قصة أستاذ جامعي، ولكنه سلالي!

تربى في ظل الجمهورية وتعلم من خيراتها، وأبتعث إلى أفضل جامعات الغرب بمنحة من الدولة، وظلت أسرته في اليمن تعيش على خير البلاد، بأمن وأمان وخير واستقرار. 

عاد من بعثته، ليتقلد منصب أستاذ جامعي بجامعة صنعاء، بالبدلة النظيفة والمظهر الأنيق والراتب الكبير، والمكانة الاجتماعية العليا.

فجأة وصلت المجاميع السلالية إلى صنعاء، فنهبت كل شيء، وفرضت ملازمها العجيبة ومرويات مذهبها العنصري على الناس بقوة السلاح.

الأستاذ الجامعي، ومن أجل أن يذّكر القادمون الجدد أنه ينتمي إلى بني هاشم لا إلى اليمن، وأنه جسده مقدس كما بقية أجساد سلالته، خلع بدلته، ولبس ملابسهم السلالية، وأخرج ما بجوفه من روائح عنصرية، وكشف عن عقله الباطني، وأخرج بقايا المرويات والعقائد الزيدية السوداء، كعقرب جائع. وتحول إلى بوق سلالي ينال من كل يمني.

العجيب في الأمر أن هذا الأستاذ المتعلم المثقف الأنيق يكرر في كل لقاء ومنشور أن المسيرة أنقذت اليمن من الإنحلال والتفسخ، ولولاها أن اليمنيين في جاهلية وسوء أخلاق وضياع قيم، وأن كل التعليم والثقافة والعادات والتقاليد اليمنية عبارة عن ثقافة مغلوطة... أي والله مغلوطة قال!

كيف كنا نعيش مع هؤلاء العينات، للأمانة لا أدري!

نكبة اليمن لا مثيل لها، فأعداء الشعب اليمني تربوا من خيراتهم، وأكلوا معهم من صحن واحد، ولكنهم في نهاية المطاف، نهبوا الصحون، وتبرزوا على رؤوس اصحابها.

طبعا تصلني كثيرًا من القضايا الغريبة عن جرائم السلاليين في اليمن، واكثرها عن سلاليين كانوا يعملون في شركات ومحلات تجارية قبل نكبة الرسيين، بوجوه بيضاء منورة، وبألسنة كانت تقطر العسل، ولكن بمجرد وصول مسيرتهم الرسية إلى صنعاء، هم من نهب ما كان بأيديهم وتحت عهدتهم، وتحولوا إلى ضباع جائعة، فتكت بمن أمن عليهم وأطعمهم ووظفهم، تحت شعار وعقيدة أن اليمن ومافيه لبني هاشم!

ياللهول!

على كلا وصلني أن المشاط ومن قبل عدة شهور يطرح على سادته أن اليمنيين لن يصبروا، ولا بد من معالجات تنصفهم وتوقفش العبث والنهب ضدهم، ويؤكد لهم في كل لقاء أن قصة غزة لن تستمر في التخدير إلى ما لا نهاية.

 يشعرون اليوم أنهم بين ليلة وضحاها سيعودون إلى الجبال مرة أخرى، وأنا على ثقة أن هذه النسخة الإمامية العنصرية هي أخر نسخة رسية لوثت اليمن، ولن تنطلي على اليمنيين تقيتهم ونفاقهم مرة قادمة، كما حدث في السابق.

نسأل الله حُسن المخرج لليمن والسلام لليمنيين.

مقالات الكاتب