أحلام الساعة السليمانية
معركة نهم معركة فاصلة في التاريخ العسكري اليمني. بكل المعايير العسكرية لم يكن بالإمكان تجاوز جبال فرضة نهم الفاصلة بين مأرب وصنعاء، من قبل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
قال أحد القادة الحوثيين وهو ينظر إلى الجبال الشاهقة، وما أعدوا فيها من أسلحة ومقاتلين "لن يهزم من يمتلك هذة الجبال، وإذا سيطر عليها "الدواعش" فهم على الحق، قالها ساخرا من المقاومة والجيش الوطني.
كان الحوثيون يتهيأون في الجبال بخنادق وأهوار وكهوف ملئت سلاحا ومقاتلين، وكانوا يقفون على أرضية صلبة، فجأة انتحى مقاتلو الجيش الوطني والمقاومة إلى اليسار من خط مأرب صنعاء، وتسلقوا الجبال، في عملية إلتفاف كان فيها من المغامرة والمجازفة الشيء المثير والكثير.
شق المقاتلون طرقاً التفافية في جبال وعرة، حتى وصلوا نهم وأصبحت الفرضة وراء ظهورهم، إلتفوا على الفرضة، ومن ثم إلتفتوا إليها، وفوجئت المليشيات بالرجال يأتونها من الخلف، ويقتحمون عليها الأسوار والخنادق والكهوف، حالة من الانهيار التام أصابت الحوثيين.
أحد الأسرى من القادة الميدانيين يقول والجيش الوطني يقدم له العلاج : رسالتي للحوثيين "انسحبوا، فلتوا لكم، ما بش أمريكيين كلنا مسلمين".
نهم تحررت، والحوثيون يعيشون أوهام صاروخ "توشكا" واحد، انطلق من منصة شاشة "المسيرة"، وقتل "الآلاف من المحتلين والمرتزقة، ودمر عشرات الأباتشي، وعشرات إف ١٦، ومئات الصواريخ البالستية، قبل أن يدمر مدارج القاعدة الجوية في العند"
نهم تحررت، ولا تصدقوا الذين تناولوا القات في قصر الإمارة في عسير، الذين أطلقوا صاروخاً من عمران وأصاب بدقة "برج الفيصلية" وسط العاصمة السعودية الرياض.
الجيش والمقاومة في أول مديريات صنعاء، وصاروخ الحوثيين ما زال منذ شهور يحلق في الجو في طريقة إلى برج الفيصلية، وما زال الحوثيون يتناولون القات في قصر إمارة عسير، وما زالوا يمضغون أحلام الساعة السليمانية.