اخطأوا عندما صنفوا الجنوب مظالم وحقوق !

قد يختلف بعض القيادات في أشياء كثيرة وهذا الأشياء ترهق العامة من الشعب وتجعلهم بين مؤيد لفلان وذاك معارض ,, فالقيادة التي يطمح البعض أن يحملها على عاتقة أصبحت تعيق مساعي و مطالب العامة من الشعب فالكلمة التي نرى البعض يتصارعون عليها هيا نفسها من تحدد الجدير بحملها ليمضي نحو مستقبل شعبه .


هنا سنبدأ بقضيتنا الجنوبية وحراكها السلمي وبعض المراحل التي مر بها حاملا طموح شعب طمست هويته ودولته , كان الحراك الجنوبي في بدايته 2007 م يمثل جماعة بسيطة خرجت بقيادة العميد ناصر النوبة في مسعى نبيل وكانت تلك الجماعة تمثل الشرارة الأولى التي أعلن عنها رسميا تحت شعار فك الارتباط بدولة العربية اليمنية واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة بحدودها الجغرافية ما قبل عام 90 أي قبل الوحدة الاندماجية .


 البعض من القيادات الجنوبية في السلطة لم يع المطلب ولم يدرك أن الشعب الجنوبي قد ضاق به الحال فالوحدة لم تعد تلك التي صنعت لتعايش بين الشعبين لتصبح احتلال وبسط نفوذ وسيطرة على كل مؤسسات وثروات الشعب الجنوبي , ليتم جلد الجنوبيين من أشقائهم الجنوبيين ويبدأ الاستخفاف في ثورة اسميت ثورة الحراك الجنوبي السلمي .


استمر الحراك الجنوبي في مسيرته وقضيته رغم القمع والاستعباد الذي كانت تستخدمه قوى النفوذ الشمالية ممثل برئيسها المخلوع صالح , قتل من قتل وجرح من جرح وأسر من أسر ومع كل هذا ازداد الحراك قوة وزخم ثوري ,, 2007 اعتبرت شرارة جديدة مثيلة لثورة 14 أكتوبر كان هدفها التحرير والاستقلال مع اختلاف المحتل الأول كان أجنبي ممثل ببريطانيا والثاني كان شمالي ممثل بصالح وحلفاء حرب 94 .


حاول الحراك الجنوبي أن يلجأ لأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي وإلى مجلس الأمن الدولي ولكن هناك كانت عقبه بينه وبين هؤلاء فالمعاهدات والاتفاقيات التي كانت بينهم وبين المخلوع صالح قزمه الحراك لتجعل منه قضية ترمى في سلة المهملات ومع كل هذا زاد اصرار الشعب الجنوبي وظل متمسك باستعادة دولته . 


مرت الأيام والسنوات والشعب الجنوبي صامد ومؤمن بقضيته صدورا عارية منهم وطلقات رصاص من قوى التحالف والنظام , وقتها أدرك المخلوع أن القوة التي يستخدمها ضد أبناء الشعب الجنوبي منحتهم عزيمة وإصرار , لتظهر ثورة جديدة 2011 في شمال اليمن تواكبت مع ثورة الربيع العربي مطالبة اسقاط صالح من الحكم ,, استخدمت تلك الثورة  القضية الجنوبية كوسيلة ترتقي عليها لأهدافها ومعترفة أن الجنوب وشعبه شعبا عظيم وأن الحراك الجنوبي حراكا راقي ومطلبه شريف وعادل ليستخدموا أغاني جنوبية في ثورة شباب التغيير التي أسقطت صالح  وعزلته من الحكم .


جاء الاصلاح بديلا لصالح ونسى كل الكلام الذي نطقته ألسن قياداته ونشرته وسائل إعلامه ومواقعه واعتبر القضية الجنوبية مجرد قضية حقوق ومظالم متجاهله شهداء وجرحى سقطوا من أجل استقلاهم واستعادة دولتهم ,, مستخدمين الآليات العسكرية والقمع ضد أبناء الجنوب وسقط في حكمهم مئات القتلى والجرحى ومع كل هذا العنف خرج الجنوب في مليونية تلو الأخرى مؤكدين على مطلبهم في فك ارتباطهم من العربية اليمنية ..


 وهنا لم تدم السلطة والحكم فهناك صوت قادم من الخلف ممثلا بحركة أنصار الله كرس كل شعبة وسياسته لإسقاط القوى المهيمنة التي أسقطت صالح استخدموا الجرعة التي فرضتها حكومة الوفاق غطاء ثوري وخرجوا بمسيرة مطالبة اسقاط الجرعة ومطالبين بحكومة كفاءة وتطبيق مخرجات الحوار الوطني الذي دخلت القضية الجنوبية فيها كقضية حقوقية ونوقشت كغيرها من القضايا ..


 زعيم الحركة الحوثية عبدالملك وأعضاء مكتبة السياسي اعتبروا القضية الجنوبية قضية عادلة ووصفوا حرب 94 م ضد أبناء الجنوب حرب احتلال مؤكدين بكلامهم أن الفتوى التي أصدرتها قوى التحالف بإهدار دماء الجنوبيين هي وحدها تثبت أن الجنوب محتل , وكغيرهم من الأحزاب ركبوا القضية الجنوبية كغطاء إعلامي حتى سقت صنعاء بين أيديهم ..


 استخدم أنصار الله حرب 94 ضد الجنوب ورقة ليظهروا أمام العالم أنهم مع الحق وبدأ الكلام يتعالى علي محسن وحميد والزنداني والقوى الأخرى قتلت أبناء الشعب الجنوبي ونهبت ثروتهم واجتاحت بلادهم وشعارات كثيرة , بعدها يظهر زعيم الحركة عبدالملك ليستخف من الحراك الجنوبي وشعبه ويصف القضية الجنوبية مجرد حقوق ومطالب ..


 معادلة استخدمتها كل القوى في بداية ثوراتها الجنوب دولة  والحراك الجنوبي يمتلك قضية عادلة من الواجب أن تعود دولتهم  إلى شعبها فخروجهم ضد الوحدة يعني مطلب حق ولكن بعد انتصار تلك القوى تعيد حساباتها وبنفس العبارات القضية الجنوبية مجرد حقوق ومظالم ..


 هكذا كانوا يستخدموا قضيتنا ويستثمروها كغيرهم من المستثمرين ولكن أخطأوا عندما تجاهلوا شعبا عنيدا أسقط بريطانيا العظمى واستعاد دولته واليوم على مشارف اسقاط وحدتهم مستعيدا هويته ,,, التاريخ سطر للجنوب ثورات وملاحم واليوم يعيد نفسه ليسطر ثورة خرجت من ضلع المعانة وجعلت العالم يلتفت لها ويصنفها بوهج الثورات العربية ....

 

مقالات الكاتب