الكويت ميدان عطاء وعنوان وفاء

الحديث عن الكويت في ذكرى استقلالها وتحريرها وعيدها الوطني له نكهة خاصة ومذاق عال لا سيما وهي الدولة الصغيرة جغرافيا، الكبيرة بمواقفها التي فاقت دول العالم الكبرى في عطائها وسخاءها ومد يد العون للمستحقين في شتى بلدان العالم.. فاستحقت لقب المركز الإنساني واستحق أميرها لقب قائد الإنسانية في مثل هذا التاريخ أيضا.

 

كان لليمن نصيب كبير من إسهامات الكويت الخيرية والتعاونية وان وقوفها إلى جانب الشعب اليمني في هذا الظرف الاستثنائي امتداد لدورها التاريخي في اسهامات مشاريع انمائية منذ ٦ عقود والذي شهد فتورا بفعل سياسيات الرئيس السابق ما بعد ٩٠ م..

 

وكانت المشاريع الخدمية والتنموية التي نفذتها الكويت في كافة المجالات لاسيما في مجالي التعليم والصحة والجيش والكهرباء والطرقات الخ.. لاتزال ماثلة للعيان وشاهدة على ذلك الدور مثل (كلية الطب حاليا)، مسشفى الكويت، ومدرسة الكويت بصنعاء وكلية المجتمع والاداب، وميناء سقطرى وغيرها من المشاريع التنموية التي لا تعد ولا تحصى، ولا احد يستطيع انكارها.

 

فقد تميزت العلاقات الكويتية اليمنية والتي تمتد إلى الأيام الأولى لاستقلال الكويت وقيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر في شمال وجنوب اليمن بالاحترام والود المستند على روح التعاون والإخاء.. وحيث كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالنظام الجمهوري وقدمت كافة أنواع الدعم له.. وقد احتضنت القمة التي جمعت بين الرئيسين علي عبدالله صالح وعبدالفتاح إسماعيل خلال الفترة 28 ـ 30 مارس 1979 برعاية أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح واستمرت في تقديم الدعم السياسي والتنموي والخدمي لليمن بشطريه انذاك.. ولم يكن الاشقاء في دولة الكويت ينظرون الى جنوب او شمال حتى قامت دولة الوحدة اليمنية عام 1990م.. وكانت لها بصمات واضحه في تحقيقها ودعمها في توحيد الشعبين.

 

ان الدعم السياسي والاقتصادي والتنموي الذي تقدمه الكويت لليمن نابع عن إيمانها الراسخ بأن أمن واستقرار اليمن هو أمن لمنطقة الخليج.. حيث وأن اليمن يشكل عمقا استراتيجيا ومجالا حيويا لها .. وعنصر أساسي لاستقرار الجزيرة العربية برمتها.

 

كاتب يمني مقيم في الكويت