أبي البحر

المدنية أونلاين ـ متابعات :

قميصك الماء

تقده السفن جيئة وذهابًا

وعلى وجهك يطبع الغيم ظله

والشمس اليانعة قماط طفولتك المتأخرة

تعال أيها القديم

كي نحرث الريح

ونحبس الشمس

قنديلًا في صدرك الذهبي

أمنا الأرض

وأبونا أنت

نحن أبناءك سلالة الماء

منثور في الأبدية لون دمك النازف،

في قلبك الأخاطب

تزرع أذرعها المقيتة

وعلى وجهك تنمو الموجة كخال

أيها الوحيد بين رخام الصدى

أي موت يقف على صدرك الهادر؟

فمك الأفق

وصوتك تنخره أظافر الريح الناعمة،

رحلت الغيمات كاشفة وجه عريك

أين تخفي وجهك يا أديم الماء؟

هل سرقت النوارس عيونك اللاهثة؟

أين أنفك؟

شاربك الكث؟

أيعقل أن تكون أحصَّ كالحجر؟

هل استبدلوا جناحيك

بالأنهار المزروعة في خاصرتك كالسلاسل 

أيؤلمك الجريان بلا قدمين؟

أين ظلك؟

لا تخف إني ورثتك

هاك وعد لا يصدأ

أني سأنثر ملامحي فوق جلدك

لتنبت تضاريسي فيك

فترث وجهي

وانا أرث انمحاءك.