الرجل الذي اسكت اصوات المدافع بقلمه ..

حينما راهنّا على تبرع ربيع الحكمة الميانية كُنّا على حق ، وها هي حضرت بالفعل وحقنت دِماء اليمنيين، ودخل الناس جميعا في رِحاب السّلم أفواجا.

لقد أختير،ربما بصورة مقصودة أو غير مقصودة، تاريخ التوقيع على الاتفاقية التاريخية، في اليوم العالمي للسلام،الذي أُعلان من خلاله ميلاد حقبة  جديدة من السلام ومرحلة جديدة من تاريخ البلد ، ففي هذا اليوم تم التوقيع على وثيقة " السّلم والشراكة الوطنية ، وفي ذكرى اليوم العالمي للسلام التقى  الفرقاء في دار الرئاسة ، وبرعاية كريمة من الأخ الرئيس / عبدربه منصور - هادي رئيس الجمهورية ورجل السلام ، تم التوقيع على البناء، والعيش المشترك وحقن الدماء وتجنيب البلاد مآلات الدمار والخراب والفشل الذريع في كل شيء.

وبقلم الرئيس هادي وقعت مختلف الأطراف السياسية على حماية البلاد من العبث والفوضى والإنتصار لليمني وأمنها وسلامها ، وبقلم الرئيس هادي أرتسمت ألوان الفرح وفراديس الأمل والبهجة في عيون أطفال اليمن الذين وضع مستقبلهم ومصلحتهم في أول سطر من أولويات الرئيس ومختلف القوى السياسية الذين حرصوا على مستقبلهم  وحرصوا - أيضا - على أن يكون حل الأزمة والخروج من هذه الوضعية من خلال الحوار والتسوية والتوافق وفتح أفق جديد للبناء ولتنفيذ استحقاقات المرحلة برؤية أكثر وعيا وجدية وشفافية.وبقلم الرئيس هادي عبرت اليمن إلى مرحلة جديدة من التطلُّع والاستقرار،لعل أهم منطلقاتها  هو إزاحة مراكز الجهل والظلم والفساد ونهب الممتلكات وإهانة اليمنيين وتجاوز القانون  ..

أقل المتشائمين كان يعتقد بأن الأوضاع في العاصمة لن تهدأ بعد ذلك الاحتقان قبل أقل من شهرين - أربعة أشهر ، وما علينا ، في مثل هكذا وضع إلا أن نتخيل الكلفة والضريبة التي ستدفع في ظل مواجهة مسلحة في مدينة بحجم صنعاء ، كم ستكون كلفتها على مختلف الجوانب البشرية والمادية والإنسانية ..

أن تستمر مواجهات مسلحة وحرب شوارع في مدينة بحجم صنعاء علينا أن تخيلوا كم طفل ستزهق روحه وكم طفل سيصاب بالهلع والإنهيارالنفسي والإعاقة الدائمة، وكم طفل سيحرم من التعليم وكم طفل سيموت من شدة الخوف بعد كل إنفجار لقذيفة في هذا الحي أو ذاك ،وكم أمرأة ستأتيها السكتة القلبية بعد فقد طفلها أو أي عزيز عليها ..

أن تستمر حرب في مدينة مثل صنعاء علينا أن نتخيل كم كلفتها  الحقيقة على حياة ساكنيها والبلد عموما.. كم مستشفى سيعجز تماما عن استقبال حالات المرضى والاسعافات وكم ثلاجة للموتى ستحال للتقاعد وكم مدرسة ستتحول إلى ثكنة عسكرية وكم ستحتاج المناطق خارج صنعاء لمخيمات للنازحين ، وكم مقبرة جديدة ستفتتح .

إن الاتفاق الذي حصل يوم أمس 21 سبتمبر وبجهود وأفكار يمنية خالصة ليس بالأمر السهل مطلقا وينبغي أن ننظر إليه بكل إجلال وتقدير ،بعيدا عن أي حساسيات أوإحساس بالغبن، أو ما شابه ، فالذي حدث يعتبر، بكل المقاييس، إنجاز وطني وغنساني وأخلاقي نبيل كبير،وفي ظنّي إنه لا يقل أهمية عن المبادرة الخليجية التي حُقنت بموجبها دماء اليمنيين وجنبت البلاد الإنحدار في حرب أهلية في العام 2011>.


ألف شكر للرئيس عبدربه منصور هادي على هذا المنجز والحدث الفارق ، الذي انحاز من خلاله لليمن وللأمن والأستقرار والسلام ، ألف شكر لكل القوى التي شاركت في تحقيق هذا الاتفاق الهام وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام وكل القوى والأطراف الحريصة على أمن واستقرار البلاد .


تحية للإخوة جماعة أنصار الله وللإشتراكي وللناصري ولكل شريف همه اليمن وأمن أبنائها ونهضتها وكل ما يمت بصلة لنداءات المستقبل.

مقالات الكاتب