مجرد دعوة للاستيقاظ والمصارحة
اتمنى على قيادات احزاب الثورة، والمقاومة، الجلوس الي قيادات احزاب الثورة المضادة، الشركاء معهم في اطار الشرعية، جلسة مراجعة، ومكاشفة، حقيقية، بعيدا عن تقاسم المصالح، او المناصب، وانما من اجل تقييم فترة تسع سنوات من الحراك السلمي، و فترة الخمس السنوات المنقضية، من عمر الثورة الشعبية الشاملة، ومرور عام على الحرب والمقاومة.. ما الذي تحقق، وما الذي لم يتحقق، من مشروع التغيير ..هل نؤمن جميعنا بالثورة والتغيير واهدافهما، ام ان واحد يصلح، وواحد يخرب ويعيق.. ما الذي يعيق تحرير تعز، وغيرها من محافظات الشمال ..هل نحن متفقين على هدف واحد ضد الانقلابين، ام ان هناك من يتبادل الادوار معهم، لإعاقة مشروع المقاومة، والتغيير من الداخل.. هل نسعى جميعا لنجاح المقاومة، وبالتالي نجاح الثورة، و تنفيذ اهدافها، ام ان هناك من ما يزال غير مقتنع بذلك، ويعمل لصالح مصالح حزبية، وذاتية ضيقة، تعمل على نسف تضحيات الجماهير، وتطلعاتهم، واعادتهم مرة اخرى الي حالة الاحباط، والتذمر، الذي قد يكون له عواقب وخيمة هذه المرة..
ما هو الخلل الجوهري الذي يعيق الشرعية، والمقاومة، ومشروع التغيير، ويدفعهما الي تسويات خطيرة، ومضرة، على مستقبل الدولة الاتحادية الموعودة.. هل استفدنا من دعم التحالف، لصالح مشروع التغيير، ام لصالح مصالح، ومحسوبيات، ضيقة، لا تعير مشروع الدولة اهتماما، وبالتالي تقود الجميع الى كارثة، التمزق، والتشظي.. هل هناك ايمان بالتغيير، في كتلة الشرعية، وهل الاقوال تطابق الافعال، ام ان هناك بون شاسع بينهما.. الى اين نحن ذاهبون بالبلاد اذن.. وهل نستشعر المسؤولية الوطنية، ولو لمرة واحدة على الاقل، لإنقاذ ما يمكن انقاذه..؟
انها مجرد دعوة مهمة، وضرورية، للحوار والمصارحة، والمكاشفة، داخل معسكر الشرعية، من اجل مستقبل 27 مليون يمني، قد يصبحون بلا مستقبل، اذا ما استمرينا على ما نحن عليه من تحالف هلامي، بين ثورة، وثورة مضادة، لا تؤمن بالتغيير، انتج واقع مسخ، ومشوه، وقادنا الى الحرب.. وسيعيد بكل تأكيد انتاج الماضي، في أسوأ حالاته، وصوره البشعة، اذا ما استمر على هذا النحو المفلس، والغامض، دون مراجعة، ووقفة، وطنية، صادقة، ومسؤولة.
اللهم اني بلغت اللهم فشهد..