الطريق الاشتراكي, تجد ظروفاً أنسب بكثير بفضل السياسة الاقتصادية للنظام الاشتراكي, وتقدم العلم في ظل إطلاق القوى الاشتراكية القوى الخلاقة والمبدعة لأبناء الشعب بما يؤكد أن الأسلوب الاشتراكي وهو وحده القادر على تحقيق أعظم النتائج لتطور الشعوب النامية, يمثل قوه ضخمة في دعم نضال الشعوب النامية والمتطلعة للقضاء على التخلف الذي رزئت به نتيجة عهود الاستعمار الطويلة .. كما أن الاتحاد السوفياتي مع الدول الاشتراكية الأخرى في معالجته للقضايا العربية المصيرية ينطلق كصديق حريص أن يأخذ العدل مجراه.
بريماكوف: سؤال أخير أرجو أن يكون آخر ما نزعج به الوزير هو: هل يمكن القول إن توليك مسؤولية وزارة الخارجية؛ أن الشؤون الخارجية ستولى أهمية كبيرة ؟
فيصل : نحن نعمل جماعياً.
وقضية المالية هي قضية حيوية للغاية والأخ سيف الضالعي له خبرته السابقة, وبحكم كفاءته يعكس اهتمامنا الحالي بهذه القضية, ويظل قائماً للقول بأن أي وزير إنما ينفذ سياسة التنظيم أكثر من انه ينفذ سياسته الخاصة.
*أول رئيس تحرير وكالة انباء عدن وناشر ورئيس تحرير صحيفة "الطريق"